كيف تصبح من المضاربين النخبة
يختبر الملايين من التجار مهاراتهم في الأسواق المالية في كل عام، ولكن تكون النتيجة لمعظمهم هي خسارة أسهمهم جارين أذيال الخيبة وراءهم. أما الذين يتحدون الصعاب، ويجنون الأرباح تلو الأرباح على مدى فترات طويلة، و يحصلون على الثروة، والأمان والرفاهية التي يحلم بها الأخرون فهم قلائل. فما الذي يميز هؤلاء المضاربين النخبة عن حزمة المضاربين المتواضعين؟ وكيف يمكنك الاشتراك في هذا النادي الحصري؟
أولاً، فلننظر ما الذي لا يلزمك لتصبح من المضاربين النخبة. أنت لست بحاجة لاتباع دورات خاصة أو الانتقال إلى مانهاتن والعمل في وول ستريت لعقد أو اثنين. و على الرغم من ذلك فإن أغلب المضاربين النخبة قاموا بذلك من قبل. كما أنك لست بحاجة لحصة كبيرة من الأسهم لتبدأ رحلتك لأنك تمتلك مسبقاً الأدوات لخلق الثروة ببطء وثبات. وأخيراً، لا تحتاج إلى المضاربة في بيئة تداول السندات، متوجهاً إلى العمل كل صباح لمواساة الأفراد الآخرين من ذوي التفكير المماثل.
إذاً، ما الذي يتطلبه الأمر لكي تتجاوز كافة المضاربين وتزيد من حصيلة التداول الخاصة بك بشكل ممتاز؟
بالنسبة للمبتدئين، تعاملوا مع المضاربة على أنها عمل تجاري وليس كهواية. هذا أمر مجهد في الواقع، لأن معظم الناس مثقلون بالمشاغل المالية العميقة التي تطفو على السطح أثناء تحمل المخاطر. عليك التغلب على هذه العوائق الكبيرة عن طريق صياغة خطة عمل تحدد فيها ميزانية للأدوات اللازمة، كمتابعة الأخبار و البيانات و الجداول لحظة بلحظة، و كذلك تحديد الأسواق والأدوات والاستراتيجيات التي ستضارب فيها. أكمل خطتك بتصور واقعي لأهداف الربح الشهرية والسنوية.
احتفظ بسجلات مفصلة بالصفقات الخاصة بك وقم بتحديثها كل ليلة، فضلاً عن مراجعة أسبوعية للقيام بالتعديلات الاستراتيجية. استكمل هذا العمل بتدوين الملاحظات والأفكار الخاصة بك في سجل يومي و استفد من هذه المحتويات لإضافة ميزات جديدة إلى الاستراتيجيات الخاصة بك وتقنيات السيطرة على المخاطر.
قم بحفظ السجلات في مكان ما لتسويتها على المدى الطويل لأنك بحاجة لدفع المستحقات الخاصة بك خلال ثلاث إلى خمس سنوات لاكتساب الفراسة اللازمة لمنافسة المضاربين الذين سينقضون على الأسواق الحديثة.
كن من المتخصصين في أقرب وقت تستطيعه، و قم باختيار أسواق محددة وأساليب تناسب مزاجك الخاص وقاعدة معرفتك. سوف تحتاج للعثور على آليات تداول متعددة و إتقانها، بحيث يمكنك استنساخ النتائج الايجابية للاستراتيجيات التي تنتهجها في العديد من المواقف. إن جميع الآليات الفعالة تشترك في شيء واحد هو بذل الجهد للسيطرة على المخاطر قبل البحث عن الأرباح. اتقن هذا المفهوم وسوف تكون على الطريق الصحيح لتصبح من النخبة.
اختر مصادر معلوماتك بحكمة، لأنه من السهل أن تتيه في زحمة وسائل الإعلام عبر مشاهدة العروض التي لا تنتهي للمدعين الذين يتصدرون الواجهة و يطرحون الآراء التي ليس لها أي تأثير على سير العمل اليومي. بدلاً من ذلك، قم بإيقاف تشغيل التلفاز واشترك في خدمة الأخبار العاجلة التي تمكنك من الحصول على الحقائق دون تحيز أو عاطفة. و كذلك يمكنك متابعة عدد من الحسابات المختارة على تويتر بحيث لا تتجاوز 75 مصدراً و لكن بحذر. قم بذلك وسوف تشاهد نفس الأخبار التي تشاهدها في وول ستريت.
الآن يأتي الجزء الصعب. لتصبح من المضاربين النخبة عليك أن تتعلم من الأفضل. وهذا أمر مرهق لأن الأساتذة تجدهم في كل مكان، يدلون بمعلوماتهم في غرف الدردشة وعبر الرسائل الإخبارية. للأسف، هناك عدد قليل من هؤلاء لديه المعلومات والخبرات أو يمتلك سجلاً حافلاً طويل الأمد، وهو ما تحتاجه لتطوير لعبة التداول الخاصة بك لتصبح من النخبة. ومع ذلك، بدلاً من تجنب أولئك الأشخاص خلال بحثك عن مرشد، من الأفضل أخذ عينة لأكبر عدد ممكن منهم، ومراقبة أساليبهم ومناهجهم لمعرفة ما يناسبك وما لا يناسبك. وخلال هذه العملية، لن تصادف إلا عدداً قليلاً من هؤلاء الأشخاص من ذوي الفائدة، و الذين سيمدونك بمعرفة جيدة عن التداول مدى الحياة.
مهمتك الأخيرة ستكون الأصعب، وهي تعتمد على نمط حياتك الحالي. عندما تختار السير على طريق النخبة، فأنت بحاجة لمراقبة عاداتك وعلاقاتك الشخصية.
إن تعاطي المخدرات، وسوء التغذية والأرق تضعف العقلية اللازمة للحصول على المال من السوق في كل يوم، وكذلك تفعل الخلافات الزوجية والعائلية، مما يزيد من فرص ضياع أموالكم.
عليك أن تتفهم العلاقة بين ما تشعر به و نتائجك النهائية. إن الأسواق المالية هي أسوأ مكان للتعامل مع القضايا الشخصية، لذلك هذب أفعالك وأقلع عن التدخين، اذهب إلى نادي رياضي واشتر الزهور لزوجتك. أمامك عمل مهم للقيام به فقدم أفضل ما لديك للتداول لتكون في القمة.
خلاصة القول:
يطور المضاربون النخبة نهجاً جدياً للأسواق المالية، و يزنون المخاطر المحتملة مقابل المكاسب في جميع الأوقات. وهم يصقلون مهنتهم من خلال السجلات المفصلة، ومصادر البيانات التي يتم اختيارها بعناية، وآليات التداول المحددة بشكل جيد، واتصالات مدى الحياة مع مرشديهم الذين يقودونهم إلى المستوى التالي من الإنجاز.