ارتفاع قيمة الين الياباني تؤثر بالسلب على أداء مؤشر أسعار المستهلكين في حين تشهد معدلات البطالة بعض التحسن
معدلات البطالة في اليابان تراجعت بعكس التوقعات للمرة الأولى منذ ستة أشهر خلال شهر تموز حيث أضافت الشركات اليابانية المزيد من الوظائف. أما عن مؤشر أسعار المستهلكين فقد عمق من انخفاضه إلى أدنى مستوى له في 17 شهراً مع تراجع الأداء الاقتصادي و ارتفاع مستويات الين الياباني.
صدر اليوم عن الاقتصاد الياباني بيانات عن معدل البطالة خلال شهر تموز لتأتي القراءة الفعلية و تظهر ارتفاعاً بنسبة 5.2% بعد أن كانت القراءة السابقة مرتفعة بنسبة 5.3% و كانت التوقعات بمثل قيمة القراءة السابقة.
يأتي هذا التحسن في معدلات البطالة كنتيجة للمحاولات التي تقوم بها الحكومة اليابانية بقيادة رئيس الوزراء ناتو كان لدعم الاقتصاد عن طريق فرض خطط تحفيز جديدة لتجنيب الاقتصاد تداعيات الارتفاع الكبير في قيمة الين مقابل العملات الأخرى حيث وصل الين إلى أعلى مستوى له في 15 عام مقابل الدولار.
ارتفاع الين الياباني ليس بالخبر الجيد بالنسبة للشركات اليابانية التي ستواجه تراجعا في صادراتها، و في نفس الوقت تواجه انخفاض في الإنفاق و الطلب المحلي الأمر الذي قد يدفعها إلى تخفيض عمليات التوسع الرأسمالي لديها. و لكن أداء الشركات خلال النصف الأول من هذا العام يدل أن الشركات قد استطاعت أن تتعامل بشكل أو بآخر مع ارتفاع قيمة الين الياباني، وهو ما يعد بصيص أمل ضعيف بالنسبة لقطاع العمالة الذي قد يشهد تحسناً و لكنه بطيء نسبيا و سيحدث بشكل تدريجي.
أما عن مؤشر أسعار المستهلكين السنوي خلال شهر تموز فجاءت قراءته الفعلية لتظهر انخفاض بنسبة 0.9% موافقاً للتوقعات و لكنه أقل من القراءة السابقة المنخفضة بنسبة 0.7%. في حين أظهر مؤشر أسعار المستهلكين الجوهري السنوي انخفاضاً بنسبة 1.5% موافقاً لكل من التوقعات و القراءة السابقة.
الانخفاض في أسعار المستهلكين يأتي بشكل رئيسي بسبب التراجع في أداء الاقتصاد الياباني، فقد عانى الاقتصاد خلال الربع الثاني من هذا العام انخفاضا في الإنفاق المحلي إلى جانب تراجع الصادرات الأمر الذي دفع الشركات اليابانية إلى تخفيض توقعاتها للنمو خلال النصف الثاني من العام لينعكس هذا على مستويات الأسعار.
التزايد المستمر في قيمة الين الياباني جعلت أسعار المخزونات عند أدنى مستوياتها منذ 16 شهر ليزيد هذا من الضغط على مؤشر أسعار المستهلكين. بالرغم من الانخفاض المتوقع في أسعار المستهلكين إلا التوقعات تفيد أن تعمق الانكماش التضخمي سيشهد بعض التباطؤ.
الضغوط تتزايد على كل من البنك المركزي الياباني و الحكومة اليابانية للبحث عن طرق جديدة لمواجهة ارتفاع قيمة الين الياباني و حماية الصادرات من هذا الارتفاع الكبير. قرر صانعي السياسة النقدية خلال اجتماع البنك المركزي الماضي عدم زيادة البرامج المالية الحالية و الانتظار لمراقبة التطورات في أسعار صرف العملة الياباني و أثر ذلك على الأداء الاقتصادي.
هذا و خرج وزير المالية الياباني بتصريحات خلال الأسبوع تفيد إلى أن البنك سيتدخل بإجراءات مناسبة للعمل على إيقاف الارتفاع المتواصل للين الياباني، حيث قد يقوم البنك المركزي بتخفيف السياسة النقدية لمساعد الاقتصاد و دعم الصادرات من الأثر السلبي المترتب على ارتفاع مستويات الين الياباني.
الين الياباني أصبح هو الملاذ الآمن بين العملات في أسواق الفوركس، فمع المخاوف الناتجة عن ضعف التعافي الاقتصادي العالمي يخبئ المستثمرين أموالهم في الين باعتباره العملة صاحبة أقل عائد و أقل مخاطرة.
و لكن هناك حقيقة علينا أن لا نغفلها و هي أنه في حالة تدخل البنك الياباني لخفض قيمة الين الياباني، لن يكون التأثير كبيرا على العملة أو بمعنى آخر لن يضعف هذا العملة إلى مستويات متدنية للغاية مقابل العملات الأخرى، فكما أشرنا سابقاً الين هو الملاذ الآمن في أسواق الفوركس وسيبقى كذلك، لذا فمع تدخل البنك المركزي الياباني بخفض قيمة العملة لن تصل إلى المستويات التي يتمناها البنك.