يبقى التركيز على أزمة الديون مما يقلل من أهمية بيانات التضخم
تحتل أزمة الديون الاهتمام عبر الأسواق العالمية، رغم الإشارات التي شهدناها في الأمس والتي أظهرت بعض بوادر التحسن في الأسواق، لكن عجلة التعافي لا تبدو أنها ستستمر طويلا مع استمرار تداعيات أزمة الديون العالقة في المنطقة والتي لم يتم حلها حتى الآن.
يستمر المستثمرين بتوقع الأسوء في ظل هذه الأزمة وفي ظل استمرار مخاوف انتقال عدوى اليونان إلى دول أوروبية أخرى، والتي تسيطر على الأسواق بعد أن قامت وكالة موديز بتخفيض التصنيف الائتماني لايرلندا مما زاد من معاناة الأسواق.
جاء قرار موديز بتخفيض تصنيف ايرلندا بعد أسبوع من قرار تخفيض تصنيف البرتغال، الأمر الذي ضاعف من حالة التوتر في الأسواق، حيث قام البنك المركزي الأوروبي بالرد على وكالة موديز عندما قامت بتخفيض تصنيف البرتغال بتعليق شروط الحد الأدنى من الضمانات على السندات البرتغالية، و من المتوقع أن يقوم بالمثل لايرلندا، في حين تبقى اليونان غارقة في ديونها.
سيصدر اليوم التقرير الشهري للبنك المركزي الأوروبي والذي سيكرر المؤتمر الصحفي لتريشيه و لن يأتي بأية فائدة على الأسواق، كما ستصدر بيانات التضخم ( مؤشر أسعار المستهلكين) و التي من المتوقع أن تظهر ثباتا في مستويات التضخم عند 2.7% و التي تصرف البنك بناءً عليها سابقاً بأن قام برفع سعر الفائدة لتصل إلى 1.50% الأسبوع الماضي.
تنصب الأنظار على ردة فعل الاتحاد الأوروبي حول أزمة الديون، في حين أن السوق ينتظر أية تعليقات جديدة أو قرارات جديدة ليتعامل مع المعطيات و التداعيات الجديدة للأزمة.
حاول وزراء المالية تهدئة المخاوف المهيمنة على الأسواق عقب الاجتماع الذي عقد يوم الاثنين، حيث وعدوا بتخفيض كلفة القروض و تمديد أجل استحقاقها، إلا أنه لم يكن كافٍ عند النظر على اليونان و رؤية مشهد الإفلاس و عدم تأكيدهم القدرة على تجنبه.
يمكننا نرى أن هنالك حاجة لاتخاذ إجراءات فورية وقوية لمنع خطر العدوى، و إزالة التكهنات حول أن ايطاليا هي الضحية التالية. حيث قال رئيس البنك المركزي الأوروبي القادم، ماريو دراجي، أمس انه "من الضروري على هؤلاء الذين يحاولون إدارة الأزمة السيادية نشر اليقين، لتحديد الأهداف السياسية بكل وضوح، ونطاق المستندات الحكومية وحجم الموارد المتاحة" وهذا بالضبط ما هو مطلوب .
تبقى الأسواق في حالة من التوتر و أن حالة الارتياح الايجابي ستكون مجرد بداية التعافي مع وجود الأخبار المؤثرة على الأسواق، وبتحرك الاتحاد الأوروبي نحو حل جذري لمعضلة اليونان، و عدا عن ذلك تبقى مسيرة التعافي ضعيفة و ليس أكثر.