!~¤§¦ *من الذي يحدّد كمية المال الذي يمكن لبلد ما طباعته؟*¦§¤~!
من الذي يحدد كمية المال الذي يمكن لبلد ما طباعته ؟
بشكل عام و خلافاً للاعتقاد الشائع , يعتبر البنك المركزي للدولة هو المسؤول الأول و الأخير عن تقرير المبلغ أو كمية المال الذي يمكن لهذا البلد طباعته. ، حيث أن الذهب أو المعادن الثمينة لا ترتبط أبداً بقيمة المال أو بعملية طباعته. والسبب الوحيد الذي يجعل الذهب ( أو المعادن الأخرى ) ذو قيمة هو أن النّاس قد اتفقوا على وجود قيمة له. كما هو الحال في أن النّاس قد يتفقوا على أنّ التّفاحة قد تكون ذات قيمة معينه أو الموز قد يكون ذا قيمة معينه (أي أنها قيمة متعارف عليها). لكن الإختلاف بين الذهب وباقي المعادن الثّمينة و التّفاح هو أنّ الذّهب هو معدن نادر وبالتّالي فقد اتفق النّاس على اعتماده كوسيلة للتبادل قبل وقت طويل من وجود النّقود الورقية .
ويعتبر وجود وسيلة التبادل (المال أو الذهب) ضروري لسببين:
1- حاجة النّاس لقاعدة ما لمقارنة الأشياء بها حيث أنه و على سبيل المثال من الصّعب تحديد كم من التفاح يساوي قيمة موزة أو كم عدد السيّارات التي تساوي قيمة طائرة لكن الأسهل لنا ان نقول مثلاً أن التفاح يساوي 50$ و الموز يساوي 75$.
2- الناس بحاجة إلى وسيلة لتخزين جهودها الإنتاجية بحيث أنها يمكن أن تستخدمها في المستقبل عند الضرورة (عندما يبذل العامل جهداً في عمل ما فإنه يستوفي أجره على شكل مال أو ذهب و بذلك سيكون قد ادّخر جهوده على شكل مال ليستخدمه لاحقاً).
و بشكل عام ينبغي أن تحرص الدولة على أن تحافظ على عملتها الورقية كمصدر نادر(حيث أن البنك المركزي و كما قلنا سابقاً هو المسؤول عن تحديد كمية المال المراد طباعتها و بالإضافة إلى جعل عملية تزييفها أمراً صعباً) وبهذه الطريقة يمكن استخدام المال لتعويض الفرد عن جهوده حيث يتمكن من استخدامه لاحقاً مقابل جهود شخص آخر يحتاجها.
أما إذا قامت إحدى الدول (الولايات المتحدة مثلاً) بطباعة الكثير من المال فإن كل شخص لديه رصيد من المال بالدولار سيخشى من انخفاض قيمته لزيادة عرضه في السوق لذلك سيبدأ ببيع ما لديه من دولارات لشراء عمله أخرى أكثر استقراراً.