اليورو يحاول تقليص خسائره، و الدولار يشهد بعض الانخفاض
انخفض التشاؤم إلى حد ما في الأسواق المالية، لا نستطيع أن نشير إلى أن التفاؤل ساد، بل ما نراه هو بعض الانخفاض في حدّة التشاؤم في الأسواق المالية و اتجه المتداولون بحذر نحو الأصول المرتفعة العائد. بيانات الصين هذا اليوم أشارت إلى أن الاقتصاد استطاع أن يحقق نمواً في الناتج المحلي الإجمالي مقداره 9.5% منخفضاً من 9.7%، و هذا بالرغم من أنه أشار إلى بعض الانخفاض في النمو، إلا أنه ما زال أفضل من التوقعات السابقة، كذلك يعطي انطباعاً للعديد من الجهات بأن أداء الصين لم يهبط كثيراً بالرغم من العديد من خطوات تصعيب شروط الائتمان.
كذلك، بالرغم من أن الفيدرالي ما زال يتخّذ موقف الحيادية من ناحية السياسيات المالية، و ملتزم في سياساته النقدية بأسعار الفائدة المتدنية القياسية، إلا أن بعض المتداولين ارتأوا بأن ميل بعض الأعضاء في الفيدرالي الأمريكي تجاه طلب خطّة تخفيف كمي ثالثة، قد يكون متاحاً استخدمها في حال استمر فيض البيانات الاقتصادية الأمريكية في إظهار ضعف في ثنايا الاقتصاد، و هذا بالتالي سبب موجة هابطة للدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية هذا اليوم.
ما زالت أزمة الديون الأوروبية مقلقة، و ما زالت الثقة في الأسواق المالية هشّة، لكن انخفاض التشاؤم في الأسواق اليوم تغلّب على تخفيض تقييم أيرلندا الائتماني هذا اليوم، فبالرغم من ذلك، إلا أن اليورو استطاع الاستفادة من انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي، كذلك استطاع الاستفادة من بعض التفاؤل القليل الذي بدأ مع البورصات الآسيوية.
ارتفع سعر صرف اليورو هذا اليوم من مستوى 1.3949 ليلامس الأعلى عند مستوى 1.4110 دولار لليورو الواحد، و قد استطاع الزوج اليوم الاستفادة من مستوى الدعم الفني 1.3915 و الذي استقر فوقه يوم أمس، ليندفع صعوداً ملامساً مستويات بين المقاومة 1.4090 و 1.4150 دولار لليورو الواحد.حالياً، تداولات الزوج مستقرة بين مستوى الدعم الأقرب 1.4010 و مستويات المقاومة المشار لها، و بحسب التحليل الفني، ثبات التداول فوق مستوى 1.4010 قد يكون سبباً لمزيد من المكاسب على الزوج. لكن، يجب علينا أن لا ننسى بأن التشاؤم و المخاوف الذي يحيط في الاتحاد الأوروبي جراء احتمالات امتداد أزمة لديون لدول كبرى في الاتحاد، قد يجعل الاتجاه الصاعد لليورو محدوداً إلا في حال ظهرت أخبار تقلل مخاوف المتداولين تجاه الأزمة.
ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي لليوم الثاني على التوالي. لم تكن البيانات الاقتصادية البريطانية إيجابية لدرجة دعم الجنيه الإسترليني، فقد استقرت مستويات البطالة البريطانية عند 7.7% مع ارتفاع في معدّل طلبات الإعانة بمقدار 4.7% خلال شهر حزيران. لكن، انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي كان له دور كبير في دعم موجة الجنيه الإسترليني الصاعدة، خصوصاً بعد محضر اجتماع الفيدرالي الأمريكي أمس حين تم الإشارة إلى أن هنالك أعضاء يرون أهمية إضافة خطّة تخفيف كمي ثالثة.
مستفيداً من انخفاض سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل سلّة العملات الأجنبية، ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم مقابل الدولار الأمريكي من مستوى 1.5903 وصولاً إلى سعر 1.5988 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و التداولات الحالية تقع في مستويات وسطية مع بعض الميل لصالح الجنيه الإسترليني بتأثير انخفاض سعر صرف الدولار. من الهام جداً أن يحقق الزوج استقراراً فوق 1.6045 حتى يثبت الجنيه أنه قادر على الاستمرار في الاتجاه الصاعد، إذ أن الفشل في ذلك قد يبقي على الميل السلبي العام للزوج، و بمجرّد تأكيد العودة للتداول باستقرار ما دون الدعم 1.5945 و 1.5880، قد نرى الجنيه ينخفض أكثر مقابل الدولار الأمريكي.
يشهد الين الياباني تذبذب حاد، فانخفاض الدولار الأمريكي هذا اليوم كان دافعاً للين الياباني ليزيد من مكاسبه حتى انخفض سعر صرف الدولار من الأعلى له هذا اليوم عند مستوى 79.57 محققاً الأدنى عند سعر 79.34 ين للدولار الأمريكي الواحد. لكن، عاد الدولار الأمريكي ليشهد بعض القوّة مقابل الين الياباني، حيث أن انخفاض التشاؤم في الأسواق المالية سبب انخفاضاً في سعر صرف الين الياباني ليعود و يتداول الدولار في إيجابية مقابل الين الياباني رغم أن الدولار يبدو ضعيفاً بشكل عام في الأسواق المالية. التحليل الفني يشير إلى أن تداول الزوج ما دون مستوى 79.65 قد يبقي على الضغوط السلبية للدولار الأمريكي و قد تميل الكفة في النهاية لصالح الين الياباني مجدداً ما لم نرى اختراقاً للمقاومة المشار لها.