التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
الذهب و الفضة ينخفضان، مع قليل من الارتفاع في قابلية المخاطرة
خلال تداولات هذا اليوم و يوم أمس، انخفض سعر كل من الذهب و الفضة في تداولاتهما في الأسواق المالية متأثرين في بعض القابلية في المخاطرة التي نشأت في الأسواق المالية، حيث شهدنا بعض التفاؤل في الأسواق مع إقرار خطّة إنقاذ ثانية لليونان تقدّر بنحو 159 مليار يورو. كذلك، نرى بأن هنالك بصيص أمل بأن نرى نتيجة المحادثات الأمريكية سوف تعلن قريباً و تكون النتيجة برفع سقف الدين الأمريكي لمنع وقوع الولايات المتحدة في مشكلة العجز عن الوفاء بالديون.
ارتفعت مؤشرات الأسهم الأمريكية يوم أمس، و أغلق مؤشر داوجونز الأمريكي على ارتفاع مقداره 1.21%، كذلك ارتفع سعر النفط و العديد من الأصول. في آسيا هذا اليوم، شهدنا تداولات إيجابية جداً في معظم المؤشرات الرئيسية، منها ارتفاع مؤشر نيكاي بأكثر من 1.20% و ارتفاع في مؤشر هانج سينج بأكثر من 1.60% كما استطاع مؤشر شنغهاي المركّب أن يرتفع بما يزيد عن 0.10%. تعكس تداولات الأسواق المالية لنا حالة من التفاؤل و بعض القابلية للمخاطرة. و بذلك، انخفض الطلب على المعادن الثمينة كملاذ آمن.
خلال جلسة نيويورك يوم أمس، أغلق سعر الذهب على انخفاض مقداره 0.73% عند مستوى 1590.20 دولار للأونصة، كذلك أغلق سعر الفضة على انخفاض مقداره 1.97% عند مستوى 39.32 دولار للأونصة الواحدة. إن ما نراه من انخفاض في أسعار المعادن الثمينة تركّز في أواخر الجلسة الأمريكية، حيث نرى بأن جلسة لندن، إغلاق سعر الذهب على بعض الارتفاع عند مستوى 1601.00 في سعر القطع، كما و أغلق سعر الفضة عند مستوى 39.78 دولار للأونصة. فإعلان خطّة إنقاذ اليونان و آمال وصول الديمقراطيين و الجمهوريين لقرار في الولايات المتحدة، سبب بعض الاتجاه نحو أسواق العائد المرتفع.
بالرغم من البيانات الاقتصادية السلبية جداً التي صدرت من أوروبا يوم أمس، و كذلك بالرغم من بيانات طلبات الإعانة الأسبوعية من الولايات المتحدة التي أشارت إلى ارتفاع في الطلبات بأكثر من التوقع، إلا أن المتداولون أهملوا هذه البيانات و اتجهوا إلى أسواق العائد المرتفع بعد انخفاض قلقهم تجاه أزمة الديون السيادية الأوروبية و سقف الدين الأمريكي.
بالنسبة للبلاتين، نراه و قد ارتفع خلال جلسة نيويورك أمس، فالبلاتين يرتبط في الصناعة أكثر من ارتباطه في طلبات الملاذ الآمن، و مع انخفاض القلق تجاه النمو في الاقتصاد الدولي، استطاع البلاتين اكتساب بعض الطلبات التي سببت إغلاقه على ارتفاع مقداره 0.51% خلال جلسة نيويورك أمس، مغلقاً عند مستوى 1782.00 دولار للأونصة، ممداً من المكاسب التي حققها في جلسة لندن عندما أغلق الجلسة عند مستوى 1780.00 دولار للأونصة في سعر القطع.
شابهت تداولات أسواق المعادن الثمينة هذا اليوم أداءها في جلسة نيويورك يوم أمس، فالذهب و الفضة يتداولان على انخفاض، فيما البلاتين نراه يتداول في إيجابية. يتداول سعر الذهب اليوم على انخفاض مقداره 0.14% عند سعر 1587.90 دولار للأونصة، فيما نرى سعر الفضة و قد فقد 0.64% و يتداول في هذه اللحظات عند مستوى 39.07 دولار للأونصة الواحدة. البلاتين استطاع الارتفاع خلال جلسة اليوم بمقدار 0.22% ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1786.00 دولار للأونصة الواحدة.
لا شك في أن مضاربات كبيرة خرجت من أسواق المعادن الثمينة لتتجه مباشرة إلى الأصول المرتفعة العائد، و هذا ما ظهر تأثيره على الفضة بشكل كبير التي انخفضت يوم أمس و هذا اليوم بأكثر من ما انخفض الذهب، و اليوم نحن في انتظار بيانات الثقة بحسب مؤشر IFO الألماني، و التوقعات تميل قليلاً للسلبية، فيما بيانات أوروبا هذا اليوم من المحتمل أن ظهر لنا ارتفاعاً في الطلبات الصناعية. لكن، ما يجب الانتباه له طوال الوقت هو تطورات أزمة الديون السيادية الأوروبية و المحادثات الأمريكية، إذ أنها التي قد تسيطر على حالة الأسواق المالية عامةً و تؤثر بشكل مباشرة على أسواق المعادن الثمينة.