قال الخبير مازن السديري أن نمو وحجم اقتصاد أي دولة يعتمد بشكل أساسي على إنتاجيته واستمرارية تطوره وما يعزز ذلك هو الفكر القيادي للاستثمار في الموارد الموجودة بأفضل شكل، وأضاف أن المملكة العربية السعودية مرت بفترة صعبة بعد ما شهد أسعار النفط الخام هبوطاً الى مل دون 30 دولاراً خلال فبراير العام الماضي، مما جعل الميزان التجاري يتراجع خلال تلك الفترة لأول مرة منذ أكثر من عقد، وبقي متوسط أسعار البترول ضعيفاً بالقرب من سعر 39 دولاراً خلال النصف الأول من 2016، وعندها جاء الأصعب من ذلك وبدأت دراسة خطة التحول التي كان يراها الكثير من المراقبين في الخارج أشبه بالحلم، ودخل مستقبل الاقتصاد السعودي منطقة الغموض بحسب ما صرحه لصحيفة الرياض.
وبين أن النصف الثاني من 2016 حمل تغيرات سلبية على صعيد الطلب والاستهلاك النفطي، وكان واضحاً أن معدلات النمو لا تصيب التوقعات، ووسط ذلك كانت المملكة تعمل على تحسين بيئة الترشيد وتنظيم الموارد دون العبث في أساسيات السوق البترولية للاستفادة على المدى القريب.
وأكد أنه مع الترشيد المالي السعودي حدث أيضاً تحفظ في الإنفاق وتأخر دفاع مستحقات القطاع الخاص، وانعكس بارتفاع مخصصات البنوك، بالإضافة لشح السيولة بين المصارف، والحقيقة كنت أتمنى ألا يحدث ذلك، لكن ما حدث حدث، واليوم وضع نظام 60 يوماً لتفادي ذلك خلال الفترات المقبلة.
كما وبدأت علامات الترهّل الاقتصادي تتضح من ارتفاع نسبة العاطلين وانخفاض التضخم حتى أصبح سلبياً، وأيضاً معدلات نمو بلغت 1% فقط على أساس سنوي.
وقال أن كانت الأجواء غير مريحة، وفي نهاية العام عقد سمو ولي ولي العهد اجتماعات مع عدة فئات في المجتمع ذات اهتمامات مختلفة، فنّد في هذه الاجتماعات الكثير من المعلومات المغلوطة حول تكاليف الحرب في اليمن والعلاقات الدولية، وواجه تساؤلات الحاضرين لوحده حول مختلف الشؤون.. والحقيقة لا أنسى شيئين طرحهما:
الأول: عندما أجاب على بعض التساؤلات بأن ربط الأرقام والإحصائيات يجب أن يكون متماسكاً بالمنطق، بمعنى حفظ الإحصائيات بذاتها لا يعني أنك اقتصادي، لكن لا يمكن أن تكون اقتصادياً إذا لم تفهم لغة الأرقام مثل من يحفظ التاريخ ولم يفهم السياسة، لكن دهاقنة السياسة يستشهدون بالتواريخ.
الثاني: عندما سئل: هل الصراعات الخارجية تشغل عن الإصلاح الداخلي؟ فأجاب أن الإصلاح الداخلي هو تكامل، وأن أعداءنا ليسوا أفراداً، بل أيديولوجيا تخترق قنوات التواصل وتجند الشباب، ولو رحل قائد أي تنظيم سوف يأتي غيره، لكن إذا ضعفت الأيديولوجيا العدوانية ضعف العدو.
وأضاف أننا نلاحظ نجاح خطة الترشيد وتوجه صندوق الاستثمارات للداخل، وبدأت أنشطة الترفيه تظهر بشكل جريء، وإن كانت أسعار البترول أقلقتني مؤخراً (شهر مارس)، لكن أغلب الأبحاث ترجح أن أسعار هذا العام تقارب ما توقعته الميزانية.. أتوقع خطوات الإصلاح القادمة أسرع وأجرأ، وتبقى أسعار البترول للسنوات القادمة مؤثراً سلبياً أو دافعاً إيجابياً إذا تماشت مع أسعار الدخل المستهدف، رغم أن الأسعار المرسومة في الخطة متحفظة ومنطقية.