الأضواء تبقى مسلطة على اجتماع وزراء مالية الأوروبيين و قمة أزمة الديون الأوروبية
وصلنا إلى نهاية هذا الأسبوع الذي يبقى فيه المستثمرين على أعصابهم وسط تباين الأنباء الصادرة عن القارة الأوروبية التي بقيت محور اهتمام و تركيز المستثمرين طوال الأسبوع، و اليوم سيكون تركيز المستثمرين الأكبر على اجتماع وزراء مالية منطقة اليورو الذي قد يوضح ماهية الخطة التي قد يكشف عنها قادة الاتحاد في قمتهم القادمة، و لن يغيب عن أنظار المستثمرين بيانات الثقة الألمانية و التمويلات العامة للحكومة الملكية البريطانية.
يُعقد اجتماع لوزراء مالية منطقة اليورو اليوم و الذي سيتم فيه بحث سُبل آلية عمل صندوق الاستقرار المالي الأوروبي الذي على الرغم من توسيع نطاق عمله، إلا أنه لم يتم تيسيره حتى الآن في مسار محدد، كما سيتم مناقشة أهم تطورات أزمة الديون و وضع اليونان المالي الذي أشارت ترويكا إلى ضرورة منحها الدفعة السادسة من المساعدات في أقرب وقت ممكن.
لن ينسى الوزراء مناقشة الإجراءات التي سيتخذها الاتحاد لاحتواء الأزمة، و التي تندرج تحت الخطة الجذرية التي من المحتمل أن يقوم قادة الاتحاد الأوروبي بالإفصاح عنها في قمة الأزمة التي ستنعقد في 23 الشهر الحالي، و التي ستضع خطة الطريق للمنطقة وسط أزمة الديون المتفاقمة و وتيرة النمو المتباطئة التي تشهدها القارة بشكل عام.
نرى في الأسواق حالة من التفاؤل الحذر قبيل اجتماع وزراء المالية الأوروبيين، و لكن الأهم هو اجتماع القادة الأوروبيين يوم 23 القادم، حيث تتباين المؤشرات التي تحدد شعور المستثمرين العام، فبعض المصادر مثل ألمانيا تنفي قدرة القادة الأوروبيين على إيجاد خطة شاملة و جذرية للمنطقة، بينما أعرب رئيس المفوضية الأوروبية باروزو عن مدى ثقته بقادة منطقة اليورو بوضح خطة متفق عليها للمنطقة و آلية عمل صندوق الاستقرار المالي الأوروبي.
سوف تهيمن حالة التذبذب على الأسواق قبل اجتماع وزراء المالية، إلا أن المستثمرين سيتخذون بيانات الثقة الألمانية كإشارة للاتجاه الذي سيتخذونه اليوم قبيل الاجتماع، فتُعد بيانات الثقة الألمانية هامة وسط أزمة الديون في المنطقة و تباطؤ مسيرة الاقتصادي الألماني الذي يُعد الأكبر على مستوى القارة، و الذي تعتمد عليه بشكل أو بآخر مسيرة نمو منطقة اليورو ككل، فالبيانات الصادرة عن ألمانيا تُعد شماعة يُعلق عليها المستثمرين آمالهم وسط ضعف اقتصاد المنطقة كاملة و تفاقم أزمة الديون.
أنه من المتوقع أن تُظهر هذه البيانات تراجعاً طفيفاً بعض الشيء على الرغم من تدهور الثقة في مُختلف أنحاء القارة، فقد تُظهر قراءة مؤشر IFO لمناخ الأعمال انخفاضاً يصل إلى 106.2 مقارنة بالسابق 107.5 و قراءة المؤشر للأوضاع الراهنة قد تتراجع أيضاً إلى 116.4 مقارنة بالسابق 117.9 و عليه فقد تتراجع قراءة المؤشر للتوقعات أيضاً إلى 97.0 من 98.0، و سنرى أثر هذه البيانات على اليورو لم يتخذ اتجاهاً محدداً أمس بين صعود و هبوط.
و على نفس سياق البيانات الصادرة عن القارة الأوروبية، فسيصدر اليوم بيانات التمويلات العامة عن الاقتصاد الملكي الذي يشهد حالة من التباطؤ في نموه إلى جانب تعاظم مستويات التضخم، و من المتوقع أن ترتفع التمويلات العامة خلال أيلول إلى 18.0 مليار مقارنة بالسابق، و لكن قد تنخفض التمويلات العامة المستثنى منها التدخلات إلى 15.0 مليار مقارنة بالسابق 15.9 مليار و كما هو الحال على صافي إقراض القطاع العام الذي قد يتراجع إلى 11.8 مليار من 13.2 مليار جنيه.
أما عن الأجندة الأمريكية، فإنها فارغة اليوم لتفسح المجال للأجندة الأوروبية و تعليقات القادة الأوروبيين لتتصدر لائحة ما ينظر عليه المستثمرين اليوم، مترقبين بشغف أية أنباء عن الاجتماع الذي يظبخ فيه آلية عمل صندوق الاستقرار المالي الأوروبي و ماهية الإجراءات التي قد يفصح عنها قادة الاتحاد في قمتهم، الأمر الذي يترك المستثمرين غير راغبين بالتداول الحذر إلى حين صدور إشارات تُنير طريق المنطقة، منادياً بذلك حالة التذبذب لاستمرار فرض سيطرتها على الأسواق العالمية و الأوروبية.