قراءة اسبوعية في ازواج العملات
تحية وتقدير
بالرغم من الغموض المحدق بكافة عمليات المتاجرة بالسوق ، الا اننا معنيون بالحرص على ثبات الجأش والعودة للعقل ومحاولة التقليل قدر الامكان " مع صعوبة ذلك " من الضغوط النفسية التي يولدها السوق في ظل هذا الجو العالي من التذبذب وكسر وعدم احترام كافة التحليلات والمؤشرات الفنية والتقنية بمختلف انواعها ، قد نكون معنيين باللجوء الى تحليل ودراسة الفريمات الاكبر على الاقل حتى تنتهي الفترة الحالية نهاية هذا الشهر وفي ابعد الاحوال منتصف الشهر القادم ، وهنا لا بد من اخذ المعطيات التالية في الحسبان :
1- نهاية الشهر ، الاسبوع واليوم في التداول تشهد صراعا كبيرا لانها تمهد للفترة التالية .
2- ليس كل الدول معنية بارتفاع اسعار عملاتها ، فالدول المصدرة والتي تحرص على غلبة ميزان الصادرات عن الواردات ، معنية بانخفاض عملاتها لان من شأن ذلك حفز الانتاج المحلي ورفع كلفة الاستيراد ، وتشجيع الصادرات من خلال المنافسة بالسعر ومن هذه الدول على سبيل المثال اليابان المعروفة بكثرة تدخل البنك المركزي الياباني ضد الين ، وللتدليل على ذلك يستطيع المرشح المؤهل للفوز حاليا رفع قيمة الين باصدار تصريح من بعض كلمات " لن يتم زيادة التسيير النقدي ، وهذا ينطبق على بقية الدول المصدرة كل حسب خطته الاقتصادية ، وفي النقيض قد تكون امريكا والكثير من الدول الاخرى متضررة من انخفاض الدولار على وجه التحديد لما له من تأثير سلبي على شراء السلع وعلى رأسها النفط ، اذا يكون الحل الافضل هو بالتوازن السعري في نطاقات ومسارات مقبولة ، واي تجاوز لذلك سيستدعي تدخلا مباشرا من البنوك المركزية وحكومات الدول ، والتي حتى الان تسعى للتاثير على السوق من خلال التصريحات والاجتماعات والتقارير .... الخ ، وهي ان ليس كلها معظمها غير بريء القصد .
3- الحجر الاساس بعد كل ذلك هم المتداولون بمختلف شرائحهم " الكبار ، المتوسطون والصغار " اذا ان كل ما يحدث في السوق هو نتاج ما يقومون به من بيع وشراء ، وانا ادعي ان بعض كبار المتداوليين ان ليس معظمهم يرتبطون بشراكات وتحالفات مع اقتصاديين وسياسيين وقد لا يخلو الامر من دفع الرشاوي وغيرها ، هذا يقودنا الى اننا يجب ان نتوقع من كبار المتداولين في نهاية العام اغلاق معظم الصفقات المتوسطة والطويلة لاغراض الميزانيات ، هذا يستدعي سحب كثير من السيولة من السوق وقد يكون قبل الدخول في عطلة الاعياد ، فماذا يفعل هؤلاء المتداولون ، يرفعون وينزلون السعر لغرض اقفال الصفقات بدون خسائر على الاقل ان لم يكن بتحقيق ارباح طائلة ، وهذا يفسر السلوك الشاذ في هذه الفترة اذ يشتري البعض من قمم ويبيع من قيعان وهو سلوك مغامر الى حد كبير لولا الثقة المفرطة بالسيطرة على السوق .
*- اذا اين نحن ، الاسبوع القادم تدخل الاسواق في عطلة اعياد الميلاد وقد نرى سيولة منخفضة في السوق ورتابة في تحرك الاسعار ، اذ اعتقد ان المتداولين الكبار والدول في معظمهم قد اوشكوا على اقفال صفقاتهم المطلوبة وتموضعو للفترة القادمة من خلال صفقات جديدة ستتضح تباعاً.
اولا : اليورو : اتوقع ان يشهد انخفاضا قريبا اذ ان الاستمرار في الزخم الصاعد لن يكون ممكنا الا اذ تم انضمام المتداوليين المتوسطون والصغار الى حملة الشراء ، وهو ما استبعده لما له من مخاطر كبيرة قد تحد من ذلك ، وانخفاض اليورو هو احتمال قائم بنسبة تزيد عن 60% مقابل ارتفاعه على الاقل ، واذا تم ذلك قد يعود التوازن الى السوق قبل نهاية العام ، وهذا ما حدث العام الماضي مع الاشارة الى ان اليورو اغلق العام الماضي عند 1.2945 وقد يتكرر ذلك هذا العام تبعا للسيناريو المشار اليه .
ثانيا : الدولار : انخفاض الدولار بشكل كبير له تداعيات عالمية خطيرة ، واولها ارتفاع النفط - ونحن دخلنا الشتاء - وباقي السلع الاساسية ، وهو ما قد يحدث اضطرابات اجتماعية في غير مكان من العالم ، لذا من المتوقع ان يتم السيطرة على الدولار تجنباً لذلك ، الا اذا كانت النية احداث اكبر ضرر ممكن في اقتصاديات الدول الصغيرة والنامية ناهيك عن اوروبا نفسها التي تعاني اكثر الدول من انخفاض الدولار لانه يدعم الاقتصاديات الشرق اسيوية " اليابان والصين وغيرها كيف ذلك ؟ من المعروف العجز الاقتصادي الكبير الذي تعاني منه اوروبا وحاجتها الماسة الى زيادة الصادرات مقابل العجز التجاري الذي تعاني منه معظم دول اوروبا ، قد يكون ارتفاع اليورو مخدرا للشعوب الاوربية التي تعاني ضيقا شديدا وارتفاع اليورو يحسن مستوياتها المعيشية لكنه من جهة اخرى يحمل اخطارا اقتصادية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى على الاقتصاديات الاوربية ومن ثم يتناقض مع سياسات التقشف والتنمية المزمع العمل بها ، اذا المنطق يقوم بثبات الدولار عند مستوياته المتوسطة 80 .
ثالثا : اليابان اغلق الين مقابل الدولار العام الماضي عن 77 ، وهو مرتفع جدا هذا العام واعلى من متوسطاته الشهرية لعامين بحوالي 400 نقطة ، هل هذا كافي لليابان ، المزيد من انخفاض الين قد يأتي بنتائج عكسية وخاصة اجتماعية ، قد لاترغب فيه اليابان التي تسعى للاستقرار ناهيك عن تطلع المرشح الجديد لتحقيق نجاحات اقتصادية ملموسة سريعا لحشد اكبر قدر ممكن من التاييد .
ارجو ان يكون ذلك مفيدا نوعا ما لكم وتقبلوا تحياتي
وبالتوفيق للجميع