يصعب على المرء أن يشعر بالتفاؤل إزاء المحادثات المقبلة المقرر إجراؤها بين كوريا الشمالية والجنوبية في شباط (فبراير). لا ينبغي أن نتوقع حدوث تحول في سلوك الدولة المارقة. لكن المناقشات الثنائية أفضل من مزيد من المواجهة العسكرية. ويجب أن تكون هذه المفاوضات جزءاً من جهد دولي ومستمر أوسع، لممارسة الضغط على بيونج يانج.
تأتي هذه المحادثات عقب الهجومين اللذين شنتهما كوريا الشمالية العام الماضي واللذين قتل فيهما 48 شخصاً: أغرقت بيونج يانج سفينة حربية لكوريا الجنوبية، وقصفت موقعاً مدنياً بنيران المدافع. وكثيراً ما كان العدوان الكوري الشمالي يكافأ بالدبلوماسية وبالمساعدات المالية. ويجب أن يكون الرد عليه هذه المرة أقسى. لقد اتخذ رئيس كوريا الجنوبية لي ميونغ - باك، خطاً أكثر تشدداً تجاه بيونج يانج من سابقيه الذين فشلت سياسة الحوار السياسي التي اتبعوها في التعامل معها. ورغم أن لي مصيب في قبول المحادثات الآن، ينبغي عليه أن يكون حازماً بشأن شروط النقاش. يجب على الشمال أن يتحمل مسؤولية الهجومين الأخيرين- وإذا عاود إنكار مسؤوليته، ينبغي على سيئول أن تغادر الطاولة.
ينبغي لكوريا الجنوبية أيضاً أن توضح الالتزامات التي تتوقعها من بيونج يانج بشأن مرافقها النووية – ويجب أن تقدم هذه المطالب من دون تقديم أي تنازلات. لقد أظهر الشمال براعة فائقة حتى الآن في إعطاء الوعود الفارغة: انتزع مرتين مكاسب كبيرة من الولايات المتحدة عبر ادعائه بأنه سيفكك مفاعله النووي. ولا يمكن السماح لبيونج يانج بأن تبيع تلك البضاعة نفسها مرة ثالثة. سوف تواصل الدبلوماسية الكورية إشراك مصالح أوسع. ويبدو من المرجح أن بكين مارست ضغطاً على بيونج يانج للدخول في هذه المحادثات . لكن الصين ترفض منذ عهد طويل دعم العقوبات الدولية أو إدانة عدوان كوريا الشمالية. وبعد الاستعراض كرجل دولة عالمي في واشنطن أخيراً، ينبغي على الرئيس الصيني هو جنتاو أن يكون على قدر تلك المسؤولية، ويمارس ضغطاً أكبر على كوريا الشمالية للامتناع عن العدوان في المستقبل.
ينبغي للمجتمع الدولي أن يتفق أيضاً على الحاجة إلى خطة للتعامل مع قدرات بيونج يانج النووية إذا ما انهار النظام. هذه الاستراتيجية مهمة بحد ذاتها. ذلك أنها سوف تؤشر أيضا على بداية تشكيل جبهة مشتركة من الصين والولايات المتحدة.
وبينما يحاول كيم جونج – إل الحصول على الدعم لخلافته بدعم خلافات في الشمال، تظل شبه الجزيرة الكورية في حالة عدم استقرار. طالما احتفظت أسرة كيم بقبضتها الحديدية، فإن كوريا الشمالية لن تتغير. وليس هذا وقتاً يتساهل فيه زعماء الجنوب. المحادثات وحدها لن تجلب الدولة المعزولة إلى الحظيرة الدولية – لكنها سياسة أفضل من أعمال الرد الحربية.