صرح الخبير الاقتصادى ومستشار شركة أليانز العالمية محمد العريان، المستثمرين المستعدين لتحمل تقلبات أسعار العملات فى الأجل القصير، بشراء عملات الأسواق الناشئة التى تعرضت لانخفاضات كبيرة، خلال الفترة الماضية، ومنها الليرة التركية والبيزو المكسيكى، وتوقع انتعاشها خلال 2017، لكنه لم يذكر الجنيه المصرى، رغم ما شهده من تراجع لافت منذ قرار تحرير سعر الصرف فى 3 نوفمبر الماضى.
وقال فى مقالة نشرتها وكالة بلومبرج أمس، إن المستثمرين الذين لديهم شهية لتقبل مخاطر التقلبات السعرية، يمكنهم توظيف جزء من محافظهم المالية القوية، فى شراء عملات الأسواق الناشئة، مثل تركيا والمكسيك والأرجنيين وماليزيا، التى من المتوقع انتعاشها هذا العام، بدرجة أفضل من عملات الاقتصادات المتقدمة.
وأكد عمرو الألفى، رئيس قسم الأبحاث بشركة «مباشر» المالية القابضة، أن الجنيه يعانى من تراجع كبير أمام الدولار، وتكمن المعاناة الأبرز فى عدم القدرة على التوقع المستقبلى لسعره أمام العملة الأمريكية، بسبب عدم وضوح السياسات الحكومية لخلق مصادر حقيقية للعملة الصعبة، سواء من السياحة أو زيادة الصادرات، مدللاً على ذلك بالتذبذب المستمر فى سعر الدولار فى السوق المحلية، منذ قرار تحرير سعر الصرف فى 3 نوفمبر، وتداوله ما بين 14 إلى 20 جنيهاً.
وأشار إلى أن رؤية «العريان» تتفق مع أغلبية الأراء العالمية، حول الاهتمام بالأسواق الناشئة المرشحة لتحقيق معدلات نمو اقتصادى مرتفع، ومنها تركيا والمكسيك، لكنه حذر من مستقبل صعب يواجه عملات الأسواق بالخليج، والتى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالدولار.
وقالت رضوى السويفى، رئيس قسم البحوث بشركة «فاروس» القابضة للاستثمارات المالية، إن ضبابية الرؤية فيما يتعلق بالمصادر المستدامة للدولار، بالإضافة إلى وجود طلب متراكم عليه، والإلتزامات المستحقة على الدولة مثل متأخرات شركات البترول الأجنبية، البالغة 3.5 مليار دولار، وأقساط الديون الخارجية للعام الحالى، وتحديات تحويل أرباح الشركات الأجنبية، من العوامل التى تؤثر سلباً فى قيمة الجنيه، وتجنب الاستثمار فيه.
وتابعت: «توقعات فاروس» تشير إلى احتمالية تحسن تدفقات النقد الأجنبى فى النصف الثانى من العام الجارى، مع انتعاش السياحة.
وفقد الجنيه نحو %112 من قيمته أمام الدولار، بعد تحرير سعر الصرف فى 3 نوفمبر الماضى، ليتحرك من 8.88 جنيه إلى 18.85 جنيه، وفقاً لمتوسط سعر البنك المركزى الخميس الماضى.
وتراجعت أيضاً عملات الأرجنتين وماليزيا، لكن «العريان» يتوقع ارتفاعها مرة أخرى، وإن كان انتعاشها سيعتريه تقلبات حادة خلال الفترة المقبلة، بعد أن هدأت لهجة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وتأييده عوامل تقود لنمو الاقتصاد العالمى، مع قرب تقلده المنصب رسمياً فى 20 يناير الجارى.
كان «البيزو» المكسيكى تراجع مع نهاية الأسبوع الماضى إلى 21.5 بيزو أمام الدولار، وهو أدنى مستوى فى تاريخه، متأثراً بسياسة «ترامب» الذى يهدد بتمزيق اتفاقية التجارة الحرة بين أمريكا والمكسيك، وفرض رسوم جمركية بنسبة %35 على السلع المستوردة منها، وضرائب على الأموال التى يحولها المهاجرون المكسيكيون لبلادهم، بهدف تمويل بناء جدار على الحدود الجنوبية، لوقف الهجرات غير النظامية من المكسيك إلى أمريكا.
وهبطت أيضا قيمة الليرة التركية أمام الدولار خلال الشهور الأخيرة لتنزل إلى 3.7 ليرة مقابل الدولار، لدرجة أن الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، طلب من الأتراك أن يحولوا حيازاتهم من النقد الأجنبى إلى الليرة التركية، مع التوصل لاتفاق مع بعض الدول للتجارة بالعملة التركية.
كانت أسواق الأسهم قفزت عاليا خلال الأسابيع التى تلت فوز «ترامب» فى الانتخابات الرئاسية مع تزايد تفاؤل المستثمرين بسياسة «ترامب» التحفيزية ومنها تعزيز الإنفاق على البنية التحتية، لكن ارتفاع أسعار الأسهم توقف بعد أن فشل مؤشر «داوجونز» الصناعى فى الوصول إلى حاجز 20 ألف نقطة، بعد أن بلغ 19 ألفا و900 نقطة فى 13 ديسمبر الماضى.