الفرنك السويسري، هو نجم تداولات اليوم
عرف الفرنك السويسري بأنه عملة ملاذ آمن، و أيضاً نرى بأن الفرنك هو من الأصول المنخفضة العائد فيما الدولار الأمريكي يتداول في ميل هابط قوي. القلق تجاه محادثات صانعي القرار الأمريكي تجوب الأسواق المالية مسببة موجة هابطة قوية للدولار، فيما الاتجاه العام للثقة في الأسواق المالية الأوروبية اليوم متذبذب جداً مع قليل من الميل للانخفاض.
الطلب على الفرنك السويسري استمر، فالعملة الشهيرة التي يتجّه لها الكثير من المستثمرون في حالات القلق الاقتصادي لاقت اليوم طلباً دفع سعر صرف الفرنك السويسري إلى أعلى مستوى تاريخي له مقابل الدولار الأمريكي، حيث انخفض سعر صرف الدولار الأمريكي هذا اليوم من مستوى 0.8067 ليلامس الأدنى تاريخياً له مقابل الفرنك عند 0.7995 فرنك سويسري للدولار الأمريكي الواحد. يشكّل الحاجز النفسي 0.8000 و كذلك الحاجز الفني 0.8015 فاصلاً لحظياً هاماً، و كذلك يشكّل فاصلاً متوسط الأمد، حيث أن الثبات فوق هذا المستوى قد يشير إلى أننا أمام بداية موجة هابطة للفرنك السويسري، لكن الثبات ما دونه قد يشير إلى أننا أمام احتمال اختبار مستوى 0.7965 و ربما 0.7920 مستويات الدعم التي قد تؤثر على مصير الزوج بشكل ملفت للنظر.
في الحقيقة، ارتفاع سعر صرف الفرنك السويسري لا يريح صانعي القرار السياسي و صانعي القرار النقدي و المالي، إذ أن ذلك يضّر جداً في الاقتصاد السويسري و يسبب انخفاضاً في طلب المنتجات السويسرية مما يضر في الصادرات. لذلك، قد نرى الآن تباطؤ الاقتصاد الصاعد للفرنك، حيث أن المتداولون سوف يبدؤون في القلق تجاه احتمالات تدخّل البنك السويسري لوضع حد لارتفاع سعر صرف عملة البلاد بشكل قياسي.
نرى مؤشر فوتسي البريطاني و قد انخفض اليوم، لكنه الآن يحاول تعويض الخسائر و يتداول بقليل من الانخفاض الذي لا يتعدّى 0.2%، مؤشر كاك الفرنسي يتداول بانخفاض مقداره 0.47% لكن استطاع مؤشر داكس الألماني أن يرتفع قليلاً اليوم ليتداول الآن في ارتفاع مقداره 0.03%. هذه التداولات إن أشارت إلى شيء، تشير إلى حذر كبير في الأسواق المالية، فلا نرى اندفاعات قوية في مؤشرات الأسهم، في وقت نرى فيه حالة قلق كبير في الأسواق عامة تجاه احتمالات وقوع الولايات المتحدة في أزمة ديون و تفشل في الوفاء بالتزاماتها.
أجندتنا الاقتصادية هذا اليوم كانت حافلة، فقد اظهر الاقتصاد الملكي نمواً مقداره 0.2% خلال الربع الثاني من هذه السنة، و رغم أن هذا كان متوقعاً، لكن يبدو بأن المتداولين كانوا أكثر تشاؤماً و توقعّوا قيماً منخفضة جداً و بنتيجة مثل هذه، اكتسب الجنيه الإسترليني العزم الصاعد مستفيداً من ضعف الدولار.
ارتفاع سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم كان ملحوظاً، فقد استفاد الجنيه من طلبات عليه مقابل العديد من العملات الأجنبية بعد أن طابقت توقعات النمو في الربع الثاني توقعات المحللين، فقد ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم من مستوى 1.6264 دولار للجنيه الإسترليني الواحد ليلامس الأعلى له عند مستوى 1.6412 دولار للجنيه الواحد، و نرى بأن الزوج عالق في مستويات قريبة من مستوياته الأعلى لهذا اليوم، و التي من خلالها استطاع الجنيه تعويض كل الخسائر التي تكبّدها منذ الـ 15 من شهر حزيران الماضي.
التحليل الفني حازم في موضوع موجة الجنيه الإسترليني الصاعدة، حيث أن شرط استمرار الارتفاع هو الثبات فوق مستوى 1.6365، و الثبات فوقه قد يرجّح اختبار مستوى 1.6420 و ربما 1.6445 و 1.6500، لكن الفشل في ذلك قد يجلب موجة هابطة لاختبار مستويات لا تقل عن الدعم 1.6310 دولار للجنيه الإسترليني الواحد.
نظرية " لا أخبار، جيدة هي الأخبار " كانت اليوم هي المسيطرة على اليورو، فانخفاض الدولار الأمريكي لازمه القلق تجاه صانعي القرار الأمريكي، في المقابل لم تظهر مستجدات في أزمة الديون السيادية الأوروبية مما دفع اليورو للاستفادة من انخفاض سعر صرف الدولار. و حتى مع بيانات ثقة المستهلك الألماني التي أظهرت انخفاضاً أكبر من المتوقع إلى مستوى 5.4 نقطة، إلا أن اليورو استطاع الاحتفاظ في إيجابية تداولاته العامة.
استطاع اليورو أن يرتفع اليوم بشكل حاد مقابل الدولار الأمريكي، حيث ارتفع سعر صرف اليورو من الأدنى له مقابل الدولار عند 1.4355 ليلامس الأعلى عند مستوى 1.4522 دولار لليورو الواحد، و بذلك تم تعويض معظم الخسائر التي تكبّدها الزوج منذ الخامس من هذا الشهر. في الحقيقة، نرى بأن التداولات عادت لتستقر ما دون مستوى 1.4490، و هذا المستوى يعتبره التحليل الفني فاصلاً هاماً بين احتمال استمرار الاتجاه الصاعد أو العودة لدخول تصحيح هابط على الزوج، و بذلك ينصح التحليل الفني في متابعة أداء الزوج بالنسبة لهذا المستوى، لأن التداول ما دونه قد يسبب موجة تصحيحية هابطة.
بالنسبة للين الياباني، فهو يتداول في اتجاه صاعد قوي، مستفيداً من ضعف الدولار، و كذلك من طلبات تتدفق عليه في ظل الحذر الذي يسود الأسواق و الذي يسبب موجات من جني الأرباح بين الفينة و الأخرى، خصوصاً مع بيانات مؤشر أسعار الخدمات الياباني الذي أظهر انخفاضاً في الأسعار بواقع 0.7% مشيراً إلى ضعف عام في الطلب و مخاطر ضعف الاقتصاد الياباني.
تداولات زوج الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني ما زالت مستقرة في مستويات قريبة من أدنى مستويات للزوج منذ الـ 17 من شهر آذار الماضي 2011، فالزوج حالياً يتداول في مستويات بين الأدنى الذي تحقق اليوم عند 77.87 و الأعلى 78.64 ين للدولار الأمريكي الواحد. إن ضعف الدولار يصاحبه حالياً بعض القوّة في سعر صرف الين الياباني، و هذا ما يبقي على الضغوط السلبية على الدولار الأمريكي.
أخيراً، قد لا تتوقف حالة التذبذب في الأسواق المالية هنا، فنحن اليوم في انتظار بيانات الثقة من الولايات المتحدة الأمريكية و كذلك بيانات من أسواق المنازل، لكن ما سوف يطغى على هذه البيانات هو مراقبة المستثمرين لأي قرارات قد تتخذ تجاه رفع سقف الدين العام الأمريكي.