سعت الحكومة اليابانية الى اضعاف العملة الخاصة بها منذ اشهر وبدون مبررات افتصادية وخاصة مع انباء وصول الحكومة الحالية للحكم " لماذا " ؟
تاريخ الاقتصاد الياباني ، بعد الحرب العالمية الثانية ومع الدمار الشامل الذي لحق باليابان ، اطلقت الحكومة اليابانية وقتها سياسة اقتصادية يمكن تسميتها بالستار الحديدي ، وبموجب هذه السياسة تم غلق الاسواق اليابانية امام الواردت الخارجية ، ومن ثم اجبرت تلك الظروف اليابانيون على انتاج كل شيء يحتاجونه ، وبالفعل قفزت اليابان قفزات جبارة لامثيل لها في التاريخ لتصبح اقوى دولة اقتصادية خلال السبعينيات والثمانييات من القرن الماضي ، مع ظهور منظمة التجارة العالمية ، والاتفاقيات الموقعة مع كافة الدول صار محضورا على الدول غلق اسواقها فيما يعرف بسياسة السوق المفتوحة ، اثار ويثير العملاق الصيني قلق كل الدول الصناعية وبالاخص اليابان التي ترى ان الصين اخذت منها الحصة الاكبر من التجارة الدولية ، فما الذي تسعى الحكومة اليابانية له الان ببساطة هو انشاء ستار حديدي ولكن من خلال العملة ، والوضع الان باليابان اذا اردت مثلا ان تشتري اي سلعة مستوردة ستجدها باهضة الثمن بسبب سعر الصرف ، ومن ثم كمستهلك ستلجا الى البضائع المحلية ، هذا يدفع المصانع لزيادة الانتاج لتلبية حاجات السوق ، هذا امر جيد لليابان مع ان اضعاف العملة سابقا كان مؤشرا سلبيا لكن استخدام اليابان لذلك جاء لتفعيل سياسة الستار الحديدي بعيدا عن مخالفة القوانين والاتفاقيات وبالاخص اتفاقيات منظمة التجارة العالمية ، ولكن هل تقبل الدول الاخرى ذلك ، اذا استمر الوضع على ما هو عليه ستصبح البضائع اليابانية بمتناول الجميع وستكون منافسة لغيرها بالسعر والجودة ، لكن ذلك قد يؤثر على مستويات التضخم الذي لم تتضح حتى الان كيف ستتعامل الحكومة اليابانية معه .
كل الدول التي لها تبادل تجاري مع اليابان ستبدأ قريبا بالشكوى من هذا السلوك الياباني ان لم تكن قد بدأت بالفعل ، وعلى الحكومة اليابانية ان ترسل تطمينات لها ولمنظمة التجارة الدولية بانها لاتسعى للخروج عن قواعد التجارة الدولية ، ستستمر باضعاف الين لطالما وجدت طريقة لمعالجة الاثار السلبية لذلك واولها التضخم الذي من شانه زيادة الاجور ومن ثم عودة اليابان للمربع الاول ، اذا هي مدفوعة للتصحيح لكل ما سبق وان لم تفعل ستبرز صراعات اقوى في المستقبل القريب اول هذه الصراعات كانت بسعي معظم الدول الى تخفيض قيمة عملاتها - باستثناء اليورو الذي شهد جدلا واسعا موضوع التسعيير في اجتماع المركزي الاوروبي الاخير - ، اذا هناك ضغوط على اليابان داخلية وخارجية لمراجعة سياستها النقدية ونحن بانتظار اي اشارة لنرى تحولات ملموسة في هذا الصدد ، وانا ارى بوادر ذلك قد بدأت تتضح شيئا فشيئا .
تحياتي