قبل دخول السوق في المتاجرة الحقيقية
هناك بعض القواعد الأساسية التي يجب اتباعها حرفياً قبل المتاجرة الفعلية وهي :
القاعدة الأولى : عدم المتاجرة بأموال حقيقية قبل التدريب والممارسة الطويلة .
القاعدة الثانية : الاستثمار بالمبلغ الذي يمكنك أن تخسره كلياً .
القاعدة الثالثة : البدء في المتاجرة بحساب مصغّر .
وسنشرح هذه القواعد لأهميتها البالغة :
القاعدة الأولى
عدم المتاجرة بأموال حقيقية قبل التدريب والممارسة الفعلية
نعم .. لايمكنك أن تخاطر بأموالك في مجال لاتفهم فيه شيئاً ..!!
لابد أولاً أن تخوض هذا المجال عن طريق المتاجرة الإفتراضية Demo يمكنك أن تفتح حساب افتراضي وهمي ثم تقوم ببيع وشراء العملات بهذا الحساب فإذا ربحت سيضاف الربح إلى حسابك وإذا خسرت ستخصم الخسارة من حسابك حيث تتم كل العمليات من حيث الإجراءات وكيفية تنفيذ الأوامر وأسعار العملات وكل ما يتعلق بالمتاجرة وكأنه حساب حقيقي سوى إنه لا يحتوي على أموال فإذا خسرت فأنت لن تفقد شيئاً فعلياً .
إن الحساب الإفتراضي هو ضرورة لاغنى عنها لتتعلم كيفية المتاجرة بأسعار العملات دون أن تعاني خسارة حقيقية , حيث سيمكّنك من الممارسة واكتساب الخبرة واختبار توقعاتك وتعلم الكثير الكثير عن حركة الأسعار وطبيعتها دون أن تخسر شيئاً .
وبعد أن تكون قد مارست المتاجرة الافتراضية لأطول فترة ممكنة وبعد أن أصبحت على ثقة من صحة توقعاتك وفهمك لحركة الأسعار والمؤثرات التي تؤثر بها وبعد ذلك فقط يمكنك البدء بالمتاجرة بأموال حقيقية .
كم هي الفترة التي يجب أن أمارس فيها على حساب افتراضي ؟
أطول فترة ممكنة !.. ففي الحقيقة لايمكن تحديد فترة معينة , بل المسألة تعتمد على أن تصل إلى ثقة بنفسك وبفهم طبيعة السوق ودقة توقعاتك .
فلايعني أن تحقق الربح في بضعة صفقات أنك قد أصبحت مهيئاً للمتاجرة بأموال حقيقية , فقد تكون هذه النتائج وليدة المصادفة لا أكثر , ولاتستطيع أن تنفي ذلك إلا بعد أن تثبت النتائج العملية أرباحاً مستمرة ولفترة طويلة .
باختصار .. أنت فقط من يمكنه أن يقرر متى ينتقل للمتاجرة الفعلية , وإن أردت تحديداً فنقول لك لايجب أن تبدأ المتاجرة الفعلية قبل ستة أشهر من المتاجرة بحساب افتراضي وقبل أن تثبت النتائج العملية أن أسلوبك يتحسن شهراً وراء شهر .
وفي النهاية فالقرار يعود لك وحدك .
ولاتنس إنه حتى المتاجرين المحترفين يكون دائماً لديهم حسابات افتراضية يختبرون عليها أساليب جديدة في التوقع والمتاجرة ويتعلمون منها الكثير دون أن يعانوا الخسارة .
فالحساب الافتراضي ضرورة للمحترف وحتمية للمبتدئ .
القاعدة الثانية
الاستثمار بالمبلغ الذي يمكنك أن تخسره كلياً
وهي من القواعد الأساسية لتجنب الآثار السلبية لمخاطر المضاربة على العملات .
فعندما تقرر أن تبدأ المتاجرة الفعلية وتحدد مبلغاً تفتح حسابك به فلا بد أن تكون قادراً على أن تخسر هذا المبلغ كلياً دون أن يؤثر على وضعك المادي .
ما معنى ذلك ؟
معنى ذلك إنه لايمكنك بأي حال من الأحوال أن تتاجر بأموال استدنتها لهذا الغرض .
أو أن تتاجر بأموال تمثل نسبة كبيرة من مدخراتك .
بل لا تبدأ إلا بمبلغ إن خسرته كلياً فلن يؤثر على وضعك المادي بشكل كبير .
فكما قلنا فإن المضاربة على أسعار العملات استثمار ذو مخاطر عالية , فأن تضع كل أموالك في مثل هذا المجال هو حماقة شديدة بلا أدنى شك .
نعم .. من الرائع أن تخوض في هذا المجال المربح , ومن الضروري أن لاتضيع على نفسك فرصة المكاسب المادية الكبيرة والسريعة الممكن تحقيقها في هذا السوق , ولكن العقل كل العقل يحتم عليك أن لاتدع إغراء هذه الأرباح تعميك عن حقيقة أن المضاربة على أسعار العملات ذو مخاطر عالية قد تتسبب بخسارتك لكامل المبلغ الذي في حسابك وبسرعة كبيرة .
لقد حقق البعض الملايين من وراء المضاربة في سوق العملات وغيرها من الأسواق ..
ولقد أفلس البعض من وراء العمل نفسة ..!!
لذا فإنه ينصح للراغب في البدء بالمتاجرة بأموال فعلية أن يسأل نفسه السؤال التالي :
كم هو المبلغ الذي يمكنني أن أستغني عنه مقابل تجربة الخوض في هذا المجال ؟
والإجابة تختلف من شخص لآخر على حسب ظروف وأهداف وإمكانات كل شخص .
القاعدة الثالثة
البدء بالمتاجرة بحساب مصغّر
إنه من القواعد الرئيسية التي يجب أن تتبع لتجنب الآثار السيئة للمضاربة على العملات بعد الممارسة على حساب افتراضي أن تبدأ المتاجرة الفعلية بحساب مصغّر يجنبك خسائر فادحة ويحقق لك ربحاً جيداً إلى أن تتمكن من سوق العملات وتتمكن من تضخيم رأس مالك ليمكنك بعد ذلك الخوض في المتاجرة بحساب عادي .
إنه من الضروري جداً لكل مبتدئ أن لايقوم بالمتاجرة الفعلية إلا عن طريق حساب مصغّر أولاً حتى لو كانت نتائج ممارسته للحساب الافتراضي ولمدة طويلة ممتازة .
لماذا ؟
لأن هناك فارق بين المتاجرة بالحساب الإفتراضي والحساب الفعلي ..!!
فكثير من المبتدئين يحققون نتائج ممتازة على حساب افتراضي ولكن عندما ينتقلون إلى حساب فعلي يعانون الخسارة أو لايحققون نفس المستوى الممتاز الذي حققوه في الحساب الافتراضي .
ما السبب في ذلك ؟
الجواب : العامل النفسي .. وهو أحد أهم العوامل التي تؤثر على نجاح أو فشل المتاجر ..
فالمتاجر الذي اعتاد على المتاجرة بالحساب الافتراضي يعلم إنه لن يخسر شيئاً على الحقيقة وهذا يجعله على درجة عالية من الهدوء النفسي والقدرة على الصبر وتحمل تغيرات السعر المؤقتة .
فمثلاً : لو افترضنا أنك اشتريت 1 لوت من عملة على أساس ان سعرها سيرتفع 100 نقطة
فكما تعلم من طبيعة حركة السعر أن السعر لن يرتفع مرّة واحدة وبشكل متصل .
بل سيرتفع قليلاً ثم سينخفض ثم يعود للارتفاع ثم ينخفض أكثر ثم يرتفع مرة أخرى وهكذا لحظة وراء لحظة .
نعم .. في النهاية وبعد بضع ساعات ستجد أن السعر قد ارتفع فعلاً 100 نقطة كما توقعت ولكن يتم ذلك في أغلب الأحوال بشكل تدريجي .
بالنسبة للمتاجر بحساب افتراضي فالمسألة لاتؤثر عليه كثيراً , فهو عندما يرى أن سعر العملة بدأ بالانخفاض فلن يخش شيئاً طالما أنه على ثقة من صحة توقعه والسبب في ذلك أنه يعلم أنه حتى لو لم يصدق توقعه فهو لن يخسر شيئاً لذا فإنه سيصبر إلى أن يرتفع السعر إلى 100 نقطة كما توقع .
أما المتاجر بحساب فعلي فالقصة بالنسبة له تختلف كلياً ..!!
فعندما يشتري 1 لوت من عملة ما ويبدأ السعر في الانخفاض فإنه سيرى أنه بدأ يخسر من حسابه مقابل كل نقطة 10$ في الحساب العادي و 1$ في الحساب المصغّر , وهذا مع الوقت سيسبب له الكثير من التوتر والخوف من ازدياد الخسارة وقد يتسرع ويبيع بخسارة ولكنه لو صبر قليلاً لعاد السعر إلى الارتفاع كما توقع .
فالمتاجرة في الأسواق المالية هي حرب أعصاب في المقام الأول ..!!
وأن تخسر 50$ أهون كثيراً من أن تخسر 500$ في صفقة واحدة .
لذا فإن بداية المتاجرة بالحساب الفعلي لابد أن تكون بحساب مصغّر حتى تختبر نفسك وترى تأثير حركة الأسعار على تحملك وقوة أعصابك وهذا يجنبك الكثير من الخسائر التي قد تعاني منها إن بدأت مباشرة في حساب عادي .
كما أنك في حاجة إلى مزيد من الممارسة والخبرة , والحساب المصغّر يحقق لك مخاطر أقل وفي نفس الوقت إمكانية تحقيق أرباح طيبة جداً .