التحليل الأساسي للنفط
الخبر ارتفاع النفط الخام في حركة تصحيحية بعد البيانات الأمريكية يوم أمس
التحليل
ارتفع النفط اليوم في نيويورك نتيجة التكهنات التي تشير أن أكبر اقتصاد في العالم يتجه إلى التعافي بأكثر من التوقعات، الأمر الذي قد يعزز مستوى الطلب على الخام في حالة تطور الاقتصاد الأمريكي و قد يتحقق هذا بشكل أكبر في حالة احتواء أزمة الديون السيادية الأوروبية التي ستعمل على إحداث توازن في الاقتصاد العالمي من جديد.
ارتفعت عقود الخام الآجلة لليوم الثاني بعد صدور التقارير الأمريكية التي أشارت إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي للربع السابق بأعلى من التوقعات هذا إلى جانب تراجع إعانات البطالة الأسبوعية بأكثر من التوقعات. الأمر الذي قد يشيع مزاجا إيجابيا نظرا لأهمية الاقتصاد الأمريكي و مدى تأثيره على المستثمرين و على أسواق النفط أيضا.
ارتفعت عقود الخام الآجلة لتسليم تشرين الثاني بنحو 1.09$ إلى 83.23$ للبرميل في تداولات بورصة نيويورك، في حين ارتفع العقد بالأمس بنسبة 1.2% إلى 82.14$ للبرميل. هذا و قد ارتفعت عقود خام مزيج برنت لتسوية تشرين الثاني بنحو 29 سنت إلى 104.24$ للبرميل.
من ناحية أخرى كما ذكرنا عن نمو الاقتصاد الأمريكي في الربع الثاني بنسبة 1.3% متفوقة على التوقعات. في انتظار الخطوة التالية لقادة أوروبا بعد أن صوت البرلمان الألماني بالموافقة بتوسيع حزمة الإنقاذ الموجه في الأساس إلى اليونان. على أمل أن تأتي بتحسن على أرض الواقع قد يحسن من حركة الأسواق المالية العالمية و أسواق النفط وإشاعة جو من التفاؤل في نفوس المستثمرين.
في هذا الإطار نبين أن أهمية تحسن أداء الاقتصاد الأمريكي و الأوروبي تكمن في أن معدل استهلاكهم للنفط وصل إلى 38% من النفط العالمي في العام الماضي ذلك طبقا لإحصائيات. و من هذا المنطلق فإن تأثيرهما سيحدث توازن اقتصادي عالمي مع إحداث اعتدال في الطلب على النفط بمعدلات طبيعية.
حتى الآن لا نستطيع التكهن أن الأوضاع الاقتصادية كافية لإرجاع الثقة في الاقتصاد العالمي نظرا لتذبذب النفط في الآونة الأخيرة بشكل كبير الذي عبر عن نبض المستثمرين. و لا ننسى هنا أيضا أن التوقعات تشير أن الاقتصاد الصيني سيواجه تراجعا نسبيا خلال الخمس سنوات المقبلة إلى جانب ارتفاع الإنتاج الصناعي في اليابان خلال آب بأقل من التوقعات. باعتبارهم من أهم مستهلكين الطاقة في العالم.
على الجهة المقابلة أشارت بعض التوقعات أن إنتاج منظمة الأوبك التي تنتج حوالي ثلث النفط العالمي قد تصل إلى ذروتها في الإنتاج في أيلول نظرا لاستئناف الإمدادات في ليبيا. و لكن يظل الأمر رهن الإقبال العالمي على النفط في المرحلة المقبلة.
افتتحت عقود الخام الآجلة لتسليم تشرين الثاني عند المستوى 83.07$ للبرميل ليتداول حاليا عند مستوى 82.58$ للبرميل، مسجلا أعلى مستوى له عند 83.23$ للبرميل و الأدنى عند 82.36$ للبرميل.