أظهرت بيانات الناتج المحلي للاتحاد الأوروبي هذا اليوم نمواً متواضعاً بلغ 0.2% خلال الربع الثالث من هذه السنة كما كان متوقعاً مما يثبت تأثير أزمة الديون السيادية على الاقتصاد، حيث أن الحكومات الأوروبية عمدت للاتجاه نحو خطط التقشّف مما أثر سلباً في النمو. بالنسبة لمؤشر ZEW للثقة في الاقتصاد الألماني، فقد أظهر تحسّنا و ارتفع، لكن مؤشر ZEW للشعور العام تجاه الاقتصاد الأوروبي أظهر انخفاضاً نحو مستوى -59.1 نقطة.
المتداولون في غاية القلق، فليس هنالك اتفاق بين قادة الدول الأوروبية في الوقت الراهن حول إعادة رسملة البنوك لتتحمّل أعباء أزمة الديون السيادية، خصوصاً و أن أزمة الديون ما زالت تثبت لنا بأنها تسبب تدهوراً عاماً في الاقتصاد، بل و لا يستبعد البعض وقوع الاتحاد الأوروبي في الركود أو على الأقل بضعة دول منه حتى من الدول ذات حجم الاقتصاد الكبير مثل إيطاليا و إسبانيا و غيرها.
حركة سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي
انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي لاتجاه المتداولين نحو الدولار الذي تم طلبه وسط حالة عدم اليقين من مستقبل كل من الاقتصاد الأوروبي و أزمة الديون السيادية. بعد أن لامس سعر صرف اليورو الأعلى له عند مستوى 1.3640 عاد لينخفض ملامساً الأدنى عند مستوى 1.3509 دولار لليورو الواحد.
إن مستوى 1.3515 يمثّل فاصلاً لحظياً هاماً على الزوج بحسب التحليل الفني، فالثبات ما دون هذا المستوى قد يكون دافعاً لأن يمتد الاتجاه الهابط على الزوج، فيما الثبات فوقه قد يسبب بعض الارتفاع لسعر صرف اليورو ليعوّض بذلك بعض خسائره مقابل الدولار الأمريكي.
في الحقيقة، تبدو فرصة الارتفاع لليورو غير كبيرة، فالموجات الصاعدة من المستبعد أن تمتد على اليورو بحسب ما يشير له المحللون الأساسييون ما لم نرى تغيّراً جذرياً في وضع أزمة الديون السيادية. فاستمرار تعمّق الأزمة قد يكون سبباً لدفع البنك المركزي الأوروبي لإجراء مزيد من تخفيضات الفائدة و سياسات التسهيلات الائتمانية مما يضر في سعر صرف اليورو.
البيانات الاقتصادية البريطانية
أظهرت لنا بيانات التضخم في المملكة المتحدة هذا اليوم انخفاض مستوى الأسعار بحسب مؤشر أسعار المستهلكين، حيث انخفض مستوى التضخم من 5.3% إلى 5.0% خلال السنة التي تنتهي بنهاية تشرين الأول الماضي. و انخفاض مستوى التضخم يعطي البنك المركزي البريطاني مجالاً لأن يبقي على نفس نهج سياساته المالية و النقدية بل و قد يوسّع من سياساته المالية لدعم الاقتصاد.
إن بيانات التضخم البريطاني هذا اليوم كانت سبباً لإضعاف سعر صرف الجنيه الإسترليني، فانخفض سعره مقابل الدولار، فيما الدولار ما زال يتمتّع في طلب جيد إثر حالة عدم الاستقرار في الأسواق المالية و التي دفعت العديد من الجهات لجني أرباحهم في الأصول المرتفعة العائد و الابتعاد عنها للاتجاه نحو الأصول المنخفضة العائد.
سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي
انخفض سعر صرفا لجنيه الإسترليني هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي بعد ملامسته للأعلى عند مستوى 1.5930 ليلامس الأدنى له هذا اليوم عند سعر 1.5826 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و رغم أن الجنيه عوّض بعض خسائره، إلا أنه ما زال يتداول حالياً في ميل سلبي هابط مقابل الدولار الأمريكي.
إن أي تداول في سعر صرف الجنيه الإسترليني ما دون مستوى 1.5905 و 1.5960 يبقي على السلبية على الزوج، فيما نرى بأن الزوج قد يحاول الاتجاه نحو مستوى 1.5780 لكسره و الاتجاه نحو الهدف التقني له عند سعر 1.5630 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني
تستمر حالة التشاؤم في دفع المتداولين نحو الين الياباني، فالين الياباني أحد الأصول المنخفضة العائد ونراه اليوم يرتفع مقابل معظم العملات الأجنبية، فيما مقابل الدولار الأمريكي، ارتفع سعر صرف الين الياباني للجلسة الرابعة على التوالي.
بعد أن ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم ليلامس الأعلى له عند سعر 77.49 ين للدولار الأمريكي الواحد معوضاً هناك كل خسائر يوم أمس، عاد للانخفاض بشكل كبير ليلامس الأدنى عند 76.90 ين للدولار الأمريكي الواحد، و نرى حالياً الزوج يتداول قريباً من أدنى مستوى للدولار الأمريكي مقابل الين.
ما زال التحليل الفني يشير بأن الزوج قريب من مستويات التشبع في البيع، و هذا قد يدفعه للعودة و الارتفاع مجدداً. لكن، حتى يبقى هذا الاحتمال وارداً، يجب أن نرى الزوج لا يحقق أي كسر لمستوى 76.10، إذ أن كسر هذا المستوى قد يمدد من الاتجاه الهابط لبعض الوقت.
اليورو مقابل الين الياباني
يستقبل الين الياباني طلباً كبيراً على حساب اليورو، فاليورو متضرر من الثقة المهتزة في الأسواق، و هذا ما دفع سعر صرف اليورو للانخفاض هذا اليوم مقابل الين الياباني نحو أدنى مستوى للزوج منذ حوالي الشهر. انخفض سعر صرف اليورو هذا اليوم مقابل الين الياباني من مستوى 105.55 وصولاً لأدنى سعر صرف لليورو عند مستوى 103.95 ين ياباني لليورو الواحد.
تبقى أمامنا هذا اليوم بيانات اقتصادية من الولايات المتحدة، و هذه البيانات تعتبر بيانات اقتصادية هامة تشمل النمو و التضخم. حيث نحن في انتظار بيانات أسعار المنتجين و التي من المتوقع لها أن تظهر انخفاض الضغوط التضخمية، فيما ننتظر أيضاً بعد حوالي النصف ساعة بيانات مبيعات التجزئة و التي من المتوقع لها أن تظهر تباطؤاً عميقاً في القطاع، ثم بعد ذلك سوف نكون مع بيانات مؤشر نيويورك الصناعي و الذي على ما يبدو بأنه يبشّر بمزيد من الضغوط على القطاع. إن هذه البيانات قد تكون مؤثرة بشكل كبير في الأسواق المالية إذ أنها بيانات قد تلعب دوراً هاماً في حسابات المحللين تجاه احتمالات قيام الفيدرالي في خطط تخفيف كمي أو الامتناع عن ذلك خلال الفترة القصيرة القادمة، و قد تلعب هذه البيانات دوراً هاماً في الثقة في الأسواق المالية مما قد يسبب تذبذباً كبيراً في الأسواق المالية عموماً.