أظهرت البيانات الاقتصادية الصادرة عن الاقتصاد الألماني اليوم تراجع الشعور العام تجاه الاقتصاد لأدنى مستويات منذ عامين و نصف متأثرا بشكل مباشر من تفاقم أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو، و خاصة مع المخاوف من اقتراب اليونان من خطر عدم القدرة على سداد الديون العامة، بالإضافة إلى خطر انتشار أزمة الديون إلى بلدان أوروبية أخرى.
ارتفع مؤشر ZEW الذي يقيس الأوضاع الراهنة في الاقتصاد الأوروبي العملاق لمستويات 90.6 بشكل فات التوقعات المقدرة 87.6 في حين كانت القراءة السابقة بقيمة 85.3، أما عن قراءة المؤشر المرتبطة بالشعور العام اتجاه الاقتصاد فقد سجلت تراجعا حاد لمستويات -15.1 و التي تعد الأدنى منذ كانون الثاني 2009 مقارنة بالقراءة السابقة -9.0، و جاءت القراءة الفعلية أسوا من التوقعات المقدرة -12.5.
تسيطر على المستثمرين المخاوف من انتشار أزمة الديون السيادية إلى ايطاليا (التي تعد ثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو)، خاصة مع الاضطراب السياسي الذي تعيشه البلاد حول خطط التقشف، و التي لقيت بنهاية الأسبوع الماضي موافقة البرلمان على ما قيمته 48 بليون يورو من التخفيضات في الإنفاق العام،و ذلك حتى عام 2014.
دفعت أزمة الديون السيادية الحكومات الأوروبية لإقرار سياسات تقشفية صارمة مما كان له أثر سلبي على مستويات النمو في المنطقة، خاصة مع تراجع مستويات الطلب العالمي، على الرغم من ذلك، قام البنك المركزي الألماني أمس بالتأكيد على أن التوقعات المستقبلية المرتبطة بالنمو لا تزال " مناسبة" خاصة مع انخفاض معدلات البطالة في البلاد و التي دعمت مستويات الإنفاق الاستهلاكي لدى الأفراد مما سيكون له الأثر الإيجابي على مستويات النمو في البلاد خلال الفترة القادمة.
قام البنك المركزي الألماني الشهر الماضي برفع التقديرات الأولية للنمو في ألمانيا إلى 3.1% خلال العام الحالي مقارنة بالتوقعات السابقة بنسبة 2.5%، و أكد البنك المركزي الأوروبي بأن متوسط معدلات النمو في المنطقة الأوروبية 1.9% خلال العام الجاري.
تبقى الأنظار مسلطة على اجتماع قادة منطقة اليورو الذي من المقرر أن يضع الجهود اللازمة لاحتواء أزمة الديون السيادية في المنطقة الأوروبية، إذ أن من المقرر أن يجتمع قادة دول منطقة يورو في 21 من الشهر الجاري لوضع تفاصيل خطة إضافية لمساعدة اليونان، و تجنب تخلفها عن تسديد أقساط الدَّين في المواعيد المحددة، ودون انتشار عدوى أزمتها المالية في منطقة العملة الموحدة، حيث تعاني اليونان من مديونية كبيرة بلغت 350 بليون يورو أو نحو 150 % من الناتج المحلي الإجمالي.
يتداول اليورو مقابل الدولار الأمريكي حاليا حول مستويات 1.4191 و سجل الأعلى عند مستويات 1.4215 و الأدنى عند مستويات 1.4066، و يميل المستثمرين اليوم لشراء المعادن الثمينة حيث ارتفعت أونصة الفضة لأعلى مستوى منذ 11 أسبوع، و سجل الذهب مستويات قياسية جديدة عند 1,609$ للأونصة.
كما ارتفعت مؤشرات الأسهم الأوروبية، فقد ارتفع مؤشر STOXX 50 بنسبة 1.75% بتمام الساعة GMT 09:31 ليسجل مستويات 2,668.36 نقطة، و صعد مؤشر FTSE بنسبة 0.64% مسجلا مستويات 5,789.48 نقطة ، أما عن مؤشر DAX الألماني فقد ارتفع بنسبة 1.66% مسجلا 7,226.00 نقطة.