التحليل الأساسي للنفط
الخبر النفط يرتفع على خلفية انفراجة في الأزمة الأوروبية إلى جانب بيانات اقتصادية أمريكية إيجابية
التحليل
ارتفع النفط اليوم على خلفية حدوث آثار إيجابية و بداية انفراجة لأزمة الديون الأوروبية بموافقة ألمانيا و فرنسا لمساعدة اليونان في جولة إنقاذ جديدة. هذا إلى جانب صدور بيانات اقتصادية إيجابية للإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة الأمريكية.
من ناحية أخرى نشير أن الإنتاج الصناعي الأمريكي جاء مسجلا ارتفاعا خلال آب بنسبة 0.2% بأعلى من الارتفاع السابق الذي سجل نسبة 0.1%. و لكن على الجهة المقابلة ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل كبير إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة التي طالب الرئيس أوباما مؤخرا الكونجرس لتمرير قانون الوظائف الجديد المقترح لخلق وظائف جديدة وإحداث انتعاش اقتصادي.
في هذا الإطار نشير أن القطاع الصناعي الأمريكي يعد المحفز الأساسي للنمو نتيجة الطلب الخارجي و الإنفاق الرأسمالي، حيث ارتفعت مخرجات المصانع بنسبة 0.2% مقارنة بنسبة 0.9% خلال تموز. حيث تعافت المصانع خاصة السيارات بعد التوقف المؤقت نتيجة نقص الإمدادات من اليابان. حيث ارتفعت مخرجات السيارات و قطع الغيار بنسبة 1.7%. الأمر الذي يعد إيجابيا بالنسبة للاقتصاد الأمريكي و أنه يحرز بعض التقدم بعد التراجع الواضح له في الآونة الأخيرة.
في هذه الأثناء نشير أن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي في الولايات المتحدة الأمريكية خلال آب ارتفاعا بنسبة 3.8% مقارنة بالارتفاع السابق بنسبة 3.6%. هذا جنبا إلى جنب مع تصريحات السيد برنانكي محافظ البنك الفدرالي بأنه سيتخذ أي إجراءات تحفيزية عند اللزوم. في انتظار التوقعات التي تشير إلى تراجع البطالة في الفترة المقبلة. الأمر الذي قد يحفز الطلب على الخام إلى جانب تحسن الإنتاج الصناعي الذي يساهم في رفع الطلب و الاستهلاك بشكل كبير.
في غضون ذلك انتعشت أيضا أسواق الأسهم الآسيوية بسبب التفاؤل الذي أضفته مبادرة ألمانيا و فرنسا على الأسواق المالية و منها أسواق النفط أيضا، الأمر الذي عزز من ثقة المستثمرين حيث سجل مؤشر MSCI الآسيوي ارتفاعا بنسبة 2% في طوكيو.
افتتحت عقود الخام الآجلة لتسليم تشرين الأول عند المستوى 89.23$ للبرميل مسجلا أعلى مستوى عند 89.67$ للبرميل. و أدنى مستوى له عند 89.23$ للبرميل ليتداول حاليا عند المستوى 89.45$ للبرميل.
التوقعات على المدى القصير تشير أن أسعار النفط الخام قد تستمر في التذبذب ولكنها تمييل إلى الانخفاض وذلك مع استمرار ارتفاع الدولار مقابل العملات الرئيسية بسبب إقبال المستثمرين على عملات الملاذ الآمن وسط التطورات التي تشهده أزمة الديون السيادية في المنطقة الأوروبية، ومنذ كون النفط سلعة تسعر بالدولار فإن ارتفاع الدولار سيفقد النفط زخمه التصاعدي.