هل سوف يقاوم اليورو الأخبار السلبية؟
خلال الأيام الماضية، استطاع اليورو أن يستمر في تحقيق المكاسب على العديد من العملات الأجنبية مستفيداً من التفاؤل الذي ساد الأسواق تجاه احتمالية توسعة سلطات صندوق الإنقاذ الأوروبي" صندوق الاستقرار المالي"، لكن هذا اليوم صدرت تصريحات من سلوفاكيا تم الإشارة فيها من قبل رئيسة الوزراء إلى أن الائتلاف الحاكم للبلاد لم يستطع التوصّل إلى اتفاق بشأن التصديق و الموافقة على هذا.
الأضواء عادت لتتسلّط على أزمة الديون السيادية، و محافظ البنك المركزي الأوروبي أظهر هذا اليوم أيضاً مدى سوء الوضع و خطورته، حيث قال جان كلود تريشيه بأن " أزمة الديون السيادية أصبحت أزمة جذرية جوهرية و أن المخاطر التي تواجه الاقتصاد الأوروبي تتعاظم. أشار أيضاً تريشيه بأن صندوق الإنقاذ الأوروبي يجب أن يكون مرناً لأبعد حد ممكن، لكن دون إشراك البنك المركزي الأوروبي نفسه من خلال تقديمه للسيولة. و أضاف بأن هنالك أهمية كبيرة لمعالجة الأزمة بشكل جذري حيث أن التواصل المباشر بين النظام المالي الأوروبي للدول يساعد بشكل كبير على انتقال الأزمة.
مثل هذا التصريح الذي اجتمع مع تصريح رئيسة الوزراء السلوفاكية، سبب قلقاً كبيراً في الأسواق المالية انخفض إثره سعر صرف اليورو، لكن حتى الآن، ما زال سعر صرف اليورو يتداول قريباً من مستوياته المرتفعة نسبياً لكن بدأت تظهر عليه علامات الإجهاد.
لم تكن هنالك بيانات اقتصادية هامة من الاتحاد الأوروبي اليوم، لذلك انصب كل الاهتمام على تطورات أزمة الديون و المستجدات حول خطط الدعم و الإنقاذ الأوروبية.
حركة سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي
استطاع سعر صرف اليورو أن يحقق الأعلى له عند مستوى 1.3672 دولار لليورو الواحد، لكن بعض القلق و الحذر الذي سيطر على الأسواق و التوتّر سبب موجة من البيع دفعت سعر صرف اليورو للانخفاض نحو مستوى 1.3575 دولار لليورو الواحد.
إن التحليل الفني يظهر حقاً بأن ثبات مستوى المقاومة 1.3680 قد يكون دافعاً لأن ينخفض الزوج، و خلال جلسة اليوم و جلسة أمس، لم يستطع اليورو تحقيق اختراق لهذا المستوى مما دفع سعر صرف اليورو في موجة تصحيحية مقابل الدولار الأمريكي.
إن استمرار القلق تجاه أزمة الديون السيادية قد يسبب مزيداً من الضغوط السلبية على الزوج، لكن في حال ظهرت ملامح الموافقة على توسعة صندوق الإنقاذ الأوروبي فقد يعود الزوج للارتفاع، لكن في حال ظهرت أي ملامح فشل الاتفاق فقد نرى موجة بيع كبيرة.
البيانات الاقتصادية البريطانية
أظهرت لنا البيانات الاقتصادية البريطانية اليوم نمّواً غير متوقّع في الإنتاج الصناعي لشهر آب، و هذا النمو الذي بلغ مقداره 0.2% اعتبر إيجابياً، إذ خفّض هذا النمو الانكماش السنوي المتوقع عند 1.1% ليكون عند 1.0%. و رغم أن هذه البيانات ما زالت ضمن السلبية، إلا أنها أفضل قليلاً من التوقعات.
لكن، الدولار الأمريكي استطاع الارتفاع اليوم مقابل سلّة العملات الأجنبية في ظل حالة القلق التي سادت الأسواق الأوروبية مسببة عمليات جني أرباح، و ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي كان عائقاً أمام تقدّم سعر صرف الجنيه مقابل الدولار و لذلك انخفض الزوج هذا اليوم.
انخفاض سعر صرف الجنيه مقابل الدولار
خلال جلسة هذا اليوم، انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي بعد ملامسته للأعلى عند مستوى 1.5668 دولار للجنيه الإسترليني و حقق الأدنى عند سعر 1.5609 دولار للجنيه. لكن، كانت حركة الزوج محدودة بعض الشيء بسبب بعض الإيجابية التي شهدها الجنيه و التي خففت من تأثير ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي.
حتى هذه اللحظة، ما زال التحليل الفني يشير إلى احتمال السلبية على الزوج، لكن في نفس الوقت نرى بأن كسر مستوى 1.5555- 1.5540 ضروري لإثبات الاتجاه الهابط.
الدولار الأمريكي ما زال في صراع مع الين الياباني
تداول سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم بين مستوى 76.58 و 76.75 ين للدولار الامريكي الواحد، و هذا النطاق الضيق ما زال أيضاً ضمن نطاق تداول الزوج المعتاد خلال الفترة الماضية. إن صراع الدولار الأمريكي مع الين الياباني مستمر، و هذا اليوم مع حالة التشاؤم، استقبل الدولار الأمريكي طلبات من قبل المتداولين الذين قاموا بجني الأرباح، لكن في نفس الوقت، استقبل الين الياباني طلباً لاعتباره أيضاً أصل ذو عائد منخفض.