~¤¦¦§¦¦¤~ *الدورة الاقتصادية أو دورة الأعمال، ما هي ؟*~¤¦¦§¦¦¤~
هي الفكرة التي تقول أن الاقتصاد ليس بحالة ازدهار متواصلة، أو حالة ركود متواصلة، إنه في الواقع عبارة عن فترة زيادة في النمو، و من بعدها انخفاض، و من ثم زيادة ثم انخفاض ..و هكذا دواليك.
إن مصطلح الدورة الاقتصادية مضلل قليلاً، فعندما نسمع به نظن بأنه يحدث بشكل منتظم أو يمكن التنبؤ به، و لكن الدورة الاقتصادية يصعب التنبؤ بها، و بشكل عام لا تكون الفترة نفسها بين كل ازدهار وركود للدورة الاقتصادية.
تمر الدورة الإقتصادية بأربع مراحل:
التوسع(الإزدهار)، الذروة، الركود، القاع )الحضيض)
علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أهم عامل في الدورة الاقتصادية و هو العواطف البشرية، سنقوم بشرح الدورة الاقتصادية من هذه الناحية مبتعدين بذلك عن الشرح الكلاسيكي:
عندما تمر دورة الأعمال بمرحلة الإزدهار، يكون الناس هنا في حالة تحفظ وخوف، و ذلك بسبب حالة الحضيض في الدورة السابقة، حيث أنَّ الناس قد خسروا وظائفهم في تلك المرحلة، و كانت رواتب الشركات قليلة، فحتى لو بدأ الاقتصاد بالتحسن في هذه المرحلة، يبقى الناس في حالة اكتئاب، فهم يتذكرون كل هذا الألم الذي مروا به في الماضي القريب. و أغلبهم لا يريد المخاطرة بإنفاق النقود أو البدء باستثمارات جديدة، و لكن عندما يزداد التوسع (النمو الاقتصادي) شيئاً فشيئاً...((مهلاً ربما ما يحدث حقيقة، ربما نكون أمام حالة ازدهار)).
ويبدأ الناس في نسيان ذكريات الإفلاس و الألم التي مروا بها خلال الدورة السابقة بشكل تدريجي، فيبدؤون بالاستثمار و إنفاق النقود، و بعد فترة من الزمن تقل حالات الإفلاس، و يستمر الاقتصاد بالنمو، و بعدها تنتقل دورة الأعمال لمرحلة الذروة، لقد مرّ وقت طويل منذ تحدث الناس عن الإفلاس، و يشعر الناس في هذه المرحلة براحة كبيرة، و يستمرون في الإنفاق و استثمار الأموال وكأنّ هذه الحالة ستصبح دائمة ((كل ما كنا نقوم به في السنوات الأخيرة كان جني الأموال، و لذلك سأقوم باستثمار كل أموالي في البورصة، و سأقوم بشراء الموقع الفلاني)). و لكن هذا التفاؤل لم يكن في مكانه، و من ثم تبدأ علامات المرحلة الجديدة (و هي الركود) بالظهور، فعندها لا تعود الأشياء تنمو بالدرجة التي كان يتوقعها الناس، و هنا تراود الناس بعض حالات القلق ((لا لا، لسنا في حالة ركود، لقد كان هذا منذ زمن بعيد جداً، لقد اختلف الوقت الآن، لقد غير الإنترنت كل شيء، لن تنخفض أسعار المنازل )). وعندما يزداد هذا الركود، يبدأ الناس بالشعور بالذعر و الاكتئاب ((مهلاً .. هناك شيء غريب يحدث))، و بعد ذلك تدخل الدورة مرحلتها الأخيرة (القاع أو الحضيض)، وهي حالة استمرار وزيادة في انحدار النشاط الاقتصادي، و هنا يصبح الناس في حالة اكتئاب ((لقد مرًّ وقت طويل جداً لم نشعر فيه براحة البال والمشاعر الإيجابية، لن يتحسن الاقتصاد، لن نشهد حالة تحسن)).
و من ثم بعد ذلك نبدأ بمرحلة جديدة (وهي مرحلة الإزدهار) لدورة اقتصادية جديدة.
و هنا يبدأ الاقتصاد بالازدهار، و يشعر الناس بالأمل، و من ثم ننتقل للمرحلة التالية في هذه الدورة ...وهكذا.
تكون فترة الدورة الاقتصادية بشكل عام من سنتين إلى سبع أو ثماني سنوات و أحياناً عشر سنوات.
من الناحية الاقتصادية: إنَّ أفضل فترة للاستثمار هي فترة الإزدهار، و أسوأ فترة للاستثمار هي فترة الذروة.