تركت الصديق يلعن الفضة على من وصفهم بصناع السوق بعد أن هبطت يوم 7 / 7 في دقيقة ذلك الهبوط الكبير .. إذا قد خسر صفقته وكانت شراء
ودعوني قبل الخوض في صلب الموضوع أيضا أن أقر بحقيقة قد يختلف معي حولها الكثير أو القليل منكم وهي أنه من زاوية نظر معينة فإن هذا السوق ( الفوركس أو العملات ) هو علم وسخافة أيضا
أما كـ علم سيأتي لاحقا الحديث عنه وأما أنه سخافة فهو يتربع على إحدى قممها
وهنا وبصرف النظر عن حديث يطول حول الغول أو النظام الرأسمالي و الذي من بين أوجهه ومخرجاته هذا السوق أقول أنني من الممكن أن أتفهم أن يقام سوق مقايضة بين السلع أو لسلع مقابل المال أما أن يقام سوق لعملة مقابل عملة في حين أن هذا الابتكار السخيف أيضا والمسمى بالمال وجد ليكون وسيلة توازي أو تقابل سلعة ما قد تكون ملبس أو مسكن أو سيارة أو مزرعة أو أيا كان من الأشياء الحياتية إن صح الوصف أو حتى مكوك فضائي إن استطاع شخص اقتنائه أو سمح له بشرائه أما أن يقام سوق ( عملة مقابل أخرى ) فأي فلسفة أو فكرة عميقة وراء ذلك ؟! فماذا عني وأنا أقر بسخافته ؟ لماذا أتواجد فيه ؟ لنقل أنها عقلية روبن هودية ( نسبة إلى روبن هود ) .
اعتبروا الحديث عن سخافة هذا السوق مجرد خاطرة راودتني
أما وبالحديث عن أنه علم فهو كذلك وأعيد القول وهو قانون وجودي من سنن الله تعالى ( لا وجود للمصادفات )
وهنا أعود للعنوان ( لن أخسر ولن تخسر ولن يخسر إذا لا وجود لرابح ) وهو كذلك فعلا
صديقي ذاك خسر وغيره وعلى مدار حياة هذا السوق خسروا وسبقى دوما هناك خاسر هنا ورابح هناك لأنه سوق مبني على النقيضين ربح وخسارة و بيع وشراء لكن ماذا إن توصل أحدهم لطريقة ولنقل مجازا أن عنوانها ( لا خسارة بعد اليوم ) نعم هذا موجود ولست أدعي وبفضل الله كنت أحدهم بعد سنوات بحث ودراسة وتفكر .
هذا السوق أبسط مما تظنون كما أنه غاية في التعقيد وهذا ليس تناقض أو تضارب أقوال فتلك البساطة لغة لذلك التعقيد وحين تصل للمرحلة التي تكتفي فيها بـ ( ورقة وقلم وآلة حاسبة ) فأنت قد اجتزت في بحثك مرحلة التعقيد فرأيت الحقيقة وهي أنه سوق أرقام محكومة بقوانين حتمية لا يغيرها إلا خالقها وحتى من يوصفون بصناع السوق لا يمكنهم تسييره إلا في هامش صغير من الزمن يخضعون بعده طوعا لسولك بشري مجبرين على أتباعه .
تلك الأرقام التي نراها هي لغة كونية بالمعنى الحرفي لا المجازي للكلمة وحتى لا أدخل في جدالات تطول وتطول سأكتفي بهذا الوصف أي أن تلك الأرقام لغة كونية محكومة بالحتمية وربما أضيف أن في القرآن الكريم إشارات واضحة بل ومتحدثة وبقوة تدعوا كل ذو عقل إلى الانتباه لها في خلق السموات و الأرض .
حتى يدوم هذا السوق لا بد من خاسر ورابح ولا يوجد شخص فيما أظن قد توصل لطريقة ( لا خسارة بعد اليوم ) سيبوح بها ولا يشترط أن يكون ذلك من قبيل كره الخير لغيره بل لأنه يعي بأنه إن عممت فلا هو ولا غيره سيكون له نصيب فعندما يعلم الجميع متى يشتري ومتى يبيع فهل تبقى للسوق من وجود ؟!
ودمتم