قليل من عمليات جني الأرباح في آخر تداولات الأسبوع
شهدت أسواق العملات الأجنبية هذا اليوم قليلاً من عمليات جني الأرباح، و بسبب ذلك، ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي قليلاً مقابل سلّة العملات الأجنبية بشكل متفاوت، حيث حقق الدولار الأمريكي المكاسب مقابل الجنيه الإسترليني لكنه عوّض معظم خسائر يوم أمس مقابل الين الياباني، فيما بالنظر إلى اليورو، فقد انخفض لكن ما زال يتداول في شكل شبه حيادي مقابل الدولار.
إن الأسواق المالية ما زالت تشهد حالة من التفاؤل، و من الممكن أن نلاحظ ذلك بسهولة بمجرّد النظر على سعر صرف الفرنك السويسري، حيث انخفض سعر صرف الفرنك مقابل معظم العملات الأجنبية هذا اليوم، حيث نرى المتداولين و العديد من الجهات يتخّلون عن الفرنك السويسري الذي تم استخدامه سابقاً كملاذ آمن. بانخفاض سعر صرف الفرنك السويسري، شهدنا ارتفاع سعر الدولار هذا اليوم من مستوى 0.8399 نحو مستوى 0.8473، و هذا الارتفاع في سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الفرنك السويسري كان لليوم الثالث على التوالي بعد ملامسة الدولار الأدنى له 0.8272 فرنك للدولار الأمريكي الواحد يوم الثلاثاء الماضي.
قد نرى اليونان تحصل على مبلغ يصل إلى 14 مليار دولار من صندوق النقد الدولي و الدول الأوروبية، و هذه الخطط هي لإنقاذ اليونان من أن تقع في الإفلاس، كذلك نرى بأن إيطاليا استطاعت تمرير خطّة تخفيض في الموازنة بمقدار 68 مليار دولار من أجل الحد من احتمالات وقوع إيطاليا في مشاكل مالية أعمق جراء أزمة الديون الأوروبية. و كل هذه الحقائق أصبحت تبدي ميل المتداولين للإيجابية العامة خصوصاً بعد الموافقة على خطط التقشّف القياسية في اليونان.
لكن مع كل هذا التفاؤل في الأسواق المالية، تحصل اليوم بعض عمليات جني الأرباح استفاد منها الدولار الأمريكي، و بذلك انخفض سعر صرف اليورو مقابل الدولار الأمريكي بعد أن لامس الأعلى له عند مستوى 1.4550 ليحقق الأدنى عند مستوى 1.4465 دولار لليورو الواحد. لكن في هذه اللحظات، نرى الزوج و قد عاد للتداول في مستويات حول 1.4485 و هذه المستويات تعتبر حيادية على الزوج مع قليل جداً من الميل لصالح الدولار في بعض الأحيان. اليورو ما زال قوياً، و اكتسب القوّة بعد انخفاض المخاوف و انتشار التفاؤل في الاتحاد الأوروبي، و بهذا قد يختتم اليورو تداولات هذا الأسبوع بارتفاع كبير عوّض من خلاله معظم الخسائر التي تكبّدها هلال الأسابيع الثلاث الماضية.
الميل الهابط القليل في سعر صرف اليورو هذا اليوم لا يجب نسبه للبيانات الاقتصادية التي صدرت مشيرة إلى انخفاض في أداء قطاع التصنيع الألماني، أو لا يجب نسب عدم حصول اتجاه هابط قوي لليورو إلى بيانات البطالة الإيطالية التي أشارت إلى انخفاض في نسبة البطالة من 8.4% إلى 8.2%، بل الحقيقة هي أن الإيجابية العامة لليورو هي بفعل التفاؤل الذي ساد الأسواق، فيما الميل القليل الهابط هذا اليوم بعد ملامسة الأعلى للزوج هو بسبب عمليات جني أرباح طبيعية بعد الموجة الصاعدة التي سيطرت على تداولات الأسبوع.
بحسب التحلي الفني، فمازال اليورو يتداول في إيجابية، إذ أن مستوى 1.4440 من المحتمل أن يكون قادراً على إكساب الزوج العزم الصاعد مجدداً ليحقق اختراقاً لمستوى المقاومة الهامة جداً 1.4525، و التي يجب أن نرى استقرار الزوج فوقها لتأكيد خروجه من تحت المقاومة التي سيطرت على تداولاته منذ فترة. لكن، في حال عجز الزوج عن الاستقرار فوق 1.4325 لأي سبب من الأسباب، فقد نرى الضغوط السلبية عادت لتصبح واضحة على اليورو.
بيانات بريطانيا اليوم كانت قليلة، لكنها مهمّة جداً، حيث ظهرت بيانات مؤشر مدراء المشتريات لقطاع التصنيع البريطاني، و قد أظهر هذا المؤشر قيمة 51.3 نقطة بانخفاض غير متوقع من مستوى 52.1، و هذه البيانات وضعت ضغوطاً سلبية على الجنيه فيما هو في الأصل يعاني من بعض الارتفاع في سعر صرف الدولار مقابل سلّة العملات.
على مستوى الأسبوع، ارتفع سعر صرف الجنيه الإسترليني مقابل الدولار الأمريكي مستفيداً من الثقة التي اجتاحت الأسواق مخفّضة سعر صرف الدولار، لكن ارتفاعه محدود جداً و لم يغطّي خسائر الأسبوع الماضي، و هذا اليوم، نرى تداولات ميّالة للهبوط في سعر صرف الجنيه مقابل الدولار لليوم الثاني على التوالي بعد محاولة الجنيه الارتفاع خلال تداولات الثلاث أيام الأولى هذا الأسبوع.
انخفض سعر صرف الجنيه الإسترليني هذا اليوم بعد ملامسة الأعلى له عند 1.6095 و حقق الأدنى حتى هذه اللحظة عند 1.5986 دولار للجنيه الإسترليني الواحد، و التداولات الحالية تجري قريباً من مستويات الحاجز النفسي 1.6000 و الذي بالتداول تحته قد تبقى الضغوط السلبية على الزوج. إن التداول فوق مستوى 1.5960 يبقي على احتمال أن يعود الجنيه للارتداد صعوداً، لكن بالتأكيد، يتطلّب ذلك الكثير من الجنيه و يفضّل استقراره فوق مستوى 1.6045 لإعطاء تلك الفرصة مزيداً من التأكيدات.
بالنسبة للين الياباني، فقد انخفض اليوم عديد من الأسباب، منها انخفاض مستوى البطالة إلى 4.5% و كذلك استقرار مؤشر تانكان لكبار المنتجين للربع الثاني عند مستوى 2 نقطة، و هذه إشارات تبدي استمرار تعافي الاقتصاد بعد الزلزال المدمّر الذي حصل خلال شهر آذار الماضي، و البيانات الإيجابية في اليابان تدعم اتجاه المتداولين للأصول المرتفعة العائد و ينخفض إثر ذلك الين الياباني الذي يعتبر عملة منخفضة العائد. و مع التحسّن في سعر صرف الدولار، شهدنا الدولار هذا اليوم يعوّض معظم خسائر أمس.
ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني هذا اليوم من مستوى 80.51 محققاً الأعلى عند مستوى 80.88 ين للدولار الأمريكي الواحد. لكن، لنعد إلى الوراء قليلاً، فمنذ 28/نيسان/2011 الماضي، لم نرى أي إغلاق يومي للزوج خارج نطاق 82.05 و 79.90 ين للدولار، و منذ بداية الشهر الماضي، لم نرى أي تداولات خارج نطاق 79.90 و 81.05 بإغلاق يومي، و هذا قد يكون دلالة على أن الاتجاه الفني للزوج هو اتجاه جانبي، و يجب الخروج منه حتى تتضح معالم اتجاه حقيقي لسعر صرف الدولار مقابل الين الياباني، و إلا بقي الاتجاه الجانبي مسيطراً. على مدى الأسبوع، ارتفع الدولار مقابل الين الياباني، لكن بشكل طفيف جداً.
في انتظار بيانات مؤشر الثقة من جامعة ميتشيغان في الولايات المتحدة الأمريكية، تشير التوقعات إلى بعض التحسّن في الثقة من مستوى 71.8 إلى 72.0، لكن حتى هذا الارتفاع في الثقة ما زال ما دون مستوى 100 نقطة فاصل التفاؤل عن التشاؤم، كذلك نحن في انتظار بيانات معهد التزويد الصناعي و الذي من المتوقع أن يظهر لنا انخفاض في أداء القطاعات الصناعية الأمريكية، حيث تشير التوقعات إلى احتمال انخفاض من مستوى 53.5 إلى 52.0، فيما مستوى 50 نقطة هو مستوى الفصل بين النمو و الانكماش، و بذلك تظهر لنا حالة التباطؤ في الاقتصاد الأمريكي، لكن مع استمرار النمو ولو بشكل بطيء جداً.