اليورو يرتفع، و الأسواق متعطّشة للاستثمار
نرى اليوم ارتفاعاً في العديد من مؤشرات الأسهم الرئيسية في العالم، حيث أن المتداولين متعطّشين للاستثمارات في ظل أسعار مغرية لعديد من الأصول في الأسواق. و مع عدم ظهور أي سلبيات جديدة تجاه أزمة الديون الأوروبية، و مع بعض الملامح التي تشير إلى أن صانعي القرار الأمريكي في اتجاههم نحو إعلان قرار رفع سقف الدين و خطّة تخفيض العجز في الولايات المتحدة. نرى أيضاً بأن المتداولين يرون احتمال أن تنتج اجتماعات القادة الأوروبيين حلّا لأزمة الديون في اليونان.
كذلك، نرى بأن بيانات أسعار المنتجين في ألمانيا أشارت إلى ارتفاع أكبر من المتوقع في الأسعار، مما يقدّم لنا دلائل على استمرار الضغوط التضخمية و التي قد تجبر البنك المركزي الأوروبي لاحقاً على أن يقوم برفع الفائدة مجدداً. من ناحية أخرى، بيانات الشركات الإيجابية، و بيانات المنازل الأمريكية يوم أمس، و توقعات بيانات المنازل الأمريكية هذا اليوم، تكسب الأسواق المالية بعض الثقة التي حتى لو أنها ممزوجة في قلق كبير و حذر، إلا أنها استطاعت أن تؤثر إيجاباً في الأصول المرتفعة العائد، و بذلك تضرر الدولار الأمريكي بشكل واضح هذا اليوم.
ارتفع سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي هذا اليوم بعد ملامسته للأدنى عند مستوى 1.4131 دولار لليورو الواحد ليسجّل الأعلى له عند مستوى 1.4239 دولار لليورو، و ما تزال الإيجابية واضحة على تداولات الزوج. لكن أمام اليورو تحد مهم، هو مستوى 1.4285 دولار، حيث أن هذا المستوى يجب أن يتم اختراقه من أجل إثبات أن الموجة الصاعدة الحالية قد تمتد، فيما كسر مستوى 1.4205 قد يسبب فشلاً في الموجة الصاعدة الحالية بحسب التحليل الفني.
بالنسبة للجنيه الإسترليني، فقد ارتفع هذا اليوم مستفيداً من انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي، حيث ارتفع زوج الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بعد ملامسته للأدنى عند 1.6067 دولار محققاً الأعلى الذي ما زال مستقراً قريباً منه عند سعر 1.6147 دولار للجنيه الإسترليني الواحد. في الحقيقة، يلزم الجنيه الإسترليني تأكيد الموجة الصاعدة الحالية من خلال اختراق مستوى 1.6140 و الثبات فوقه، و بعد هذا أمامنا مستويات 1.6225 التي قد تشكّل مستويات مقاومة قوية أمام الزوج، لكن ثبات التداول فوق مستوى 1.6075 قد يكون مدعاة لمحاولات اختبار تلك المستويات من المقاومة رغم التشبع في الشراء الذي يظهر على مؤشرات العزم الفنية.
موجة الدولار الأمريكي الهابطة أثّرت عليه حتى مقابل الين الياباني، و رغم أن الين الياباني ينخفض مع انتشار الثقة في الأسواق، إلا انه ارتفع مقابل الدولار الأمريكي من مستوى 79.31 إلى مستوى 78.70 ين للدولار الأمريكي الواحد. إن هذه الحركة قد تثبت لنا بأن الثقة في الأسواق المالية لم تصل حداً مقبولاً، بل ما نراه الآن هو تعطّش للاستثمار مع الأسعار المغرية لعديد من الأصول، و هذا ما يضعف الدولار فيما الين الياباني لا يشهد عمليات بيع واسعة كالتي يتعرّض لها الدولار الأمريكي.
من المهم مراقبة حركة العملات الأجنبية عن كثب، فكما أشرنا مراراً في هذا التقرير، ما زالت الثقة قليلة نسبياً، و الثقة المتواجدة الآن ممزوجة في حذر كبير و كذلك مع مراقبة أي مستجدات من أزمة الديون الأوروبية و قرار الولايات المتحدة بالنسبة لرفع سقف الدين العام، إذ أن فشل الولايات المتحدة من إثبات رفع السقف قبل الثاني من الشهر المقبل، أو ظهور إشارات تدل على ذلك، قد يعيد حالة التشاؤم الشديد إلى الأسواق المالية مما قد يدفع الدولار الأمريكي للارتفاع مجدداً بسبب طلبه لتصفية المراكز المالية، لكن حتى الآن، تشير التوقعات إلى مزيد من الانخفاض في سعر صرف الدولار بشرط استمرار حالة التفاؤل في الأسواق!