يتمثل المشهد في موقف للسيارات مزدحم، وتكسو الثلوج أرضه في وقت ما من المستقبل القريب. وعلى مسافة خمس دقائق سيرا على الأقدام، استطعت فعليا أن استخدم جهازي الآي فون لفتح التطبيقات الشخصية في السيارة. وبملس بضع أيقونات، استطعت تشغيل السيارة عن بعد، وشغلت ماسحات الجليد، وعدلت مكيف الهواء لتدفئة الغرفة الداخلية للسيارة.
حالما أدخل موقف السيارات مع عائلتي، هناك زر آخر يعمل على تشغيل جهاز التنبيه، ويضيء الأضواء الأمامية لمساعدتنا على إيجاد السيارة، على الرغم من أن موقعها حسب نظام تحديد المواقع العالمي على خارطة تطبيقات جهاز الهاتف الخاص بي واضح للغاية في الأحوال كافة.
أقود السيارة مجتازا الثلوج بمساعدة من نظام الملاحة الداخلي في السيارة، حيث يمكنني التنقل بين مشهد فوتوغرافي ثلاثي الأبعاد لمستوى الطريق، وبين مشاهد حركة السير من الكاميرات المتصلة بالإنترنت على الطريق السريع، أو من الأعلى تماما بمساعدة برمجية ''جوجل إيرث''. وأما اللوحة الأمامية في السيارة فهي عبارة عن شاشة زجاجية عريضة يمكنها أن تتحول بلمسة من زر مثبت على عجلة القيادة من عرض قرص لتدوير المحرك، إلى توقع الطقس محليا، أو لتغطي أحدث أنواع الفن الموسيقي التي تبثها محطة راديو على الإنترنت.
تضع الراكبة في المقاعد المجاور الأمامي جهازها الكفي من بلاك بيري بلاي بوك على لوحة مجهزة بوصلات كهربائية، ومعدة لاستخدام الراكب الأمامي، وبإمكانها السيطرة تماما على وظائف التدفئة، والإنارة، والوسائط الإعلامية المتعددة من الشاشة التي تعمل باللمس على اللوحة الأمامية.
أما في المقاعد الخلفية، فيستخدم الأولاد أجهزة الهواتف الذكية الخاصة بهم لتعديل مستوى الصوت الصادر عن السماعات الخلفية، ولمشاهدة أفلام مختلفة على الشاشات المثبتة أمامهم على مساند الرأس.
يشكل هذا مزيجا من التكنولوجيات المختلفة داخل السيارة التي شاهدتها في معرض إلكترونيات المستهلك خلال الأسبوع الماضي، بينما كان معرض السيارات الدولي في أمريكا الشمالية الذي افتتح في الأسبوع المنصرم مليئا تماما كذلك بأمثلة عن السيارة المرتبطة بالشبكة.
يبدو أن شركات صناعة السيارات تعمل الآن مع شركات التكنولوجيا، بدلا من التنافس ضدها، التي كانت تتسلل إلى سياراتها بأجهزة من شأنها أن تضيف مزايا كانت محتكرة في الماضي لسيارات الرفاهية.
أنا شخصيا أستخدم فعليا ملاحة جوجل على جهاز الهاتف الذكي الخاص بي من أجل الملاحة الفضائية في السيارة، وأثبت جهازي الآي بود في ستيريو السيارة. لكن لوحات الآي باد المتكاملة تصل قريبا، وتجعل جهاز أبل شاشة لمس مرتبطة بالشبكة أكبر من أي شيء آخر تم تثبيته لغاية الآن على اللوحة الأمامية للسيارة.
تعتبر شركة ريسيرش إن موشن، الشركة التي تصنع هواتف بلاك بيري، إحدى شركات التكنولوجيا التي تحتل مكانا مناسبا للقيام بغزوات إلى شركات صناعة السيارات. وفي شهر نيسان (إبريل) الماضي، قامت بشراء شركة كيو إن إكس التي تصنع أنظمة تشغيل، ومجسات، وقطعا إلكترونية تضبط شاشات العرض في السيارة. وتتبنى ''آر آي إم'' حاليا نظام تشغيل ''كيو إن إكس'' لأجهزة الهاتف الخاصة به، وجهازها، الحاسوب اللوحي ''بلاي بوك'' وشيك العرض في الأسواق.
على أية حال، كانت شركة كيو إن إكس تعرض كذلك كيف يمكن إدخال جهاز ''بلاك بيري بلاي بوك'' في الواجهة الأمامية على الجانب الأمامي للمسافر من السيارة، ويؤدي في الوقت ذاته الوظائف ذاتها التي تعرضها اللوحة الأمامية الرئيسة للسيارة، الأمر الذي يتيح للمسافر أن يعدل ضوابط المناخ، واختيار الموسيقى والفيديو. وبالمثل، تتيح ''كيو إن إكس'' قابلية الاتصال للهواتف الذكية بتطبيقات يمكنها أن تضبط تكييف الهواء، والموسيقى، والفيديو داخل السيارة.
تساعد شركات كيو إن إكس كذلك شركات صناعة السيارات مثل ''أودي''، و''بي إم دبليو''، و''تويوتا''، على تحديث مظهر شاشات اللوحة الأمامية في السيارات التي تصنعها. وفي واقع الأمر، تستخدم ''أودي'' أحدث معالجات بيانية من شركة صناعة الرقاقات، ''نفيديا''، من أجل ''الركن الرقمي'' لجيلها المقبل من السيارات، بشاشات عرض ثلاثية الأبعاد. وتوفر ''أودي'' كذلك ''جوجل إيرث''، وخدمة محرك البحث من ''جوجل'' في نظام الملاحة في طراز سيارتها الجديد أيه 8.
يطور اتحاد جينيفي الذي يضم شركات صناعة السيارات ''بي إم دبليو''، و''جنرال موتورز''، إضافة إلى شركة صناعة الرقاقات ''إنتل''، ومورد قطع السيارات ''فيستون''، برنامجا مشتركا مفتوح المصدر يجعل من الأسهل الوصول إلى الشبكة في السيارة، سواء كنت تستخدم الهاتف الذكي، أو اتصالا لاسلكيا، ومزج الإنترنت مع خدمات الهاتف، والفيديو، والموسيقى، والأخبار، والملاحة.
يجب على السائقين أن يتوقعوا في المستقبل القريب مشاهدة أيقونات أشبه بتطبيقات هاتف الآي فون، تظهر على اللوحة الأمامية في السيارة. وتطلق ''تويوتا'' نظام إنتيون للمحتوى الإعلامي الذي يعتمد على المعلومات والترفيه مع موديل السيارة المهجنة الجديد لهذا العام، ''بريوس في''. ويتيح تطبيق بينج من شركة مايكروسوفت للسائقين تنفيذ عمليات بحث محلية باستخدام مدخل نصي على شاشة اللمس على اللوحة الأمامية من السيارة، أو بواسطة الأوامر الصوتية. ويمكن شراء تذاكر السينما، وحجز الطاولات في المطاعم باستخدام برنامج أوبن تيبل، وتشغيل محطات الراديو على الإنترنت، مثل باندورا.
يحاكي إنتيون مبادرة فورد مع سينك من ''مايكروسوفت'' التي تم إطلاقها عام 2007. وكانت شركة فورد تضيف المزيد من التطبيقات وقابلية الأداء، ويشتمل الآن نظام شاشة اللمس الخاص بها، ماي فورد تاش، على مزايا مثل تمكين تشغيل نظام وي في في السيارة من هاتف مرتبط بالبلوتوث، أو جهاز وصل متنقل حديث مرتبط ببوابة ناقل متسلسل عام (يو إس بي).
سيتضمن طراز فوكس الإلكتروني بالكامل الذي كشفت عنه شركة فورد خلال الفترة الأخيرة، أدوات اتصال لاسلكي متضمنة في تصميم السيارة، بحيث ستسمح لمالكي هذه السيارات بالاتصال مع سياراتهم من مسافات بعيدة عبر أجهزة كمبيوتراتهم، أو الأدوات الخاصة بهواتفهم الجوالة. ويمكنهم القيام بذلك من خلال تطبيقات ''ماي فورد موبايل''، التي تستطيع إظهار قوة الشحن الكهربائي، وتشغيل، وإيقاف أجهزة تكييف السيارات حسب حاجات السائق قبل أن يدخل إلى السيارة. ويمكن لذلك أيضا تحديد مواقع أقرب محطات الشحن، والمساعدة في تخطيط الرحلات.
أما شركة هيونداي الكورية، فتقدم نظام سيارات الرابط الأزرق الخاص بها هذا العام، حيث يمكن من خلاله فتح وإغلاق أبواب السيارة من مسافة بعيدة. وكذلك يمكن تشغيل جهاز التنبيه، والإضاءة الرئيسة للعثور على سيارتك في موقف مزدحم للسيارات، إضافة إلى تشغيلها عن بعد. وبإمكان هذه السيارة كذلك مساعدة العاملين في شبكات الاتصال الاجتماعي، حيث بإمكانها أن تحدد للآخرين مكانك، وتستطيع تلقي الرسائل الصوتية، دون لمس الأداة الخاصة بذلك.
عرضت شركة هيونداي كذلك إمكانات للاستخدام المستقبلي مثل ماوستك التي هي مزيج من فأرة الحاسوب، وعصا التخزين الإلكتروني، بحيث يستطيع السائق الإطلاع على قوائم وجبات المطاعم. وهنالك كذلك نظام من أربع كاميرات يظهر جميع زوايا ومناظر الطريق، بالإضافة إلى باحث عن مواد الإنترنت، ومفتاح خاص بالبريد الإلكتروني على شاشة مثبتة بين أجهزة وفتحات واجهة المعلومات الأمامية داخل السيارة.
لقد تم تصميم كل هذه التكنولوجيا لتشجيع الزبائن على شراء سيارة جديدة. غير أن بإمكان جهات تزويد أخرى إضافة مزايا إلكترونية إلى طرازات السيارات القديمة.
ركز مزودو الإضافات الإلكترونية على زيادة قدرات الاتصال والمراقبة، حيث أعلنت شركة أونستار التي تتولى تزويد ''جنرال موتورز'' بعدد من المستلزمات، أنها ستبيع في الأسواق الأمريكية قريبا مرآة خلفية يمكن أن تظهر مساحات أوسع من المقاطع البصرية خلف ظهر السائق. وفي هذه المرآة أزرار مرتبطة مع خدمات ''أونستار''، إذ بإمكانها أن تستدعي بصورة آلية أحد مستشاري ''أونستار'' إذا حدد أحد أجهزة قياس التسارع في المرآة أنه قد يكون هنالك انهيار في عمل أحد الأنظمة. وتتحرك الخدمات الطارئة لكي تدقق في الأمر إذا لم يستجب السابق لإشارة صادرة عنها وتساعد رقاقة إلكترونية خاصة في هذه المرآة في تحديد موقع السيارة إذا تعرضت للسرقة، كما أن هنالك مواقع للبحث المسموع عنها في مختلف الاتجاهات. وستباع هذه المرآة خلال فترة القريبة في متاجر ''بيست باي'' الأمريكية مقابل 300 دولار، إضافة إلى تكاليف التركيب، وكذلك رسوم الاشتراك الشهري.
إن أحدث وحدات البحث عن المعلومات تأتي من شركة بايونير، شركة المنتجات الإلكترونية الاستهلاكية، حيث ستعرض في الأسواق قريبا خدمات الراديو على الإنترنت، وقدرة تشغيل الفيديو، من لمسة على جهاز آيفون، أو جهاز آيبود، وذلك على شاشة بمقاس سبع بوصات.
أخيرا، عرضت شركة سوني أحدث الأجهزة الإلكترونية الخاصة بالسيارات في معرض إلكترونيات المستهلك، مع خدمات لتضخيم صوت الستيريو، وجدول لتغيير محطات البحث، وألعاب مختلفة، وجهاز لقذف اللهب، ومقاعد يمكن أن تقذف ركابها في حالات معينة. وقد ظهر السير هووراد سترنجر، الرئيس التنفيذي لشركة سوني لكي يعلن أن هذه الأدوات تلبي طلب السائقين لكي تصبح السيارة أداة إلكترونية لدى زبائن شركة سوني. ومن المحزن أن هذه السيارة الصديقة للبيئة غير متوافرة الآن إلا من خلال عرض سينمائي يقدم خلال فعاليات معرض إلكترونيات المستهلك.