الاقتصـــاد الأمريكي يصدر المزيد من البيانات حول أداء سوق العمل .. وأسعار النفط تنخفض إلى 98 دولار لليرميل في تداولات الأسبوع الماضي
أنهى الاقتصاد الأمريكي أسبوعاً تتمثل أهميته في بيانات قطاع العمالة أو سوق العمل الأمريكي، حيث شهدنا ارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة بخلاف التوقعات، إلا أن أسعار النفط الخام شهدت انخفاضاً حاداً في تداولات الأسبوع الماضي، وبالأخص في آخر يومين من الأسبوع، مما أسهم في تحرك الأسواق المالية وبالأخص أسواق الأسهم الأمريكية.
البداية مع بيانات قطاع الصناعة الأمريكي، ذلك القطاع الذي دعم الاقتصاد الأمريكي على مدار الأرباع الأخيرة من العام 2010، ليسجل معدلات نمو قوية، وبالأخص خلال الربع الرابع من العام 2010، عندما نما الاقتصاد الأمريكي بنسبة 3.1%، في حين استطاع الاقتصاد الأمريكي أن يسجل معدل نمو بلغ 1.8% خلال الربع الأول من العام الجاري 2011، بدعم من القطاع الصناعي.
تلك البيانات الخاصة بالقطاع الصناعي وأدائه، والتي صدرت يوم الاثنين، تمثلت في معهد التزويد الصناعي، والذي أظهر بأن عجلة النمو في القطاع شهدت تباطؤ خلال نيسان/أبريل، حيث شهدنا انخفاض المؤشر ولكن بأدنى من التوقعات، ليعزى ذلك الانخفاض في أداء قطاع الصناعة إلى الارتفاع الذي شهدته أسعار النفط مؤخراً، بسبب الاضطرابات التي شهدتها ولا تزال تشهدها مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا و انخفاض الدولار الأمريكي بشكل كبير مقابل العملات الرئيسية، الأمر الذي أثقل كاهل الصادرات الصناعية الأمريكية بشكل خاص، وباقي الصادرات الأمريكية بشكل عام.
يذكر بأن أية قراءة للمؤشر فوق مستويات 50.0 تعتبر توسعاً في أنشطة القطاع، مع العلم بأن مؤشر معهد التزويد الصناعي صدر عند 60.4 بالمقارنة مع قراءة شهر آذار/مارس والمسجلة عند 61.2 وبأعلى من توقعات الأسواق والتي بلغت 59.5، مع الإشارة إلى أن الاقتصاد الأمريكي يواصل المسير في طريق التعافي والانتعاش، فعلى ما يبدو بأن خطط التخفيف الكمي دعمت بالفعل الأنشطة الاقتصادية في البلاد.
إلا أن رئيس البنك الفدرالي الأمريكي بن برنانكي ما انفك يؤكد على أن الاقتصاد الأمريكي يواصل المسير في مسيرة الانتعاش والنمو ولكن بوتيرة "معتدلة"، علماً بأن ارتفاع أسعار الطاقة والذي تحدثنا عنه في الأسطر القليلة الماضية قاد ارتفاعاً "مؤقتاً" في معدلات التضخم، الأمر الذي أثقل كاهل الأنشطة ضمن الاقتصاد الأمريكي.
وقد شهدنا خلال الأسبوع الماضي أيضاً صدور مؤشر معهد التزويد الغير صناعي (للخدمات) في قراءته الخاصة بشهر نيسان/أبريل، لنشهد انخفاض المؤشر ليصل إلى 52.8، وبأدنى من القراءة السابقة والتي بلغت 57.3 وبأدنى من التوقعات التي بلغت 57.5، علماً بأن قطاع الخدمات الأمريكي يشكل حوالي 70 بالمئة من الاقتصاد الأمريكي.
وقد مهد مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص الطريق أمام تقرير الوظائف الأمريكي والذي صدر يوم الجمعة، حيث حملت بيانات المؤشر مؤشرات حول أداء قطاع العمالة خلال شهر نيسان/أبريل، وذلك بحسب مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص، والذي أظهر نجاح القطاع الخاص في توفير 179 ألف فرصة عمل جديدة خلال تلك الفترة الأمر الذي تم تأكيده في تقرير العمالة الصادر عن وزارة العمل الأمريكية والذي بين أن القطاع الخاص أضاف 268 ألف وظيفة في شهر نيسان/أبريل، لتسيطر حالة من الحذر على تداولات المستثمرين، نظراً لكون مؤشر ADP صدر بأدنى من توقعات الأسواق.
يوم الجمعة، أو اليوم المنشود بالنسبة للمستثمرين والأسواق، حمل لنا بيانات متباينة بعض الشيء، حيث شهدنا نجاح الاقتصاد الأمريكي في توفير 244 ألف فرصة عمل جديدة خلال شهر نيسان/أبريل وبأعلى من التوقعات، هذا إلى جانب ارتفاع معدلات البطالة في الولايات المتحدة خلال الشهر ذاته إلى 9.0% من 8.8% وبأسوأ من التوقعات التي بلغت 8.8%، وبذلك فإن مستويات البطالة تكون قد ارتفعت بشكل مفاجئ وغير متوقع، مما يؤكد على أن القطاع لا يزال يواجه تحديات جمة.
ومع انطلاقة عمل الأسواق يوم الاثنين، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما نجاح فرقة خاصة من القوات البحرية الأمريكية في اقتناص المطلوب رقم واحد للولايات المتحدة الأمريكية أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة شمالي العاصمة الباكستانية إسلام آباد، لتدعم تلك البيانات الأسواق المالية، إلا أن التفاؤل بمقتل بن لادن سرعان ما تلاشى، وسط انخفاض أسعار السلع الأولية (الأساسية)، مما شكل ضغطاً على أسواق الأسهم الأمريكية، بسبب انخفاض أسهم قطاعات التعدين والطاقة.
وقد انخفضت أسعار النفط الخام الأمريكي خلال الأسبوع الماضي وبشكل حاد، وبالأخص يوم الخميس كما أسلفنا دون مستويات 100 دولار أمريكي للبرميل، مع الإشارة إلى أن هذا الانخفاض عزي إلى مخاوف بشأن عجلة التعافي والانتعاش في الاقتصاد العالمي، مما قاد قيام المستثمرين بموجة بيع هائلة على السلع بشكل عام و النفط و الذهب بشكل خاص.
الدولار الأمريكي واصل التذبذب في تداولات الأسبوع الماضي، إلا أنه حقق ارتفاعاً جيداً في آخر يومين من الأسبوع، وذلك بدعم من انخفاض اليورو أمام الدولار الأمريكي بشكل رئيس، حيث أكد رئيس البنك المركزي الأوروبي جاد-كلود تريشية على أن البنك ليس بصدد رفع أسعار الفائدة خلال الشهر المقبل على الرغم من التحديات، مما أبعد المستثمرين عن اليورو، ليتوجهوا نحو الدولار الأمريكي، لتشكل تلك التصريحات قوة حقيقية للدولار، أما أسواق الأسهم فقد تأرجحت خلال تداولات الأسبوع الماضي، حيث انخفضت على مدار الأيام الأربعة الأولى من الأسبوع، إلا أنها استطاعت إنهاء تداولاتها في المناطق الخضراء، بسبب ذلك التفاؤل الذي تشكل عقب إعلان الاقتصاد الأمريكي عن تقرير الوظائف (العمالة) الخاص بشهر نيسان/أبريل...