بسم الله الرحمن الرحيم
عام 2011 او عام الثورات العربية او الربيع العربي , اسماء كثيرة سميت بها هذه الثورات التي تشغل العالم بأسره , انظمة ديكتاتورية تحكم شعوبها بالحديد والنار منذ عشرات السنين , ومواطن عربي ضائع بين جائع بسبب الفاسدين واخر باحث عن الحرية , انتفضت الشعوب العربية واثبتت مقولة انها تنام ولكنها لا تموت , فذاك ابن تونس يثور فيهرب بن علي , وابن مصر يهتف بسقوط النظام فيسقط مبارك , وابن ليبيا يرفع السلاح ويحاسب القذافي على الطريقة الليبية الخاصة بثوار ليبيا عموماً واشبال مصراته خصوصاً , تهتز اسواق العالم , تسقط مؤشرات اسواق الاسهم وترتفع اسعار السلع والمعادن , يهرع ساسة العالم والدول الكبرى لمعالجة الامر وحماية مصالحهم في المنطقة .
فمصر لديها الطريق المائي الاهم في العالم (قناة السويس) وهي بنظر العالم تبقى بخطر على التجارة العالمية طالما لا يوجد استقرار وتوتر في مصر
اما ليبيا حيث النفط او الذهب الاسود , فليبيا لديها ما يقارب نصف البترول الموجود في قارة افريقيا وعدم الاستقرار بها يشكل مصيبة بل كارثة للعالم وخصوصا اوروبا
التي تعتمد في استهلاكها على النفط الليبي ذو الجودة العالية , البديل هو النفط الجزائري او النيجيري لكنه اقل جودة , فلا يوجد امام الاوروبين سوى اللجوء الى دول الخليج
للحصول على نفط بنفس جودة النفط الليبي حيث يوجد امكانية لتكرير النفط الثقيل , ولكن هذا بدورة سوف يرفع التكلفة وبتالي يرفع سعر التصنيع لكل السلع التي يدخل في تصنيعها البترول
وهذا سوف يؤدي الى التضخم وارتفاع الاسعار والاقتصاد الاوروبي المنهك اصلاً ليس بحاجة لهذه المشاكل , وكل هذا بدوره سوف يؤثر على اليورو سلباً
على مستوى السلع , مثل الدهب والفضة , فمثل هذه الاحداث والتوترات السياسية تشعل اسعار السلع وتقذف بها الى الاعلى فكما نعلم جميعاً ان الدهب ملاذ امن في مثل هذه الاحداث .
واخيراً وليس اخراً لا يزال الوطن العربي حتى هذه اللحظة مشتعل والانظمة العربية تسقط واحد تلو الاخر والاسواق العالمية تهتز بين الفينة والفينة مع كل نبأ بتدحرج احد الرؤوس .
ابو بشار