التحليل الأساسي للمعادن الثمينة
الذهب يبدأ هذا الأسبوع بإيجابية
مع بداية هذا الأسبوع، استطاعنا أن نرى المعادن الثمينة بشكل عام تتداول في إيجابية، استطاع الذهب من خلال هذه الإيجابية تعويض خسائر يوم الجمعة الماضي كاملةً، فيما قلّص كل من سعر الفضة و البلاتين من تلك الخسائر. حصلت موجة بيع خلال جلسة يوم الجمعة سببت إغلاقاً سلبياً لسعر الذهب و سائر المعادن الثمينة الرئيسية، و ذلك بسبب خروج مضاربين من السوق و تفضيلهم البقاء في حيادية خلال العطلة خشية ظهور مستجدات قد تسبب تذبذب كبير في الأسواق المالية تنعكس على أسواق المعادن الثمينة.
إن انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي اليوم كان داعماً للارتفاع في أسواق المعادن الثمينة، كذلك، هنالك مخاوف مستمرة تجاه أزمة الديون السيادية الأوروبية، خصوصاً بعد التخفيضات في التصنيف الائتماني التي شهدتها دول مثل إسبانيا و إيطاليا و كذلك تخفيض في تصنيف العديد من البنوك في أوروبا و بريطانيا.
أسواق الأسهم في آسيا تداولت اليوم في ميل للإيجابية وسط آمال بأن يضع صانعوا القرار الأوروبي خططاً قادرة على الحد من تفشّي أزمة الديون السيادية أو على الأقل تسببها في أزمة تتغلغل في قطاع أوروبا المالي. نستطيع أن نرى أيضاً وعوداً من فرنسا و ألمانيا يتم الإشارة فيها إلى أن هذه الدول العظمى قد تحاول وضع خطط كبيرة للحد من تأثير أزمة الديون السيادية. لكن في النتيجة، لا نستطيع إلا التسليم بأن المتداولون ما زال يجوبهم القلق تجاه هذه الأزمة.
بالنسبة لتداولات يوم الجمعة الماضي، انخفض سعر الذهب خلال جلسة نيويورك بمقدار 0.70% و أغلق الجلسة عند مستوى 1638.70 دولار للأونصة رغم أن السعر ارتفع ليلامس مستوى 1664.50 دولار، بالنسبة لسعر الفضة، فقد انخفض بشكل حاد بعد ملامسته للأعلى عند مستوى 32.84 و أنهى الجلسة على خسائر بلغت 2.07% عند سعر 31.27. أما البلاتين، فانخفض خلال جلسة نيويورك الجمعة الماضي بمقدار 1.19% لينهي التداول عند سعر 1494.00 دولار.
بيانات الوظائف الأمريكي التي صدرت يوم الجمعة أظهرت لنا تحسّنا أكبر من المتوقع، حيث أظهرت بيانات الوظائف المستحدثة ارتفاعاً في عدد الوظائف مقداره 103 ألف وظيفة، تابعاً لارتفاع مقداره 57 ألف وظيفة، كذلك أظهرت بيانات البطالة استقرار نسبة البطالة عند 9.1%. إن بيانات الوظائف المستحدثة سببت ارتفاعاً واضحاً في الثقة في الأسواق المالية، لكن قبل إغلاق الأسواق، عادت لتنخفض بشكل ملموس بسبب عمليات جني أرباح مضاربية كما أشرنا سابقاً.
هنالك العديد من التوقعات تشير إلى احتمال أن نرى موجة صاعدة في أسواق المعادن الثمينة هذا الأسبوع، فالتوتّر الناجم عن أزمة الديون السيادية و التباطؤ في الاقتصاد الدولي يسبب ميلاً نحو البحث عن أصول تخفيض مخاطرة حتى مع ارتفاع أسعار العديد من الأصول المرتفعة العائد.
نرى سعر الذهب هذا اليوم يتداول بارتفاع، و في هذه اللحظات، يتداول سعر الذهب حول مستوى 1651.30 دولار للأونصة مكتسباً 0.77% مقارنة بإغلاق نيويورك الأسبوع الماضي. بالنسبة لسعر الفضة، فنراه اليوم يتداول بمكاسب بلغت الآن 1.31% عندما تداول سعر الفضة حول سعر 31.68 دولار للأونصة، و البلاتين ارتفع و يتداول سعر البلاتين في هذه اللحظات عند 1508.00 دولار بمكاسب وصلت إلى 0.94%. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:33 صباحاً بتوقيت نيويورك ( 06:33 بتوقيت غرينتش ).
نلاحظ بأن كل من سعر البلاتين و الفضة لم يستطع الارتفاع ليغطّي كل خسائر جلسة نيويورك حتى الآن، مما يظهر لنا حقيقة أن هنالك اتجاه نحو أسواق المعادن الثمينة لطلب أصول تخفيض مخاطرة و هنالك جهات تقوم بطلب المعادن الثمينة كملاذ آمن في ظل حالة عدم اليقين من مستقبل الاقتصاد الدولي و أزمة الديون السيادية. لكن، هذا لا ينفي عودة المضاربة لأسواق المعادن الثمينة هذا الأسبوع لنرى تذبذباً كبيراً، و في حال استمر سعر صرف الدولار الأمريكي في الانخفاض، فقد نرى مزيداً من المضاربة قد تدفع في أسعار المعادن الثمينة لمزيد من الارتفاع.