اليورو يحاول التعافي استنادا على تسارع طلب أصول الملاذات الآمنة
ارتفع اليورو بالسوق الأوروبية يوم الثلاثاء مقابل سلة من العملات الرئيسية والثانوية ، محاولا التعافي بعد يومين من الخسائر مقابل الدولار الأمريكي،وسجل اليورو فى وقت سابق من تعاملات السوق الأسيوية أدنى مستوى فى أسبوع تحت ضغط تصريحات ماريو دراغى محافظ المركزي الأوروبي ،يأتي ارتفاع اليورو استنادا على تسارع الطلب الاستثماري على أصول الملاذات الآمنة وسط موجة البيع الحادة فى أسواق الأسهم العالمية.
ارتفع اليورو مقابل الدولار الأمريكي بأكثر من 0.2% حتى الساعة 07:50 جرينتش ،ليتداول عند 1.2395$ ،وسعر افتتاح تعاملات اليوم عند 1.2366$ ،وسجل الأعلى عند 1.2405$،والأدنى عند 1.2350$الأدنى منذ 30 كانون الثاني/يناير الماضي.
أنهي اليورو تعاملات الأمس منخفضا بنسبة 0.7% مقابل الدولار الأمريكي،فى ثاني خسارة يومية على التوالي،وبأكبر خسارة يومية منذ 26 تشرين الأول/أكتوبر الماضي ،بفعل تعافي مستويات العملة الأمريكية مقابل معظم العملات العالمية،بالإضافة إلى شهادة ماريو دراغى أمام البرلمان الأوروبي.
تعافي مستويات العملة الأمريكية يأتي بدعم الاحتمالات القوية لقيام الاحتياطي الاتحادي بزيادة أسعار الفائدة فى آذار/مارس القادم ،خاصة مع مؤشرات بارتفاع وتيرة التضخم فى الولايات المتحدة بوتيرة أسرع من المنتظر،وانعكست تلك الاحتمالات على ارتفاع عوائد السندات الأمريكية فئة عشر سنوات لأعلى مستوى فى أربع سنوات.
قال ماريو دراغى محافظ المركزي الأوروبي خلال شهادته أمام البرلمان الأوروبي فى بروكسيل أن البنك المركزي لم يحقق مستهدف التضخم حتى الآن ،وأشار إلى ارتفاع مستويات الثقة فى تحقيق مستهدفات البنك،وأكد على أن تقلبات سعر صرف اليورو مؤخرا تمثل بعض المخاطر على وتيرة التضخم الأوروبية.
وأضاف دراغى أن السياسة النقدية فى منطقة اليورو بحاجة إلى المزيد من الوقت قبل التعديل ،وسوف تعتمد هذه الخطوة على البيانات الاقتصادية.
واصلت أسواق الأسهم العالمية هبوطها الحاد يوم الثلاثاء ،مع تسارع عمليات البيع فى الأسهم الأمريكية بعدما حققت مؤخرا ارتفاعات ومستويات قياسية جديدة،وخسر مؤشر داو جونز الصناعي يوم الاثنين حوالي 1600 نقطة بأكبر خسارة يومية على الإطلاق.
تأتي موجة البيع الواسعة فى أسواق الأسهم العالمية ،فى ظل التوقعات القوية لارتفاع معدلات التضخم بما سوف يجبر البنوك المركزية العالمية على تسريع وتيرة تشديد السياسات النقدية خلال العام الحالي،الأمر الذي ينعكس أيضا على ارتفاع عوائد السندات العالمية لأعلى مستوياتها فى عدة سنوات.
وهبوط أسواق الأصول ذات العائد المرتفع الأسهم والسندات ،يدعم تسارع الطلب الاستثماري على أصول الملاذات الآمنة ،وعلى رأسها المعادن النفيسة الذهب والفضة ، بالإضافة إلى العملات ذات العائد المنخفض اليورو والين الياباني.