تباين اداء العقود الآجلة للحبوب خلال ساعات الصباح الاوروبية اليوم الاربعاء مع اقبال المستثمرين على إعادة تعديل المواقف قبل إصدار الولايات المتحدة لتقرير الزراعة وامدادات الحبوب في الولايات المتحدة وهو التقرير الذي يترقبه المتداولون بشدة.
ويتابع تجار الحبوب عن كثب، التقرير الشهري لتوقعات الطلب من وزارة الزراعة الأميركية الذي سيصدر في وقت لاحق اليوم، والذي يمكن أن يظهر أن توقعات إنتاج الولايات المتحدة من الذرة وفول الصويا قد تراجعت بالفعل.
وأظهرت وزارة الزراعة الأميركية لتقدم محصول الأسبوعية تقرير صدر في وقت سابق من الاسبوع ان الاخيرة الظروف الجوية السيئة في أنحاء الغرب الاوسط الامريكي ومنطقة السهول العظمى، تسببت في أضرار كبيرة في المحاصيل.
وتراجعت توقعات محصول الولايات المتحدة من الذرة ومحاصيل فول الصويا إلى أدنى مستوياتها لهذا الوقت من السنة منذ عام 1988 بحسب توقعات صدرت الاسبوع الماضي.
وقد تفاقمت المخاوف المتصاعدة من الحرارة الشديدة وظروف الطقس الجاف في الغرب الاوسط الامريكي ومنطقة السهول العظمى مما ساهم في تأجيج موجة صعود الأخير في أسعار الحبوب.
فلقد قفزت عقود الذرة والقمح تسليم تموز/يوليو لتحقق مكاسب إقتربت من 30٪ و 25% على التوالي منذ 1 حزيران/يونيو، في حين إرتفعت عقود الصويا بنسبة 22٪ خلال الفترة.
ويركز تجار الحبوب في معظمه على أساسيات السوق، مثل الطقس، في الأسابيع الأخيرة. ويولي تجار المنتجات الزراعة اهتماماً وثيقاً للطقس لأن المزارعين بحاجة للظروف المواتية لزراعة محاصيل كبيرة.
وأظهرت التنبؤات الجوية المحدثة أنه من المتوقع أن يستمر الطقس الجاف في الضغط على محاصيل الذرة وفول الصويا في الغرب الأوسط من الولايات المتحدة لما لا يقل عن الايام القليلة القادمة.
وفي بورصة شيكاغو التجارية، تداولت العقود الآجلة للذرة تسليم يوليو عند 7.6300 دولار للبوشل، بانخفاض 0.15٪ وكانت هذه العقود قد وصلت إلى 7.8550 دولار للبوشل يوم 9 تموز/يوليو، وهو أعلى مستوى منذ 13 حزيران/يونيو 2011.
وإرتع عقد الذرة لسبتمبر ليتداول عند 7.2025 دولار للبوشل، مضيفا 0.25٪.
ومن المتوقع أن تخفض وزارة الزراعة الأميركية تقديراتها لانتاج هذا العام في الولايات المتحدة من الذرة إلى 13.53 بليون بوشل، بانخفاض عن التوقعات في يونيو حزيران والتي كانت 14.79 بوشل.
وكانت أسعار الذرة مدعومة في الجلسات الأخيرة وسط مخاوف من التربة الجافة في الولايات المتحدة وهو ما يمكن أن يؤثر على تطور المحاصيل في المنطقة، والتي ستدخل مرحلة التلقيح الرئيسية في الأسابيع القليلة المقبلة.
الأسابيع القليلة المقبلة ستكون مهمة للحبوب، حيث يمكن للمحصول أن بواجه خسائر أكبر إذا لم تشهد المنطقة مزيداً من الامطار خلال مرحلة التلقيح.
وأنتجت الولايات المتحدة 38٪ من الذرة في العالم في العام الماضي، مما يجعلها أكبر دولة منتجة للذرة وأكبر دولة مصدرة للحبوب في العالم على حد سواء.
وفي مكان آخر، تداول فول الصويا تسليم يوليو عند 16.4275دولار للبوشل، لينخفض بنسبة 0.55٪ بعد أن كانت هذه العقود قد وصلت إلى أعلى سعر لها في شهر عند 16.7575 دولار للبوشل يوم 9 يوليو.
أما عقد الصويا تسليم أغسطس فلقد تداول عند 15.8638 دولار للبوشل، متراجعا بنسبة 0.25٪.
وقد ارتفعت اسعار فول الصويا إرتفاعاً حادا في الأسابيع الأخيرة، وكان الطقس الحار والجاف الذي عزز من سعر عقود الذرة الآجلة هو سبب إرتفاع الصويا كذلك.
ويزرع فول الصويا في العديد من المناطق نفسها التي ترزع فيها الذرة عبر الولايات المتحدة ، ولكن المرحلة الأساسية لزيارة فول الصويا لم تبدأ حتى وقت لاحق في فصل الصيف.
وبدأت الإمدادات العالمية من البذور الزيتية بالفعل في التراجع، وسط ظروف الجفاف الشديد الذي شهدته في وقت سابق من السنة جنوب البرازيل ومناطق المحاصيل الأمريكية والأرجنتينية.
في غضون ذلك، تداول القمح تسليم يوليو عند 8.0575 دولار للبوشل، ليتراجع بنسبة 0.25٪، وكانت هذه العقود قد وصلت إلى أعلى سعر لها في شهر عند 8.2350 دولار للبوشل يوم 9 يوليو، وهو أعلى مستوى للها منذ 27 آيار/مايو 2011.
وتداول عقد القمح تسليم سبتمبر عند 8.2325 دولار للبوشل، ليرتفع بنسبة 0.2٪.
وارتفعت العقود الآجلة للقمح بشدة في الاسابيع الاخيرة، وتتبعت المكاسب القوية التي حققتها الذرة ووسط تكهنات بأن وزارة الزراعة الأمريكية سوف تخفض توقعاتها لانتاج القمح العالمي لموسم 2012-13، في أعقاب خفض التوقعات بالنسبة للمحاصيل في عدد من البلدان المصدرة الرئيسية.
وتعتبر الذرة هي المحصول الأكبر في الولايات المتحدة، وبلغت قيمة المحصول الأمريكي 66.7 بليون دولار في عام 2010، يليها فول الصويا الذي بلغت قيمته 38.9 بليون دولار، وفقاً للأرقام الرسمية الأمريكية. ويأتي القمح رابعاً بقيمة محصول تبلغ 13 بليون دولار.