حالة التوتّر في الشرق الأوسط، و كذلك استمرار القلق تجاه نمو الاقتصاد الدولي، و نضيف على هذا مخاطر ارتفاع مستويات التضخم، كلها دفعت المتداولين و المستثمرين و العديد من المحافظ و الجهات لشراء المعادن الثمينة أهمها الذهب و الفضة. حيث تم طلب هذه المعادن لتكون ملاذاً آمنا و كذلك كاحتياطي تحوّط من مخاطر التضخم و كذلك مخاطر حالة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط.
ارتفع سعر الذهب خلال تداولات نيويورك يوم الجمعة الماضي بمقدار 0.33% و أغلق عند مستوى 1389.10 دولار للأونصة الواحدة، كذلك ارتفع سعر الفضة لكن الارتفاع كان كبيراً جداً مقارنة في الذهب حيث أن قوى المضاربة اندفعت نحو الفضة لاستغلال الموجة الصاعدة مما أدّى إلى إغلاق سعر الفضة عند مستوى 32.66 دولار للأونصة بعد أن اكتسبت 2.77% . البلاتين استطاع أن يستفيد قليلاً من السيولة التي اندفعت إلى أسواق المعادن الثمينة، و حقق البلاتين إغلاقاً عند مستوى 1832.00 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.05%.
مع بداية تداولات هذا اليوم، نرى بأن الموجة الصاعدة استمرت، بل و نرى بأنها اشتدّت على المعادن الثمينة في ظل استمرار حالة القلق تجاه الأسواق المالية و الوضع الاقتصادي في الشرق الأوسط، إلى جانب حالة التوتّر التي سادت الأسواق المالية الآسيوية و سببت انخفاض العديد من مؤشرات الأسهم. أغلق مؤشر نيكاي الياباني هذا اليوم على ارتفاع مقداره 0.14% فيما نرى بأن مؤشر شنغهاي المركّب استطاع اكتساب 1.14%، لكن في نفس الوقت، انخفضت الكثير من المؤشرات الأخرى منها مؤشر هانج سينج و مؤشر سيئول و ستريت تايمز و تايوان و بذلك نرى أن التوّتر الذي ساد الأسواق الآسيوية دفع المتداولين لأسواق المعادن الثمينة.
ارتفع سعر الذهب اليوم مرّة أخرى، و نراه في هذه اللحظات يتداول حول مستوى 1396.80 دولار للأونصة بارتفاع مقداره 0.55%، كذلك نرى سعر الفضة الآن و قد اندفع مرّة أخرى ليتداول في هذه اللحظات عند مستوى 33.35 دولار للأونصة مكتسباً 2.11%. استطاع البلاتين هذا اليوم جذب عدد أكبر من المتداولين و اكتسب 0.38% و يتداول في هذه اللحظات عند مستوى 1839.00 دولار للأونصة الواحدة. هذه الأسعار كما هي في تمام الساعة 02:22 بتوقيت نيويورك ( 07:22 بتوقيت غرينتش ).
بالرغم من سياسات الصين تجاه تصعيب شروط الائتمان، إلا أن أسعار المعادن الثمينة استطاعت أن تجد لها منفذاً للارتفاع، حيث أن الصين أعلنت يوم الجمعة الماضي رفع نسبة الاحتياطي الإجباري للبنوك بمقدار 50 نقطة أساس للحد من التضخم مما قد يشير إلى احتمال انخفاض الطلب على المعادن، لكن حقيقة تأثير ذلك على النمو في الاقتصاد الدولي، و كذلك ارتفاع مستويات التضخم في العديد من الدول الناشئة منها على وجه الخصوص، و التوتّر في المنطقة العربية كلها أسباب تبقي على الذهب و الفضة مطلوبان جداً و البلاتين يستفيد من هذا طالما بقيت حالة النمو مستقرة رغم أنها ضعيفة في الاقتصاد الدولي.
أسواق المعادن الثمينة متشبعّة جداً في الشراء، و أمامنا بيانات اقتصادية كثيرة جداً على أجندتنا الاقتصادية، و هذا ما قد يسبب تذبذباً كبيراً في أسواق المعادن الثمينة و ربما تصحيحات هابطة هذا الأسبوع. لكن في حال استمرت الظروف الاقتصادية عالمياً على ما هي عليه، قد نرى مزيداً من الإيجابية لتداولاتها و ربما نرى مزيداً من الارتفاع في أسعارها.
ارتفاع سعر برميل النفط وسط حالة الاضطراب التي امتدت إلى ليبيا، و الاتجاه الإجمالي السلبي الذي يتداول فيه الدولار الأمريكي، أٍباب أخرى تدفع المعادن الثمينة لمزيد من الارتفاع. لكن في نفس الوقت لا يجب إهمال أي من المتغيرات التي قد تكون سبباً لبداية بعض عمليات جني الأرباح في الأسواق المالية و أسواق المعادن الثمينة على وجه الخصوص.