التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
المعادن الثمينة تترقّب استجابة الأسواق لخطّة احتواء الأزمة الأوروبية
أعلن قادة الدول الأوروبية عن الخطوط العريضة لخطّة احتواء أزمة الديون السيادية الأوروبية، حيث أعلن قادة الدول الأوروبية يوم أمس عن خطّة يتم من خلالها تهدئة المخاوف في الأسواق المالية و تقليل الضغوط على اليونان مما قد يمكن اليونان من الخروج من الأزمة، فيما تضمنت الخطة حماية للقطاع المصرفي و كذلك وضعت أموال طائلة قد تكون قادرة على منع امتداد أزمة الديون السيادية.
قرر قادة الدول الأوروبية شطب 50% من قيمة السندات اليونانية، إلى جانب رفع متطلبات رأس المال الأساسي للبنوك بمقدار 9% إلى جانب إعادة رسملة البنوك. تم تقدير مبلغ 106 مليار يورو كتكلفة إجمالية لإعادة الرسملة، لكن لم يتم الإعلان عن المبلغ بشكل رسمي. و هذه الحطة سببت انخفاض الدين اليوناني بمقدار 100 مليار يورو و هذا سيسمح بخطّة إنقاذ أخرى لليونان. كذلك، تم تعزيزي صندوق حفظ الاستقرار المالي الأوروبي بواسطة الرافعة المالية ليصل إلى قرابة 1 تريليون يورو. ( المزيد عن الخطة الأوروبية ).
تقبّلت الأسواق المالية هذه الخطّة بتفاؤل، مما سبب اتجاهاً نحو الأصول المرتفعة العائد هذا اليوم لترتفع مؤشرات الأسهم الآسيوية الرئيسية. ارتفعت معظم المؤشرات الآسيوية الرئيسية اليوم منها ارتفاع مؤشر نيكاي الياباني بمقدار 2.4% و ارتفاع مؤشر شنغهاي المركّب الصيني 0.14% و ارتفاع مؤشر هانج سينج ليتداول الآن بمكاسب فاقت 2.09%.
إعلان بنك اليابان هذا اليوم عن تركه سعر الفائدة عند نفس المستوى في نطاق بين 0.00% و 0.1% إلى جانب زيادة مشتريات الأصول بمقدار 5 تريليون ين ياباني لتصل إلى 20 تريليون، سبب آخر ساهم في رفع الثقة في الأسواق المالية، حيث أننا نرى بنك اليابان يتّبع كل الأساليب المتاحة لديه من أجل دعم الاقتصاد. كما و قد أبقى بنك نيوزلندا الاحتياطي على سعر الفائدة عند 2.50%. و هذه القرارات من البنوك المركزية جاءت بعد بيانات أمريكية ممتازة يوم أمس أظهرت نمو مبيعات المنازل الجديدة الأمريكية بمقدار 5.7% و انكماش أقل من المتوقع في مبيعات البضائع المعمّرة شاملة المواصلات، فيما نمت البضائع المعمّرة باستثناء المواصلات بمقدار 1.7%، و هذا النمو أعلى بكثير مما كان متوقعا، و بذلك نرى بأن الثقة انتشرت في الأسواق المالية عموماً.
الثقة التي انتشرت في الأسواق المالية سببت بعض الهبوط في سعر الذهب اليوم، إذ أن المتداولين فضّلوا الاتجاه نحو الأصول المرتفعة العائد بعد كل هذه الإيجابية التي اجتاحت الأسواق المالية. هذه السلبية الطفيفة التي شملت تداولات سعر الذهب هذا اليوم لم تؤثر على كل من سعر الفضة و البلاتين. خلال جلسة يوم أمس، ارتفع سعر الذهب بمقدار 1.23% لينهي جلسة نيويورك عند مستوى 1725.50 دولار للأونصة، كذلك ارتفع سعر الفضة بمقدار 0.30% لينهي جلسة نيويورك عند 33.47 دولار، أما البلاتين فقد ارتفع بمقدار 1.85% لينهي الجلسة عند مستوى 1593.00 دولار للأونصة.
الثقة التي سادت اليوم دافعة المتداولين نحو أسواق العائد المرتفع سببت انخفاض سعر الذهب، حيث يتداول سعر الذهب اليوم بانخفاض مقداره 0.25% حول مستوى 1721.20 دولار للأونصة، فيما يتداول سعر الفضة على ارتفاع مقداره 0.63% عند 33.58 و ارتفع البلاتين بمقدار 0.13% ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1595.00 دولار للأونصة. إن هذه الأسعار كما هي حوالي الساعة 02:58 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:58 بتوقيت غرينتش ).
إن الارتفاع الذي شهده كل من سعر البلاتين و الفضة كان بسبب اندفاع المضاربة للأسواق، و كذلك توقعات ارتفاع النمو في الاقتصاد الدولي بعد أن انخفضت التأثيرات السلبية على النمو بفعل الخطط الأوروبية و دعم البنوك المركزية للاقتصاديات في العالم. لكن بالنسبة للذهب، فقد شهد قليلاً من جني الأرباح بسبب استغناء العديد من الجهات عن الذهب كملاذ آمن، إذ فضّلوا الأصول المرتفعة العائد.
في الحقيقة، حتى مع انخفاض سعر الذهب، إلا أنه ما زال يتداول قريباً من أعلى مستوياته منذ أكثر من شهر، و هذه التداولات تظهر لنا بأن عمليات جني الأرباح على الذهب محدودة، فالمضاربة الآن تلعب دوراً هاماً في أسواق المعادن الثمينة. لكن، لا نريد أن نستثني شيئاً هاماً في الأسواق المالية، و هو أن التفاؤل في الأسواق المالية ما زال مختلطاً في حذر كبير، فالمتداولون الآن في انتظار أي تعليقات و تحليلات تجاه الخطّة الأوروبية، و المتداولون الآن ما زالوا في دراسة حول كفاءة هذه الخطّة و كفايتها، و مدى تأثيرها على القطاع المالي الأوروبي خصوصاً بعد شطب 50% من الديون.
الثقة ما زالت مختلطة، و الحذر موجود، لكن المتداولون الآن يميلون للتفاؤل، و استمرار هذا التفاؤل قد يسبب ميلاً هابطاً في سعر الذهب لبعض الوقت. لكن، نستطيع أن نرى كيف أن الذهب تداول في صعود كل أيام هذا الأسبوع السابقة، بل و تداول في إيجابية خلال الجلسات الخمس الماضية، مما يظهر بأننا أمام طلب عام على الذهب، و الانخفاض الذي حصل اليوم ليس كبيراً، فالذهب ارتفع من مستويات حول 1603.00 ليحقق الأعلى يوم أمس عند 1728.00 دولار للأونصة، بذلك، نستطيع أن نشتق بأن هنالك جهات ما زالت تحتفظ في الذهب في ظل انتظار المتداولين لاستجابة الأسواق و المحللين و الجهات الرسمية تجاه الخطة الأوروبية.