التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
استمرار الثقة، سبب أخيراً جني أرباح خفيف في أسواق المعادن الثمينة
عتدنا خلال الفترة الماضية بأن يقوم المتداولون في تغطية مخاطر الأسواق المالية باستخدام المعادن الثمينة، حيث أن ارتفاع الثقة في أسواق العائد المرتفع، كان يشوبها حالة من القلق و عدم اليقين ، و هذه الحالة ما زالت مستمرة الآن. لكن، مع استمرار تقدّم أسواق العائد المرتفع في تداولاتها الإيجابية، نجد المتداولين أكثر اتجاهاً نحوها و بذلك قلّصوا من ممتلكان المعادن الثمينة هذا اليوم ليتجهّوا إلى أسواق الأسهم و العائد المرتفع.
شهدنا خلال جلسة آسيا اليوم ارتفاع معظم المؤشرات الرئيسية، منها ارتفاع مؤشر نيكاي الياباني بأكثر من 1.95%، كذلك ارتفع مؤشر هانج سينج بأكثر من 1.90%، و رغم أن مؤشر شنغهاي المركّب الصيني انخفض بمقدار 0.72% تقريباً، إلا أن الانخفاض في المؤشر كان ناتج عن قلق من اتجاه سياسات الصين النقدية و المالية و ليس بسبب تشاؤم يعم الأسواق. في النتيجة، استمر التفاؤل في أسواق الأسهم هذا اليوم و بذلك اتجاه بعض المتداولون للتخلّص من بعض ممتلكات الملاذ الآمن و احتياط تخفيض المخاطرة في سبيل استغلال العائد الذي تقدّمه أسواق الأسهم.
خلال جلسة نيويورك أمس، استطاعت أسعار المعادن الثمينة الارتفاع بدعم من استمرار انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي، فقد أغلق سعر الذهب أمس عند مستوى 1675.90 دولار للأونصة مرتفعاً بمقدار 2.27%، فيما أغلق سعر الفضة عند مستوى 32.04 بارتفاع مقداره 2.46%، كذلك البلاتين فقد حقق مكاسباً جيدة و ارتفع بمقدار 1.94%.
لكن هذا اليوم، نستطيع أن نرى بعض الانخفاض القليل في أسعار المعادن الثمينة، فسعر الذهب اليوم يتداول بانخفاض مقداره 0.15% في هذه اللحظات عند مستوى 1673.40 دولار للأونصة كذلك انخفض سعر الفضة بمقدار 0.28% ليتداول الآن حول مستوى 31.95 دولار للأونصة الواحدة. لكن، استطاع البلاتين الاستفادة من الثقة في الأسواق المالية، إذ أن البلاتين هو الأكثر ارتباطاً في حالة التفاؤل و توقعات نمو الاقتصاد الدولي، و حقق البلاتين اليوم ارتفاعاً مقداره 0.13% ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1525.00 دولار للأونصة.
التصويت على توسعة صندوق الاستقرار المالي الأوروبي، و حتى هذه اللحظة معظم الاتجاه يشير إلى الموافقة على الخطّة و نحن في انتظار آخر التصويتات منها سلوفاكيا و التي تعتبر أكثر الدول فقراً في الاتحاد الأوروبي و هنالك قلق بأن لا توافق على توسعة الصندوق. لكن بشكل عام، يبدو التفاؤل مسيطراً في ظل توقعات توسعة الصندوق.
كذلك، اتجاه الرئيس الفرنسي و المستشارة الألمانية لإيجاد حلول لأزمة الديون، سبب تفاؤلاً جيداً في الأسواق المالية. فكلاهما يريد إعادة رسملة البنوك لتتحمّل أي مشاكل مستقبلية في حال استمرت أزمة الديون الأوروبية و أفلست اليونان، كذلك يتجّه كلاهما للإشارة بأنهما سوف يتخّذا أي إجراء للحد من تطور الأزمة .
في النتيجة النهائية، هنالك بعض الاستغناء عن أصول تخفيض المخاطرة، إذ أن المتداولين يتجّهون الآن لأسواق العائد المرتفع. كذلك، ساعد ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي القليل هذا اليوم على دفع أسعار المعادن الثمينة للانخفاض.