توقعات المحللين للبورصة المصرية في رمضان بين الهبوط والاتجاه عرضيا
بعد مكاسب متواضعة في أول أيام رمضان تراجعت الاسهم المصرية في نهاية تعاملات يوم الثلاثاء وسط هبوط جماعي للاسهم القيادية مع ترقب المتعاملين لمحاكمة الرئيس السابق حسني مبارك.
وتبدأ يوم الاربعاء محاكمة مبارك في قضية قتل المتظاهرين خلال الانتفاضة التي أطاحت به في 11 فبراير شباط وستذاع المحاكمة على الهواء مباشرة.
ووسط أجواء الترقب تباينت توقعات المحللين الفنيين لاداء السوق المصرية خلال شهر رمضان ما بين الانخفاض والاتجاه عرضيا.
وتكهن عبد الرحمن لبيب عضو جمعية المحللين الفنيين بانجلترا بأداء سلبي للسوق خلال رمضان وعزا ذلك الى "أن السوق يتحرك خلال عام 2011 في اتجاه هابط."
وقال انه بدراسة حركة البورصة المصرية منذ عام 2000 سنجد أن المؤشر الرئيسي انخفض خلال شهر رمضان في أربع سنوات بمتوسط 6.84 بالمئة وارتفع سبع سنوات بمتوسط 5.91 بالمئة.
واضاف ان الاداء في شهور رمضان خلال تلك الفترة تطابق دائما مع الاداء العام للمؤشر خلال العام باستثناء 2003.
لكن ابراهيم النمر رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الاوراق المالية يتوقع "استمرار الاتجاه العرضي للسوق المصرية خلال شهر رمضان ما لم يثبت العكس سواء بكسر مستوى المقاومة 5660 نقطة أو كسر مستوى الدعم 4800 نقطة."
وأغلق المؤشر الرئيسي *****للسوق المصرية أمس منخفضا 2.1 بالمئة عند 4967.04 نقطة.
وقال النمر "عودنا شهر رمضان المعظم خلال السنوات الماضية على أداء معاكس لاغلب التوقعات. ساعات التداول خلال الشهر الكريم يتم ضغطها أو تخفيضها وتصبح أقل من المعتاد مما يجعل أغلب التوقعات تصب في خانة ضعف أحجام التداول ونشاط لعمليات جني الارباح."
وخفضت البورصة المصرية عدد ساعات التداول في رمضان من أربع ساعات الى ثلاثة فقط من 1030 الى 1330 بتوقيت القاهرة (0830-1130 بتوقيت جرينتش).
لكن النمر قال "الشهر الكريم يأتي كريما ولا نرى تراجعا في أحجام التداول. وأحيانا كنا نرى ارتفاعات قوية خلال رمضان."
كانت دراسة أجرتها جامعة نيوهامبشير العام الماضي أظهرت أن شهر رمضان يمثل فترة انتعاش لاسواق الاسهم في البلدان التي يشكل المسلمون غالبية سكانها.
وذكرت الدراسة أن أسواق الاسهم في سلطنة عمان وتركيا والكويت والامارات وقطر وباكستان والاردن ومصر والمغرب وتونس وماليزيا والبحرين واندونيسيا والسعودية حققت عوائد بنسبة 38 بالمئة في المتوسط خلال رمضان في الفترة من عام 1989 حتى 2007 مقارنة مع متوسط عوائد يبلغ 4.3 بالمئة في بقية أشهر السنة.
وأعرب ايهاب سعيد رئيس قسم التحليل الفني بشركة أصول للوساطة في الاوراق المالية عن توقعه أن يتحرك "المؤشر الرئيسي بشكل عرضي في رمضان من 4950 نقطة الى 5250-5300 نقطة."
وقال "أتوقع الارتفاع لقطاع الاغذية وبعض أسهمه في هذا الشهر."
وأبلغ لبيب وهو أيضا مدير ادارة التحليل الفني بشركة الاهرام للسمسرة رويترز أنه بتحليل الاسهم التي ارتبطت عند المتعاملين في السوق بشهر رمضان وخاصة سهم الشركة المصرية لمدينة الانتاج الاعلامي وقطاع الاغذية والمشروبات وجد أن سهم مدينة الانتاج الاعلامي هبط خلال شهر رمضان على مدار ست سنوات بمتوسط 8.83 بالمئة وارتفع السهم خلال خمس سنوات بمتوسط 13.54 بالمئة.
ويتمثل نشاط المصرية لمدينة الانتاج الاعلامي في توفير وسائل انتاجية يمكن تأجيرها للغير للاغراض التلفزيونية والسينمائية والاعلامية بما فى ذلك الانشطة المكملة لها وتقوم بتوفير وتصنيع احتياجات المدينة من مشغولات خشبية ومعدنية وملابس واكسسورات لغرض الشركة.
وقال لبيب "اذا كان أداء المؤشر الرئيسي هابطا أو عرضيا خلال العام عادة ما يكون أداء سهم مدينة الانتاج الاعلامي هابطا. أما في حال كان اتجاه المؤشر العام صاعدا خلال العام كان أداء السهم ايجابيا."
ويتفق النمر مع هذا الرأي قائلا ان أداء سهم مدينة الانتاج الاعلامي لا يختلف عن أداء المؤشر "ومن المتوقع أن يستكمل مسيرته العرضية ما بين 3.60-4.75 جنيه ما لم يثبت العكس."
وقال لبيب الذي يحاضر باحدى منظمات جامعة الدول العربية انه بدراسة قطاع الاغذية على مدار السنوات الاربع الماضية وجد ان المؤشر ارتفع خلال عام 2009 فقط بنسبة 5.20 بالمئة وانخفض خلال شهر رمضان في السنوات الثلاث الاخرى بمتوسط سنوي 8.28 بالمئة.
وأضاف "قطاع الاغذية والمشروبات يميل للهبوط خلال شهر رمضان بغض النظر عن اتجاه المؤشر العام للسوق. ولكنه عادة ما يرتفع في الشهر السابق لشهر رمضان وهو ما حدث عامي 2007 و2010 وكذلك عام 2009."
وقال لبيب ان سهم جهينة يمثل 49.21 بالمئة من مؤشر قطاع الاغذية وسيكون صاحب التأثير الاكبر على المؤشر خلال العام الحالي.
ويرى النمر أنه مثل سهم مدينة الانتاج الاعلامي فان أداء سهم جهينة يتوافق مع أداء المؤشر ومن المتوقع ان يستكمل مسيرته العرضية ما بين 5.25 جنيه وستة جنيهات.
وينصح محسن عادل العضو المنتدب لشركة بايونيرز لادارة صناديق الاستثمار المستثمرين بعدم الاندفاع في التعاملات خلال رمضان والعمل على اقتناص الفرص الاستثمارية مع الاحتفاظ بالسيولة.
كما ينصح عادل ايضا بالبعد عن تمويل الاستثمارات بالاقتراض والنظر للنتائج المالية للشركات بعناية شديدة قبل اتخاذ أي قرار استثماري.