~¤§¦ * ترشيد الفوضى و مؤشر الــسـتــوكـاسـتــك *¦§¤~!
رأيت أمم المضاربين يعتقدون في المؤشرات اعتقاد العبد في سيده
و رأيت الحشد يعتقد أن "الستوكاستك" هذا المؤشر "الفرعوني"
يحيي المحافظ وهي خسائر و يحول السوق إلى قطعة "قاتوه"
ذات حلاوة ومذاق خاص نأكل منها متى نشاء و كيفما نشاء
و لذا جاز لي أن أستل سكين الشقاء العلمي و أذبح به هذه الدجاجة
الجهلسوقية التي لا تبيض الذهب إلا في الأحلام و في "الباكتست"
تمهيد :
الكثير يقدح في التحليل التقني , فلا فائدة ترجى منه لأن السوق فوضى
عارمة و لا يمكن عقلنة حركته السعرية و تناولها علميا ..
الحقيقة هذا كلام نابع من جهل بالعلوم الحديثة التي لا تقر باستحالة
تناول ظاهرة ما علميا إلا إذا ثبت حسابيا و رياضيا أنها مستحيلة
النظرية الفوضوية :
في بدايات القرن الماضي توقف علماء الكيمياء و الفيزياء عند بعض
الظواهر الطبيعية التي شكلت معضلة حقيقة :
فمن ناحية يمكن البرهنة عليها من خلال التجربة ولكن استعصى
عليهم إيجاد معادلات رياضية تفسر تلك الظواهر بدقة
فقالوا إنها ظواهر فوضوية (random) من المستحيل البرهنة عليها
حسابيا لكن بما أننا يمكن ضبطها من خلال التجربة فيمكن متابعة
حركتها بطريقة إحصائية . أي بطريقة تعتمد على الاستقراء
و المتابعة اللصيقة للحركة دون البحث عن سبب تلك الحركة
من هنا نشأت النظرية الفوضوية و التي من شأنها العناية بكل ما ظاهره
فوضى و نتيجته تناسق و وضوح
ترشيد الفوضى :
الاستقراء يعني تسديد ومقاربة وليس نتيجة صحيحة 100%
يعني أن النتيجة الإحصائية "الاستقرائية" إنما هي في الأخير
النتيجة العالية الاحتمال و ليس النتيجة الصحيحة
فالنسق الفوضوي (stochastic process) إنما هو مجموعة من الاحتمالات
الممكنة الحدوث (probable events) المتمخضة من نقطة بداية مرصودة
ومشاهدة بالتجربة
إذن البحث الاستقرائي الإحصائي إنما هو في النهاية ترشيد للفوضى
و بحث عن الحدث المستقبلي (نتيجة الفوضى) الذي يتميز بمصداقية عالية
و يمكن اعتماده و التعويل عليه
بعض الأمثلة التطبيقية :
الرصد الجوي
الجراحة (حرارة الجسم .. ظغط الدم المتوقع في حالة ما كذا او كذا)
تنظيم المسارات الجوية للطائرات
أسواق المال
مثال عملي عن أسواق المال :
نعرف سعر إغلاق اليوم و لكن غدا السوق نظريا مفتوح على احتمالات عديدة جدا
من ضمنها احتمال وحيد هو الذي سيقع .. نحن لا نعرفه بدقة و لا نستطيع
البحث عنه حسابيا (1+1=2) و لكن يمكننا البحث ضمن مجموعة الاحتمالات
وفرز احتمال منها يقترب من الحدث الصحيح الذي سيقع غدا
فمؤشر الستوكاستك يا إخوان ليس بالصورة التي نظن (مشبع .. متدني .. تقاطع هنا وهناك)
بل هو مؤشر يقيس احتمالات وقوع ظواهر سعريه معينة و يعطينا أحيانا ذالك الاحتمال
الذي نبحث عنه ("القريب من الحدث الصحيح")
أظن الآن ان الدجاجة التي تبيض ذهبا جاهزة للطبخ :laugh1:
يتبع في الجزء الموالي :
* حركة السعر الفوضوية ومحاولة ترشيدها
* تعريف مقتضب لبعض الظواهر الفنية : (الإشباع , التدني , الإنفراج , الحنين للأثر)
* بناء مؤشر الستوكاستك الموافق لحالة السوق الراهنة
* القراءة المثلى للمؤشر و كيفية الاستفادة منه
تحية للجميع