عشر توقّعات مروعة قد تغيّر الاقتصاد العالمي في العام 2016
في شهر كانون الأوّل/ديسمبر من كلّ عام، يصدر ساكسو بنك، مصرف استثمار إلكتروني دانماركي، توقّعاته للعام القادم. ولكن بدلاً من توقّع الأحداث المحتملة، يسرد ساكسو بنك عشر سيناريوهات كبرى. هذه السيناريوهات تبقى فرضيّات و تتعارض كلياً مع الفرضيّات السائدة لدى الاقتصاديين. هذه التوقّعات هي كالآتي:
1. سينخفض سعر الدولار مقابل اليورو
يعتقد معظم الخبراء أن السياسة النقدية التي يعتمدها نظام الاحتياطي الفدرالي الأمريكي، الذي قام بزيادة المعدلات الرئيسية لأوّل مرّة منذ عشر سنوات، ستعزّز الدولار.
ينبّه ساكسو بنك من أن هذا السيناريو قد لا يتحقق. أولاً لأن معدّلات النمو الأمريكي ضعيفة بالنسبة لوتيرتها الاعتياديّة، وثانياً لأن ارتفاع الدولار يعيق الدول الناشئة، مما قد يؤدي إلى انخفاض النمو العالمي ويؤثر سلباً على أمريكا في نهاية المطاف. وأخيراً، يتمّ تقييم قيمة العملة الأوروبية الموحدة بأقلّ مما تستحقه. فتتحلى منطقة اليورو بفائض كبير في ميزانية المدفوعات الجارية ، مما قد يعزّز العملة وقد يرتفع سعر صرف اليورو مقابل الدولار إلى 1.23 دولار مقابل 1.09 دولار اليوم.
2. سعر النفط الخام يرتفع من جديد إلى 100 دولار للبرميل، ويستقرّ بين ال50 وال70 دولاراً
في الفترة الأولى، ستؤدي زيادة الاستيرادات من إيران إلى ضغوطات إضافيّة على النفط وقد ينخفض سعر برميل النفط إلى 20 دولار. وفي هذا الإطار، يرى ساكسو بنك أن الدول المنتجة للنفط ستقلّص الإنتاج، مما يؤدي إلى زيادة سعر البرميل إلى 100 دولار قبل أن يستقرّ بين 50 و70 دولار قبل نهاية العام.
3. الروبل الروسي سينتعش
في ضوء الأزمة الأوكرانية وهبوط سعر برميل النفط والعقوبات الاقتصادية الأوروبية، مرّت موسكو في مرحلة صعبة خلال عام 2015. فقد واجهت روسيا الركود الأقوى في تاريخها منذ سقوط الاتحاد السوفييتي: تراهن الحكومة على انخفاض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 3.7% و3.8% خلال هذا العام. وفي المقابل، انخفضت قيمة الروبل بنسبة عالية إذ ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الروبل من 58.8 في بداية العام المنصرم إلى 71، أي ارتفاع الدولار بنسبة 21% مقابل العملة الروسية.
ولكن مع ارتفاع أسعار النفط كما يتوقّع ساكسو بنك، ومع تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على روسيا والتي تساعد الغرب في حربه على داعش، لا بد من أن ينتعش الاقتصاد في روسيا. يتوقّع ساكسو بنك عودة المستثمرين الأجانب إلى روسيا وارتفاع قيمة الروبل بنسبة 20% مقابل سلّة التسوق بالدولار واليورو بحلول نهاية العام 2016.
4. فقاعة الإنترنت الثانية ستنفجر
ترتفع تقييمات الشركات التكنولوجية كلّ عام، ولكن هذه الشركات هي بالكاد مربحة. يتم تقييم شركة أوبر (Uber) مثلاً بنسبة 62.5 ميليار دولار، ولكن لا تولّد إلا عائدات بقيمة 415 مليون دولار فيما تسجّل خسائر بقيمة 470 مليون دولار. واضطرّت شبكة تويترعلى إعادة هيكلة نظامها، إذ قامت بصرف 8% من القوى العاملة لديها في العالم. فسينخفض تمويل الشركات غير المربحة وستختفي العديد من الشركات الناشئة.
5. الألعاب الأولمبية ستنقذ البرازيل
تتكاثر الفضائح السياسيّة المتعلّقة بالفساد ويمرّ الاقتصاد البرازيلي بحالة ركود. قد يتراجع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 2.4% في العام 2015 بحسب الحكومة. وإضافة إلى ذلك، تأثرت أقوى دولة في أمريكا اللاتينية بهبوط أسعار المواد الأوليّة.
يرى ساكسو بنك أن استقرار الوضع الاقتصادي والإصلاحات والإنفاقات المتعلّقة بتنظيم الألعاب الأولمبية التي ستُعقد في ريو خلال الصيف المقبل ستعيد الثقة لدى المستثمرين.
6. الديمقراطيون سيحتفظون بالسلطة في الولايات المتحدة
في وجه الحزب الجمهوري المنقسم، سينجح الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسيّة وسيحصلون على الأغلبيّة في الكونغرس. وسيتمكّنون من اتخاذ تدابير ضريبية جديدة من أجل إنعاش الاقتصاد.
7. أسعار الفضّة سترتفع بنسبة 33%
قد يؤدي انخفاض الإنتاج وزيادة الطلب إلى ارتفاع الأسعار. كما وستساهم الأهداف الجديدة المتعلّقة بالمناخ في دعم المعدن. فمادّة الفضّة تُستعمل بكثرة في صناعة الخلايا الشمسيّة. قد ترتفغ أسعار الفضّة بنسبة 33% في العام 2016، ولكن ستبقى أسعار المعادن الأخرى على حالها.
8. سياسة الاحتياط الأمريكي ستؤدي إلى انهيار سوق السندات
بحسب الخبراء لدى ساكسو بنك، سيستمرّ الاحتياط الأمريكي بتطبيق سياسته العدوانية المتعلّقة بزيادة المعدّلات: فالمستثمرون الذين اشتروا سندات ذات فائدة ضئيلة سيعيدون بيعها لشراء أصول ذات عائدات مرتفعة. سيثير هذا السيناريو انهياراً كاملاً لسوق السندات.
9. المناخ سيؤدي إلى ارتفاع أسعار الأغذية
سيسجّل العام 2016 الدراجات الحرارية الأعلى في التاريخ الحديث بسبب ظاهرة التردد الجنوبي-إل نينو . وبحسب خبراء الأرصاد الجويّة، سيؤدي ذلك إلى المزيد من الكوارث الطبيعيّة على غرار الفياضانات وظواهر الجفاف. وستتأثر العديد من مناطق جنوب شرق آسيا وأستراليا وجنوب أفريقيا. ونتيجة ذلك، ستكون المحاصيل العالميّة سيئة في ظلّ استمرار ارتفاع الطلب. قد ترتفع أسعار المواد الغذائية بنسبة 40%.
10. سوق المنتجات الفاخرة سينهار
يتوقّع خبراء ساكسو بنك انهيار سوق المنتجات الفاخرة في العام 2016. قد يكون ارتفاع معدّلات الفقر، لا سيّما في قلب الاتحاد الأوروبي في ظلّ تهديد 123 مليون شخص بالفقر حالياً، العامل الذي سيؤدي إلى هذا الانهيار. وستقوم عدّة دول بتحديد راتب أساسي وستفرض سقفاً على الرواتب الأكثر ارتفاعاً.
ستنتشر هذه النزعة التي تميل إلى المساواة في كلّ أنحاء العالم، وستترافق مع انخفاض الطلب في الأسواق الناشئة. وسيؤدي كلّ ذلك إلى انهيار الطلب على المنتجات الفاخرة. ستشهد المجموعة الرائدة العالميّة أل في أم أش (مويت هنسي لوي فيتون LVMH) انخفاضاً في مبيعاتها بنسبة تزيد عن 50%.