اهتزت معظم الاقتصادات الكبرى في العالم خلال الأيام الماضية بفعل أزمات الديون في أميركا واليونان وإيطاليا والبرتغال. وأثارت خطط التقشف وخفض الإنفاق التي تعتزم الدول الأوروبية تنفيذها حفيظة النقابات العمالية، الأمر الذي حول مدناً أوروبية مثل لندن وأثينا وروما إلى بؤر احتجاجية.
وقال صندوق النقد الدولي في أحد تقاريره الدورية، إن أزمة الدين الأميركي تهدد بصدمة حادة للاقتصاد وأسواق المال العالمية. وخفض الصندوق توقعاته لنمو الاقتصاد الأميركي، في الوقت الذي حث فيه واشنطن على ضرورة الإسراع برفع سقف الدين العام. كما حذر الصندوق الإدارة الأميركية من تسريع وتيرة خفض عجز الميزانية، حتى لا يتضرر التعافي الهش للاقتصاد الأميركي.
ونفذ آلاف المعلمين وموظفي الحكومة في بريطانيا إضراباً عن العمل، بسبب خطط لإصلاح معاشات القطاع العام، في ما قد يصبح إجراء طويل الأمد لاختبار عزم الحكومة على المضي قدماً في إجراءات تقشف. وإضرابات لندن التي تأتي على غرار مثيلات لها في مدن أوروبية أخرى مثل روما ومدريد، احتجاجاً على خطط تقشف تفرضها الحكومات هي الأولى التي تهدد فيها نقابات بموجة من التحركات بشأن المعاشات.
أما في أثينا فغطت البرلمان اليوناني سحب من الغازات المسيلة للدموع وأحضر متظاهرون قطعاً من الأحجار من بلاط أرضية ميدان «سينتاجما» في العاصمة أثينا ورموا بها رجال الشرطة، التي طاردت المحتجين على خطط التقشف الجديدة عبر شوارع العاصمة، حتى بدا وسط العاصمة وكأنه ساحة معركة.