ضغوط شديدة على محادثات ساركوزي وميركل بشأن منطقة اليورو
يلتقي زعيما فرنسا وألمانيا لاجراء محادثات في ظل ضغوط شديدة اليوم الثلاثاء وذلك لبحث نوع الاجراءات الاضافية التي يمكن اتخاذها لتعزيز ثقة المستثمرين في منطقة اليورو اثر التراجع الحاد الذي شهدته الاسواق في الاسبوع الماضي.
ويتعرض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل لضغوط كي يظهرا للاسواق المالية أنهما متفقان على بذل المزيد لدعم الوحدة النقدية التي تمر بأزمة أو مواجهة خطر تفكك منطقة اليورو.
ويقول خبراء كثيرون ان السبيل الوحيد لتوفير التمويل بتكلفة تكون في المتناول لدول الكتلة الاشد تأزما من الناحية المالية هو اصدار سندات مشتركة لمنطقة اليورو.
لكن المسؤولين في باريس وبرلين حاولوا خفض سقف التوقعات بشأن المحادثات التي تبدأ في الساعة 1400 بتوقيت جرينتش والمؤتمر الصحفي الذي يعقد الساعة 1600 بتوقيت جرينتش قائلين ان فكرة سندات منطقة اليورو ليست على جدول الاعمال وحذر محللون كثيرون عملاءهم من المبالغة في التوقعات.
وقال خبير الاقتصاد السياسي الفرنسي الان مينك لاذاعة أوروبا 1 "لن يخرج (ساركوزي) من القبعة ثلاثة أرانب رائعة تطمئن الاسواق العالمية."
ويعارض الالمان تقديم مزيد من المساعدة لجيرانهم الاضعف حتى عندما كان اقتصادهم ينطلق بقوة. وتظهر بيانات صدرت اليوم نمو الناتج المحلي الاجمالي لالمانيا بصعوبة في الربع الثاني من العام مما ينبئ ببداية تباطؤ الامر الذي يجعل ضمان ديون منطقة اليورو صفقة أصعب من الناحية السياسية.
وقال كارستن برزسكي من اي.ان.جي "في الوقت الذي يجهد الساسة الالمان عقولهم بالتفكير في مزايا وعيوب سندات يورو مشتركة فان رفاهية اقتصاد ينمو بسرعة "مذهلة" تتلاشى."
ونما الاقتصاد الالماني 0.1 بالمئة فقط في الربع الثاني في حين حل الركود بالاقتصاد الفرنسي.
كان ساركوزي وميركل يعتزمان بالفعل عقد اجتماع هذا الاسبوع لمتابعة تعهدهما السابق منذ 21 يوليو تموز بتقديم مقترحات جديدة بشأن الحوكمة الاقتصادية لمنطقة اليورو لكن التحديات زادت عندما تعرضت فرنسا لضربة عنيفة في خضم اضطرابات الاسواق العالمية الاسبوع الماضي.
وتخوفا من أن أزمة ديون منطقة اليورو تنتقل الى قلب القارة باع المستثمرون أسهم البنوك الفرنسية ذات التعرض الى الديون الايطالية مع تردد شائعات - نفتها وكالات التصنيف الائتماني - بأن تصنيف فرنسا الممتاز AAA ربما يكون على المحك.
وأثبتت عمليات البيع أن الاسواق غير مقتنعة باتفاق أبرم في 21 يوليو لمنح سلطات جديدة لصندوق انقاذ لمنطقة اليورو ولكي تتوصل باريس وبرلين الى مقترحات جديدة لتنسيق الحوكمة الاقتصادية بنهاية أغسطس اب.
ومن المتوقع أن يناقش الزعيمان عقد اجتماعات قمة منتظمة لمنطقة اليورو كما كانت تطالب فرنسا منذ فترة وسبل تحسين مراقبة السياسات النقدية فيما بين الدول الاعضاء. وقد تتناول المحادثات أيضا أفكارا أكثر صعوبة مثل تحقيق مزيد من التناغم في السياسة المالية.
وقال جان بيير بولين عضو مركز الابحاث الفرنسي دائرة الاقتصاديين لصحيفة لو باريزيان اليومية انه لم يعد من الممكن الان تجنب أن تتخلى دول منطقة اليورو عن بعض السيادة. وقال "الوحدة النقدية تنطوي حتما على وحدة سياسية