تواصل البهجة سيطرتها على الأسواق الأوروبية مع تعهد ساركوزي و ميركل بإيجاد حلول لأزمة الديون قبل نهاية الشهر الجاري
تستقبل الأسواق المالية الأسبوع الثاني من تشرين الأول باستمرار سيطرة موجة التفاؤل على الأسواق بعد تقرير الوظائف الأمريكي الذي جاء أفضل من التوقعات، و قيام البنوك المركزية الأوروبية بتيسير السياسات النقدية لدعم مستويات النمو في القارة العجوز التي تعاني من مرض عضال متمثل بتفاقم أزمة الديون السيادية التي تعهد ساركوزي و ميركل بإيجاد حلول لها قبل نهاية الشهر الجاري.
قدم الرئيس الفرنسي نيكولاس ساركوزي والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل مساء أمس وعودا بمعالجة أزمة الديون، حيث تتمثل الخطة بشكل أساسي في إعادة هيكلة البنوك الأوروبية في منطقة اليورو قبل نهاية تشرين الأول الجاري، فقد وعد ساركوزي "بحلول دائمة وشاملة وسريعة قبل نهاية الشهر الجاري، بحيث تصل أوروبا إلى قمة مجموعة الـ20 موحدة وقد عالجت مشاكلها" مع العلم بأن اجتماع مجموعة العشرين في الثالث من تشرين الثاني القادم.
أكدت ميركل أن باريس وبرلين "مصممتان على القيام بما هو ضروري لإعادة رسملة المصارف بهدف تأمين منح قروض للاقتصاد"، إذ شدد ساركوزي وميركل على وحدة موقفهما حيال مختلف أوجه الأزمة المالية، هذا و قد اقترحا "تعديلات مهمة" للمعاهدات الأوروبية في اتجاه "اندماج اكبر لمنطقة اليورو"، و لفتت ميركل إلى أن "الهدف هو تأمين تعاون أكبر وملزم بين دول منطقة اليورو" لتفادي الأزمات الحاصلة في الموازنات.
ضمن حديثينا عن الآمال بخطة لإعادة هيكلة البنوك، فقد وافقت الحكومة البلجيكية على شراء وحدة إقراض المستهلكين من بنك ديكسيا منهية بذلك تجربة خمسة عشر عاماً من الشراكة الفرنسية البلجيكية و ذلك بعد تفاقم أزمة الديون في أوروبا.
جاءت الصفقة بقيام الحكومة البلجيكية بدفع مبلغ 4 مليارات يورو إلى جانب ضمان 60.5% من السندات التي أضيفت تحت لائحة البنك السيئ ألا و هي السندات المعدومة، و جاء هذا التصريح عُقب اجتماع مجلس إدارة البنك، و ستعمل هذه الصفقة على تخفيض متطلبات البنك للسندات قصيرة الأمد بما يزيد عن 14 مليار يورو، فيما ستكون حصة الحكومة الفرنسية 36.5% من ضمان هذه السندات و حصة لوكسيمبيرج 3%.
يُعد بنك ديكسيا أحد أكبر البنوك الأوروبية و جاءت خطة إعادة هيكلته كخطوة من تحقيق خطة إعادة رسملة البنوك الأوروبية التي تتعرض للكثير من الصعوبات وسط تفاقم أزمة الديون الأوروبية، في حين بقيت حصة لوكسيمبيرج قيد العرض للبيع، هذا و قد تم تجميد التعامل بأسهم البنك مساء يوم الخميس الماضي.
ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي اليوم مسجلا أعلى مستويات له منذ أسبوعيين ، مسجلا الأعلى عند 1.3589 و الأدنى عند 1.3375، و يتداول الزوج حاليا حول 1.3567، متجاهلا قيام وكالة فيتش بتخفيض التصنيف الائتماني للديون السيادية في أسبانيا.
قامت موديز بتخفيض تقييم إيطاليا من AA- إلى A+، في حين خفضت تصنيف اسبانيا من AA+ إلى AA-، إلى جانب إعلان الشركة عن توقعات سلبية لمستقبل كلا الاقتصاديين، فقد قامت مؤسسة فيتش بتلك الخطوة نتيجةضعف اقتصاديات أوروبا، وتفشي تلك الظاهرة فيها، علماً بأن وكالة موديز للتصنيفات الائتمانية أقدمت في وقت مبكر من يوم الجمعة على تخفيض التصنيف الائتماني لحوالي اثني عشر بنكاً بريطانياً، و تسعة بنوك برتغالية.