الاونكتاد تحذر من المبالغة في الاعتماد على التصدير للخروج من الازمة
القاهرة (رويترز) - حذرت منظمة مؤتمر الامم المتحدة للتجارة والتنمية (الاونكتاد) يوم الثلاثاء من المبالغة في الاعتماد على التوسع في الصادرات كوسيلة للخروج من حالة الركود والازمة الاقتصادية العالمية وقالت ان الاعتماد على التصدير سيواجه عوائق متزايدة مع توقف طفرة الاستهلاك الممول بالديون في الولايات المتحدة.
وقالت المنظمة في تقريرها السنوي الذي صدر يوم الثلاثاء بعنوان "العمالة والعولمة والتنمية" ان الاقتصاد الامريكي لن يقوم بعد اليوم بدور المحرك لحفز نمو الاقتصاد العالمي وانه "لا الصين ولا منطقة اليورو ولا اليابان ستقوم بهذا الدور في المستقبل المنظور."
واضاف التقرير انه "من غير المرجح ايضا ان تقفز بلدان اخرى لتحمل هذا الدور."
وقالت ماجدة قنديل مديرة المركز المصري للدراسات الاقتصادية بالقاهرة لدى عرضها التقرير في معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية المصرية ان "التركيز على الصادرات يعني وضع العبء على الاخرين" للخروج من الازمة وانه لابد من ايجاد توازن بين الطلب المحلي والتوجه نحو التصدير.
ودعا التقرير الى اعطاء "المزيد من الاهتمام لقوى النمو المحلية وخلق فرص العمل" خاصة وان الازمة المالية والاقتصادية "دفعت البطالة في العديد من البلدان الى اعلى مستويات لها على مدى الاربعين سنة الماضية."
وحذر التقرير من أن التنافس لتحقيق نجاحات في التصدير بالابقاء على تكاليف العمل في مستويات متدنية سيؤدي الى "سباق نحو القاع" في الاجور.
وأكدت ماجدة قنديل على ضرورة الاهتمام برفع الاجور بشكل يرتبط بزيادة الانتاجية وليس من خلال زيادات وهمية كما يحدث في القطاع الحكومي في بعض البلدان. وقالت ان زيادة الاجور تلعب دورا مهما في الدورة الاقتصادية للنمو وزيادة الاستثمار.
واشارت الى ان مشكلة النمو الاقتصادي في بلد مثل مصر تكمن في ان القيمة المضافة ترتبط بالربحية وليس بالانتاجية من خلال "تبادل اصول تشكل ربحية عالية لفئة محدودة" كما يحدث في قطاع العقارات مثلا.
وحذر التقرير دول العالم من التخلي عن سياسات التحفيز المالي قبل الاوان كوسيلة لكسب ثقة اسواق المال. وتوقع هبوط معدلات النمو مرة اخرى العام القادم في معظم البلدان "مع تلاشي تدابير الحفز المالي شيئا فشيئا واستمرار اوجه القصور التنظيمية مثل عدم كفاية تنظيم الاسواق المالية واختلالات الحسابات الجارية العالمية."
وأكد التقرير ضرورة التضامن بين دول العالم لتعزيز الانتعاش وقال ان "عدم تنسيق السياسات على مستوى مجموعة العشرين يهدد بعودة هذه الاختلالات الى الظهور