أوباما يواجه معارضة في الكونجرس الأمريكي، والمخاوف تنتاب صانعي السياسة حيال التدخل العسكري في سوريا
إن محاولات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في استمالة الكونجرس الأمريكي للموافقة على التدخل العسكري في سوريا قوبلت بالرفض والمعارضة يوم أمس الاثنين من قبل المشرعين في حزبه الديمقراطي الذي أعرب عن تخوفه حيال ما قد تنساق خلفه الولايات المتحدة مجددًا من صراع جديد في الشرق الأوسط.
ومن جانبه أكد عضو الكونجرس الأمريكي – جيم موران – قائلًا:" هناك العديد من معارضي ذلك التدخل العسكري. كما أن مختصر تحقيق كبار معاوني الأمن القومي في شن هجمات بالأسلحة الكيماوية على المدنيين السوريين نتج عنه أنه قد نجم عن ذلك مقتل 1,429 شخصًا في دمشق.
هذا وقد قام أوباما ببعض المحاولات لتحقيق أهدافه بمصاحبة اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ ، ألا وهم جون ماكين و ليندسي جراهام اللذان أتيا من البيت الأبيض مؤكدين على أن أوباما ينتوي القيام بضربات جوية ليس فقط لتدمير ما يمتكله الجيش السوري من أسلحة كيماوية بل لدعم المعارضة السورية. كما أن ماكين يدعم المزيد من التحرك الأمريكي داخل الأراضي السورية مؤكدَا أن اعتراض طريق الهجوم العسكري على قوات الرئيس السوري بشار الأسد قد يعد أمرًا كارثيًا.
ومع ذلك، مع مواجهة أوباما عقبات أمامه بالولايات المتحدة، فقد صرحت فرنسا حليف البلاد الأساسي، أن هناك أدلة تفيد أن حكومة الأسد قد أصدرت أوامر بإطلاق هجمات كيميائية، وأكدت على معاقبة هذه الحكومة. أصدرت الحكومة الفرنسية وثيقة مخابرات تضم تسع صفحات تسرد خمسة نقاط تفيد بأن قوات الأسد هي من وراء الهج��م الكيميائي الهائل والمنسق بشكل واسع النطاق في 21 أغسطس.
إن قرار أوباما المفاجئ بوقف خطط توجيه ضربة عسكرية ضد قوات الأسد، والانتظار للحصول على موافقة الكونجرس، قد تمخض عنه نقاش محتدم بالفعل مع استعداد الرئيس للرحيل اليوم الثلاثاء في رحلة تستغرق ثلاثة أيام إلى السويد وروسيا. إن أكبر عقبة يواجها أوباما هي الفوز بدعم من أعضاء حزبه في مجلس النواب والجمهوريين المحافظين الذين لا يرون أن هناك حاجة ماسة بالنسبة للولايات المتحدة للتورط في حروب أهلية بعيدة.
وقد ذكر البيت الأبيض أن لا بد أن تتم معاقبة النظام السوري على مجزرة الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً، بالإضافة إلى حاجة الولايات المتحدة حماية الأمن الدولي وحماية حلفائها مثل إسرائيل وتركيا والأردن. ومن جانبه حمل النظام السوري المعارضة مسئولية استخدام الأسلحة الكيميائية.