إضطراب سوق السندات الأوروبي و اليورو يواصل إنحداره
على الرغم من استمرار غياب البيانات الاقتصادية الهامة من المنطقة الأوروبية لليوم الثاني لى التوالي إلا أن القلق لايزال منتشرا بين المستثمرين في الأسواق وذلك على خلفية المخاوف المتعلقة بأزمة الديون السيادية و التي انعكست بشكل واضح على سوق السندات.
فالأسواق في انتظار التقرير النهائي للمحادثات التي تتم بين الاتحاد الأوروبي بجانب صندوق النقد الدول مع الحكومة الأيرلندية و ذلك لتمرير حزمة المساعدات التي تبلغ تكلفتها الأولية 85 بليون يورو، إلا أنه مع انتظار القرار النهائي تتركز المخاوف إلى أن تتجه دول أخرى مثقلة بالديون إلى طلب المساعدة مثل البرتغال التي تعد المرشح الأول و من بعدها أسبانيا.
وكثير من التصريحات و الشائعات التي ترددت على مدار الأيام السابقة مثل مل وجود بعض من الممارسات و الضغوط على البرتغال كي تقوم بطلب المساعدة، إلا أن الحكومة نفت ذلك بشكل رسمي اليوم ولكن قد يكون ذلك ضمن مناورة للتصريحات التي اعتادت الأسواق عليها منذ بدء ظهور أزمة اليونان و الغرض منها تهدئة الإضطراب التي تشهده الأسواق، لكن على الرغم من ذلك باءت هذه التصريحات بالفشل.
ومايؤكد هذا هو أن العائد الذي يطلبه المستثمرين على السندات المصدرة من قبل الحكومات المثقلة بالدين في منطقة اليورو لايزال يسجل أرقاما قياسية على مستوى المنطقة، إذ سجل متوسط 7.52% على السندات لأجل عشر سنوات المصدرة من قبل اليونان و أيرلندا و كذا البرتغال و أسبانيا، و يعكس هذا مدى عدم الاستقرار و تخوف المستثمرين من المخاطر المحيطة بتلك السندات التي في الأصل تعد إستثمارا آمن.
كما أن تكلفة التأمين على هذه السندات أو ضد إقلاس تلك الحكومات ارتفع مسجلا 517 نقطة أساس خلال الأسبوع الجاري و هو مستوى قياسي.
المخاوف التي تشهدها الأسواق تتضح جليا أيضا على معاملات اليورو أمام العملات الرئيسية الأخرى خاصةالدولار الأمريكي حيث لاتزال الضغوط السلبية مسيطرة عليه بشكل كبير، فمنذ بداية الشهر الجاري انخفض اليورو أمام الدولار لأكثر من ألف نقطة فقط بعد أن حقق أعلى مستوياته منذ شهر فبراير/شباط السابق عند مستويات 1.4281. ليتداول اليوم عند مستويات 1.3250 بعد أن حقق الأعلى عند 1.3361 و الأدنى عند 1.3215.