الصورة الكاملة
• الأزمة اليونانية تصل إلى اللحظة الأخيرة. يبدو أن المحادثات بين اليونان ودائنيها قد وصلت إلى اللحظة الأخيرة. وكانت ألمانيا قد رفضت يوم أمس طلب اليونان لتمديد حزمة الإنقاذ التي تبلغ قيمتها 172 مليار يورو لمدة ستة أشهر، ولكن على أي حال فإن وزراء مالية مجموعة اليورو سيعقدون اليوم اجتماعا لمناقشة ذلك الأمر. وعلى ما يبدو فإن العائق هو أن اليونان تريد الوصول إلى "شروط مقبولة للطرفين من الناحية المالية والإدارية". وتقول ألمانيا إن اليونان لا تريد سوى قرض مرحلي لمدة ستة أشهر أثناء قيامها بإعادة التفاوض على شروط برنامج الإنقاذ. وتعتقد ألمانيا (وعدة بلدان أخرى) أن اليونان يجب أن تلتزم بنفس الشروط التي وافقت عليها الحكومات اليونانية السابقة، وهو الأمر الذي تعهد رئيس الوزراء تسيبراس بألا يفعله.
• وفي حقيقة الأمر، قالت صحيفة فاينانشال تايمز إن ألمانيا لا تريد سوى خطاب من ثلاثة عبارات من اليونان تطلب فيه تمديد آجل البرنامج، وتقدم فيه وعدا باستكمال برنامجها الإصلاحي، وتلتزم فيه بالتفاوض بشأن أي تغييرات مع مراقبي برنامج الإنقاذ. ولكن الحكومة اليونانية قالت إنها لن تقوم بتعديل الخطاب الذي أرسلته من قبل وأن أمام مجموعة اليورو خيارين لا ثالث لهما وهما : إما قبول عرضها أو رفضه. وفي الواقع فإن الرفض يعني أن اليونان يمكن أن تفلس في مطلع الشهر المقبل، وهو ما من شأنها أن يجعلها مضطرة إما إلى خفض الإنفاق أو التعثر في سداد الديون. وعلاوة على ذلك فإن البنوك اليونانية ستفقد أيضا بعض مبالغ المساعدات وربما تفقد أيضا تمويل المساعدات الطارئة الذي تحصل عليه من البنك المركزي الأوروبي وهو ما من شأنه أن يعجل بهروب الأموال من النظام المصرفي. ويبدو أن الأمر يصل إلى معركة يرفض فيها الطرفان الاستسلام أو التوقف.
• ومع ذلك فإنه لم يتم خسارة كل شيء بعد. ويذكر أن هذا الاجتماع سيتم عقده وجها لوجه في بروكسل وليس اجتماعا عن بعد باستخدام شبكة اتصالات. وعلى ما يبدو فإن ذلك يرجع إلى أن الحاجة لصياغة تسوية. وسيعقد الاجتماع في الساعة الثانية ظهرا بتوقيت جرينتش. وكان نواب وزراء المالية قد عقدوا اجتماعا يوم أمس واستمر لمدة سبع ساعات أمس وقيل أنهم "قريبون من التوصل إلى اتفاق ولكن ذلك سيخضع لمناقشات سياسية" وذلك وفقا لما ذكرته ماركيت نيوز. وبالإضافة إلى ذلك فقد يكون من المهم أيضا ذكر أن اليونان ستكون في عطلة نهاية أسبوع تستمر لمدة ثلاثة أيام (وقبرص أيضا). وكانت نفس هذه العطلة قد استخدمت في عام 2013 لفرض نسبة اقتطاع على المودعين في البنوك القبرصية.
• وحتى في هذا الوقت المتأخر، ما يزال السوق يشعر بتفاؤل لافت للنظر بشأن نتائج المحادثات؛ فانعكاس المخاطرة لزوج اليورو/الدولار الأمريكي تقريبا هو نفسه بالنسبة لانعكاس المخاطرة لزوج الجنيه الإسترليني/الدولار الأمريكي، في حين أن الحجم الضمني على عقود خيارات زوج اليورو/الدولار الأمريكي هي أيضا بداخل النطاق الطبيعي بالنسبة لمستوياتها التاريخية. وبالإضافة إلى ذلك فقد أنهت الأسهم اليونانية اليوم على ارتفاع بنسبة 1٪، وهي نسبة جيدة حتى وإن كانت أقل من المستوى الذي سجلته السوق في منتصف النهار. وارتفع المتوسط البسيط لأسهم ثلاثة بنوك يونانية كبرى بنسبة 6.2٪ يوم أمس (مقابل ارتفاع مؤشر يوروستوكس للبنوك بنسبة%) وهو أمر مشجع أيضا – وعلى ما يبدو أن هناك من يعتقد أنه من المرجح التوصل إلى ختام ناجح للمحادثات.
• وفي ظل أن الأسواق تفترض بالفعل التوصل لنتيجة ناجحة، ربما لن تكون أنباء التوصل إلى اتفاق ذات تأثير كبير على زوج اليورو/الدولار الأمريكي. ومن وجهة نظري فإنه في أحسن الأحوال قد نعود إلى حاجز المقاومة 1.1450. وستكون المفاجأة هي الفشل في التوصل إلى اتفاق. ومن غير الواضح إن كانت مهلة اليوم هي بالفعل مهلة نهائية مطلقة. ولكن على أي حال فإن الفشل في التوصل إلى اتفاق اليوم من المحتمل أن يدفع المستثمرين للتفكير بشكل أكثر جدية بشأن العواقب كما سيزيد من علاوة المخاطر على زوج اليورو/الدولار الأمريكي، ويعني ذلك أن الزوج يمكن أن يتجه مرة أخرى نحو قاع 1.1100.

• الأسواق الأمريكية تفكر بشأن شهادة يلين. ارتفع المؤشر القائد ولكن ارتفاعه لم يكن بنفس نسبة ارتفاعه في الآونة الأخيرة. واستمرت طلبات إعانة البطالة في التقلب وهو ما من شانه أن يخبرنا عن مشاكل متعلقة بالتعديلات الموسمية بأكثر مما يخبرنا عن سوق العمل. وكانت قراءة مسح النشاط التصنيعي الصادر عن مجلس الاحتياطي الفيدرالي بفيلادلفيا مماثلة لقراءة مسح امباير ستيت في أنها أظهرت أيضا نموا متواضعا في نشاط التصنيع. وبناء على ذلك فإنه لم يطرأ أي تغيير على صورة النمو المطرد المتواضع في الولايات المتحدة. وكانت أسعار الفائدة الضمنية على الأموال الفيدرالية، والتي هوت في أعقاب المحضر اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الحذر والذي صدر يوم الأربعاء، قد ارتفعت يوم أمس الخميس بعد أعن أعاد المستثمرين قراءة المحضر وفكروا بشأن ما يمكن أن تقوله رئيسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي جانيت يلين يومي الثلاثاء المقبل والأربعاء خلال الإدلاء بشهادتها نصف السنوية أمام الكونغرس. ومن المرجح أن تكون أكثر اتفاقا مع التصريحات الداعية لرفع سعر الفائدة والتي سمعناها من أعضاء آخرين في اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة في الآونة الأخيرة، ومن شأن ذلك أن يعزز المشاعر إزاء الدولار الأمريكي. • أبرز أحداث اليوم: غني عن البيان أن أبرز أحداث اليوم سيكون اليونان مرة أخرى.
• أما بالنسبة للمؤشرات، فاليوم الجمعة هو يوم مؤشر مديري المشتريات. ونظرا لأن اليوم عطلة رسمية في الصين فإنها لم تعلن عن قراءة مؤشر مديري المشتريات لديها. وفي اليابان، انخفض مؤشر مديري المشتريات بقطاع التصنيع لشهر فبراير إلى 51.5 من 52.2 على النقيض من التوقعات. ويذكر أن هذا هو مستوى للمؤشر منذ شهر يوليو الماضي في ظل انخفاض الطلبيات الجديدة والتوظيف. وصحيح أن هذا المؤشر ليس من بين المؤشرات التي تؤثر تأثيرا كبيرا على السوق بالنسبة لليابان ولكن الانخفاض يجعلني أفكر بأنه بمجرد انتهاء الانتخابات المقرر إجراءها في شهر أبريل فإن تركيز الحكومة سينصب من جديد على المنتجين وليس المستهلكين ومن المرجح أن نشهد مزيدا من الاستعداد لدفع الين للانخفاض.
• وخلال الجلسة الأوروبية، ستصدر القراءة الأولية لمؤشر مديري المشتريات بقطاعي التصنيع والخدمات من العديد من البلدان الأوروبية ومنطقة اليورو ككل. ومن المتوقع ارتفاع مؤشر مديري المشتريات بقطاع التصنيع وهو ما من شأنه أن يدل على أن اقتصادات منطقة اليورو قد اكتسبت قوة في عام 2015 ويمكن أن يدفع ذلك اليورو للارتفاع، على الأقل لفترة مؤقتة. • وفي المملكة المتحدة، من المتوقع انخفاض مبيعات التجزئة في شهر يناير على النقيض من الشهر السابق.
• وفي كندا، سيصدر تقرير مبيعات التجزئة لشهر ديسمبر.
• وفي الولايات المتحدة، ستصدر القراءة الأولية لتقرير ماركيت لمديري المشتريات بقطاع التصنيع لشهر فبراير. • لا يوجد لدينا متحدثين على جدول أعمال اليوم الجمعة.