مستثمرون صينيون يبدون اهتماما متزايدا تجاه المجال الزراعي في أستراليا
ارتفعت مساحة الأراضي الزراعية المملوكة من قبل مستثمرين صينيين في أستراليا إلى ما يزيد عن 3 ملايين هكتار، وذلك مع إبداء أعداد متزايدة من المستثمرين الصينيين اهتمامهم في المجال الزراعي هناك.
وأدت موجة من مبيعات أراض كبيرة في الأشهر الأخيرة، ومعظمها في غرب أستراليا، إلى تجاوز مساحة الأراضي الزراعية الأسترالية المملوكة من قبل مستثمرين صينيين لأكثر من 3 ملايين هكتار، أي أكثر من ضعفي الرقم الذي أعلن عنه مكتب الضرائب الأسترالي في يونيو الماضي، وهو 1.46 مليون هكتار.
وتمثل اثنتان من أكبر الملكيات، وهما مزرعة وولوغورانغ وينتورث، التي تبلغ مساحتها 705 آلاف هكتار، وتقع على الحدود بين كوينزلاند والإقليم الشمالي، ومزرعة بلفور داونز وواندانيا، التي تبلغ مساحتها 639500 هكتار، وتقع في غرب أستراليا، والمملوكتان من قبل مستثمرين صينيين، قرابة إجمالي الـ 1.46 مليون هكتار، التي يتضمنها سجل مكتب الضرائب الأسترالي.
وتعود الزيادة الكبيرة في مساحة الأراضي الأسترالية المملوكة من قبل مستثمرين صينيين منذ شهر يونيو الماضي بدرجة كبيرة إلى شركة شانغهاي زينيث، وهي الذراع الأسترالية لشركة (سي آر إي دي شانغهاي) الصينية للتطوير العقاري.
إذ قامت شانغهاي زينيث منذ يونيو الماضي بتسويات لعمليتي شراء مزرعة ماونت إليزابيث للمواشي، والتي تبلغ مساحتها 200 ألف هيكتار، ومزرعة ياكا مونغا، البالغة مساحتها 189 ألف هكتار، وكلتاهما في غرب أستراليا.
كما حصلت شركة التطوير العقاري على موافقة مجلس مراجعة الاستثمارات الأجنبية في أستراليا لشراء أكثر من 400 ألف هكتار من الأراضي الرعوية في منطقة غولد فيلدز في غرب أستراليا وهي جزء من مسعى، يرجح أن يكتب له النجاح، تقدمت به جينا راينهارت، أغنى امرأة في أستراليا، لشراء شركة "إس كيدمان وشركاه"، وهي أكبر شبكة من مزارع الماشية في البلاد.
فيما اشترت "شنغهاي تشونغ فو"، وهي شركة تطوير عقاري منافسة، مزرعة كارلتون هيل، التي تبلغ مساحتها 476 ألف هكتار في غرب أستراليا مقابل 75 مليون دولار أمريكي.
وقال داني توماس، المدير الإقليمي للأعمال الزراعية في شركة (سي بي آر إي) العقارية للاستشارات، إن الطفرة في الاستثمارات الصينية في أستراليا يعكس اهتمام المستثمرين الأجانب في جميع أنحاء العالم.
وأضاف توماس لخدمة ((فايرفاكس)) الإعلامية اليوم (الاثنين) "لم أر السوق نشطة مثلما هي عليه الآن طوال حياتي المهنية".
وجاءت الأرقام التي تبين حجم الملكية العائدة لمستثمرين صينيين في وقت وجدت دراسة شملت أغنياء صينيين أن العديد منهم يخططون لضخ الملايين من الدولارات في سوق العقارات الأسترالية.
ووجدت مجلة ((هورون ريبورت))، في عددها الصادر اليوم (الاثنين)، أن 800 ألف صيني ممن تبلغ ثرواتهم أكثر من 1.5 مليون دولار أمريكي، يعتزمون الاستثمار في الخارج، وسط تزايد شعبية الاستثمار في العقارات الموجودة في سيدني وملبورن.
وقال روبيرت هوغورف، كبير الباحثين في ((هورون ريبورت))، وهي مجلة شهرية تشتهر بإعدادها "قائمة أغنياء الصين"، وهو تصنيف لأغنى الأشخاص في الصين، إن انخفاض قيمة اليوان مسؤول بصورة جزئية عن تدفق رؤوس الأموال من الصين إلى سوق العقارات الأسترالية.
وأضاف أنه "بغرض الهجرة أو لشراء منزل، فإن أستراليا ما تزال تحظى بشعبية واسعة، إذ أن سيدني وملبورن ما تزالان تتمتعان بشعبية كبيرة للغاية".
وتابع أنه "يوجد في الصين حاليا 1340000 من الأفراد ذوي الدخول الصافية المرتفعة، حيث يُعرف بأن كل فرد منهم يمتلك 1.5 مليون دولار أمريكي، وهذا يعني إننا ننظر إلى عدد ضخم يصل إلى 800 ألف من الأفراد، الذين يرغبون في شراء ممتلكات في الخارج على مدى السنوات الثلاث المقبلة".