مدن النفط الليبية تكافح للعودة الى العمل
تكافح مدن صناعة النفط المتضررة في ليبيا للعودة الى العمل بعد أشهر من الاشتباكات بين المعارضة المسلحة والقوات الموالية لمعمر القذاف.
ويواجه المجلس الوطني الانتقالي نقصا في مواد أساسية مثل الوقود في العديد من المناطق حيث يخوض مقاتلوه معارك مع فلول قوات القذافي.
ودعا المجلس العاملين في مجال النفط للعودة الى أعمالهم كي تتدفق الدماء من جديد في شريان الحياة لاقتصاد البلاد لكن هناك علامات قليلة على عودة وشيكة للانتاج ومازال كثير من العاملين يخشون العودة.
كانت مدينة رأس لانوف النفطية حتى أيام قليلة مضت تحت سيطرة قوات القذافي وتتمركز قوات المعارضة المسلحة عند المدخل الرئيسي للحي السكني في المدينة وقد استولت على منطقة مكاتب شركات النفط واتخذتها مركزا للقيادة.
وتحركت المعارضة المسلحة نحو فندق المدينة مع قيام سيارات الاسعاف بنقل الجرحى الى مستشفى قريب وأقامت نقاط تفتيش على الطريق الرئيسي الذي تنتقل من خلاله عربات محملة بالمقاتلين والاسلحة.
ومن بين العاملين القلائل في مجال النفط الذين عادوا الى رأس لانوف المهندس الكيميائي جمعة عبد الماجد وهو متفائل بأن مصفاة المدينة ستستأنف العمل سريعا.
وتعد مصفاة رأس لانوف أكبر مصفاة في ليبيا وتبلغ طاقتها 220 ألف برميل يوميا ويوجد بالمدينة أيضا مرفأ تصدير للنفط بطاقة تبلغ 195 ألف برميل يوميا.
وقال عبد الماجد "ربما في غضون أسبوعين" مضيفا أن صهريجين لتخزين الكيروسين أصيبا بأضرار أثناء القتال لكن باقي المجمع لم يتضرر.
وتابع "تحتاج المصفاة فقط للصيانة. لا توجد أضرار في الاجهزة. كل ما في الأمر انها توقفت عن العمل لفترة طويلة" مضيفا أن معدات مرفأ التصدير لم تتضرر أيضا فيما يبدو
ومن المنتظر أن يصل فريق صيانة من بنغازي في اليومين القادمين لاعادة تشغيل المصفاة.
وليبيا عضو منظمة أوبك هي ثالث أكبر منتج للنفط في أفريقيا وتحوز أكبر احتياطيات نفطية في القارة. وكانت تنتج 1.6 مليون برميل من النفط يوميا قبل اندلاع الانتفاضة ضد القذافي في فبراير شباط.
وأوقفت المعارضة المسلحة ضخ النفط الى مرافئ التصدير على البحر المتوسط بعد أن هاجمت القوات الموالية للقذافي منشآت النفط في الصحراء.
وتضررت مدينة البريقة النفطية التي تبعد 150 كيلومترا شرقي رأس لانوف بشكل أكبر جراء القتال وتبادلت المعارضة المسلحة وقوات القذافي السيطرة عليها على مدى أشهر.
ويقول قادة المعارضة المسلحة ان مرفأ النفط أصيب بأضرار بسيطة لكن القوات الموالية للقذافي أضرمت النيران في مستودعين للتخزين قبل انسحابها بوقت قصير هذا الشهر. وتنبعث أعمدة الدخان من أحد المستودعين حيث يمكن رؤيتها من على بعد عدة كيلومترات.
وقال محمد رجب وهو محاسب في شركة نفطية من البريقة ان جميع معدات شركته تقريبا اما دمرت أو نهبت.
وقال رجب لرويترز "لقد حاولوا اخماد النيران لكن لم يكن لديهم معدات إطفاء. لا يوجد شئ لدى الشركة الان فقد تم تدمير كل شيء" مضيفا أن أطقم التنظيف بدأت العمل للتو