اقتطاعات هائلة في نفقات الولايات المتحدة تقترب .. واعضاء الكونغرس اكثر انقساماً من أي وقت
قبل خمسة ايام على موعد سريان اقتطاعات هائلة في النفقات، بدا اعضاء الكونغرس الاميركي اكثر انقساما من اي وقت مضى اذ يتبادل الديموقراطيون الذين ينتمي اليهم الرئيس باراك اوباما وخصومهم الجمهوريين الاتهامات بالمسؤولية عن الوضع.
ويقر الجميع تقريبا بان الاقتطاعات التلقائية التي تبلغ 85 مليار وتعرف باسم “الحجز المالي” ستوجه ضربة أليمة الى اقتصاد مقصر اصلا فيما يبدو الاتفاق على تسوية لضبط ديون البلاد بعيد المنال اكثر من اي وقت.
وكانت الاقتطاعات التلقائية في الاول من اذار/مارس التي اتفق عليها في محادثات الميزانية الشاقة في 2011 نقطة مساومة هدفها الضغط من اجل اتفاق على بديل اقل صعوبة.
لكن حتى الاحد لم يبد اي مؤشر على اختراق.
ونشر البيت الابيض تفاصيل عواقب الاقتطاعات في كل ولاية بما فيها تسريح الاف المدرسين واقتطاعات من رواتب موظفي الدفاع المدني وفي الابحاث الطبية والحد من عمليات التفتيش الغذائي وزيادة التاخير في الرحلات في المطارات الكبرى.
وسيشكل التراجع الحاد في النفقات العامة عقبة اضافية في الانتعاش الاقتصادي حيث قدر مكتب الكونغرس للميزانية ان الحجز المالي سيزيل 0.6% من النمو المتوقع لعام 2013.
وقدر مركز ابحاث بايبارتيزان بوليسي سنتر في واشنطن ان عدد الوظائف المنشأة سيتراجع مليون وظيفة في حال سريان الحجز المالي.
واكد المحلل الاقتصادي في البيت الاوبيض جيسن فورمان ان اوباما ورئيس الاكثرية الديموقراطية في مجلس الشيوخ هاري ريد سيواصلان الضغط من اجل اتفاق “بمقاربة متوازنة” قد يحل الازمة الاخيرة ويكسب الوقت لابرام اتفاق دائم.
واتهم السيناتور الجمهوري جون ماكين الرئيس والديموقراطيين بالفشل في اجراء محادثات جدية حول تسوية.
ورحب الجمهوريون بمبدأ الاقتطاعات علما بانهم يفضلون الحد من اتساع الحكومة لكنهم طالبوا بمزيد من المرونة وابدوا معارضة خصوصا ان “الحجز المالي” يطال ميزانية الدفاع اكثر من غيرها.
ويوظف البنتاغون حوالى 800 الف مدني قد يتم منحهم اجازات مطولة، وينفق عشرات مليارات الدولارات على متعاقدين مدنيين.
وقال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك رودجرز في برنامج “هذا الاسبوع” على قناة ايه بي سي “هناك فرق كبير بين بحار على سفينة (يو اس اس) ايزنهاور (حاملة طائرات) في المتوسط ومنسق السفر في وكالة الحماية البيئية. لا يمكن معاملتهما بالمثل”.
ويناقش ديموقراطيو مجلس الشيوخ الاثنين خطة لاغلاق ثغرات ضريبية يستفيد منها الاغنياء كطريقة لتقليص العجز.
لكن الجمهوريين الذين قبلوا على مضض بزيادة ضريبية على الاثرياء في اثناء نقاشات “الهاوية الضريبية” في فترة راس السنة يعارضون اي ضرائب اضافية.
وبات بعض الجمهوريين يعتبر الحجز المالي الطريقة الوحيدة للحصول على موافقة الرئيس على اقتطاعات في النفقات معتبرين ان تصريحات حملة اوباما حول “مقاربة متوازنة” للميزانية كانت تعني مزيدا من الضرائب والانفاق ليس الا.