6 أشياء ستصدم الاسواق جراء رفع الفائدة المتتالي من قبل الاحتياطى الفيدرالى
يبدو الآن شبه مؤكد أن الأسبوع المقبل سوف يقوم مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع أسعار الفائدة للمرة الثالثة خلال الثلاثة أعوام الاخيرة, بعد ان قام الفيدرالى برفع الفائدة فى ديسمبر الماضي وقبل الماضي, والتي من شأنها أن تكون الخطوة الأولى على طريق واضح نحو رفع اسعار الفئدة ما بين الى 3% الى 4% على المدى الطويل طبقا لمخططات وتوقعات الفيدرالي
علما بأن هذا القرار الذي سيتخذه الفيدرالى لن يؤثر على الولايات المتحدة فقط لأن الدولار الامريكي هو متغير رئيسي للاقتصاد العالمي بأسره
وهنا نعدد تأثير ارتفاع معدلات الفائده الامريكية من قبل الاحتياطي الفيدرالي
-التضخم سيبدأ بالزيادة مرة أخرى
-الاستثمار سيقل لأن القروض قصيرة الأجل تتأثر فوراً بتغيرات معدلات الفائدة, حيث تتراوح حساسية المشاريع التجارية على تغيرات معدلات الفائدة طبقاً لهيكلية ديونها
-ارتفاع اسعار الفائدة تشجع على الادخار وعدم تحريك رؤوس الاموال
-انسحاب السيولة من أسواق الأسهم فى ظل عائد أفضل على الادخار يمكن الحصول عليه فى اى وقت ونسبة مخاطرة تكاد تكون معدومة
-وبالطبع رفع الفائدة يضر الدولة التى تكون مصدرة مثل الولايات الأمريكية , و يعترف الفيدرالي بهذه المخاطر, إلا أنه يثق في الأسس القوية للاقتصاد الأمريكي بالنظر إلى الوضع الصحي للاستهلاك الخاص وتعافي سوق المنازل
-انخفاض أسعار الذهب عالميا نتيجة للعلاقة العكسية بين الدولار والذهب والتى بدأت من الان تسعر هذا الرفع للفائدة
-انخفاض اسعار النفط والتى بدأت هي الاخرى بالتسعيير خلال هذا الاسبوع
-تتخذ البنوك المركزية في دول الخليج العربية خصوصا خطوات مماثلة لخطوات البنك المركزي الأميركي نظرا لارتباط عملاتها بالدولار الأمريكي
-رفع الفائدة الأمريكية يترتب عليها ارتفاع الدولار, مما يجعل بناء الاحتياطيات الأجنبية صعبا على عدد من البنوك المركزية الأخرى
ويرى المتداولون الآن أن فرصة رفع معدلات الفائد من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي في اجتماعه الأسبوع المقبل أصبحت أكثر من 50% , حيث أنها ليست محسومة تماما للرفع , لكنها قريبة جدا جدا من ذلك, فالاقتصاد الامريكي ينمو بمعدل محترم , وسوق الأسهم فى قمة ازدهاره (حتى الآن على الأقل) بعد انتخاب واحد من الرؤساء الأعجب في تاريخ البلاد وهو الرئيس الحالى دونالد ترامب , وبالتالى فمن المنطقي أن نرى أرتفاع تدريجى لمعدلات الفائدة كما نوه الفيدرالى على ذلك فى أكثر من مناسبة, خصوصا اذا جاءت بيانات الوظائف الامريكية اليوم بنتائج ايجابية
لكن ان رفع الفائدة الامريكية ربع نقطة أساس من 0.5% الى 0.75% لن تفعل الكثير من الضرر, فما الذى ممكن ان يحدث اذا رأينا تدفق مستمر من الفيدرالى لرفع أسعار الفائدة و حتى نصل الى النطاق المستهدف وهو 3%:4% كما يزعمون
فكيف سيكون تأثير هذا في بقية العالم؟
أولا: سيشكل نهاية لحقبة من الزمن ذات الفوائد المنخفضة , حيث يعتبر معدل الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأكثر أهمية في العالم , ومعيارا لسعر الفائدة على كل الأصول المالية الأخرى. إذا كان ذلك يعود إلى وضعها الطبيعي, وسوف تبدأ أسعار أى شئ في التحول أيضا , على الرغم من عدم قدرة اليابان ومنطقة اليورو اللحاق بالركب وستبقى الفوائد منخفضة لفترة أطول في هاتين المنطقتين
لكن في أماكن أخرى ستبدأ حتما في الارتفاع, على سبيل المثال المملكة المتحدة وربما سويسرا والسويد والنرويج وكذلك كندا وأستراليا
الأهم من ذلك، فإن السعر من ديون الشركات تذهب أيضا.
ثانيا: ان يجهز الجميع العدة استعدادا للتضخم الذى لم يتوقعة الغالبية بعد رفع الفائدة,حيث ان معدلات فائدة تقترب من الصفر ولدت الانكماش وليس التضخم , حيث ان التضخم المعبأ فى زجاجات لسنوات عديدة قد يبدأ في الظهور من جديد وعلى المدى القصير, التي قد تكون في واقع الأمر جيده, ولكن إذا ظهرت علامات الخروج عن نطاق السيطرة ستكون هناك مشاكل حقيقية في المستقبل
ثالثا: نتوقع ارتفاع معدلات الادخار مع ارتفاع أسعار الفائدة والعودة الى وضعها الطبيعى عندما يجد الناس عائد حقيقي معقول الى حد ما يأتى من البنوك فى حالة الادخار , وبالتالي سيبدأون فى الاتجاه الى البنوك وتوفير اموالهم بدون مخاطر من الاستثمارات ذات المخاطر المرتفعة,خصوصا فى دول العالم المتقدم
على سبيل المثال فى المملكة المتحدة انخفضت نسبة المدخرات الى 5.5% , أقل بكثير من معدل . وهو تقريبا 8.5% , ونفس الشيء سيكون الحقيقية لمعظم الاقتصادات المتقدمة الأخرى, ستتجه الاموال الى القطاع المصرفي والمالي الذي كان محروم من هذه الأموال ,لكن ذلك سيكون سيئا لسياسة الاقتراض, التى ازدهرت في قترات معدلات الفائدة المنخفضة جدا
رابعا: نتوقع ضغوط ميزانية ضخمة على الحكومات, بعد الأزمة العالمية ارتفع العجز في الميزانيات لدول كثيرة وخرج عن نطاق السيطرة وارتفعت نسب الديون, على سبيل المثال فى المملكة المتحدة ارتفعت نسبة الدين إلى الناتج المحلي الإجمالي إلى 81%
حيث لا يعد رفع معدلات الفائدة الأمريكية أمراً ساراً لمعظم الدول لاسيما أنها تعيق النمو الاقتصادي عبر تراجع الاستهلاك والاستثمار
خامسا: دائمًا ما تسبب قوة الدولار الصداع لعملات الدول العالمية وخصوصًا التي تعتمد على توافد الاستثمارات الاجنبية والعملة الصعبة إليها، ومن بين هذه العملات التى تتأثر بقوة هو اليوان الصيني ,فالصين دفعت خلال الثلاث سنوات الماضية حوالى نحو 800 مليار دولار حسب تقديرات مصرف مورغان ستانلي الاستثماري لدعم سعر صرف اليوان والحفاظ على نطاق ذبذبة ثابت مقابل الدولار
عمليًا الصين تعد من الاقتصادات الناشئة استفادت بشكل كبير من دخول رأس المال الأجنبي إليها في دعم الاستثمارات والدفع في معدلات النمو الأعلى على مستوى العالم حتى باتت محرك النمو العالمي, ونزوح المال الأجنبي من الصين سيسبب ضعفًا في اقتصادها يؤدي إلى تباطؤ النمو
وخلال الفترة التي تلت الأزمة المالية العالمية 2008 خفض الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة على الدولار لتصبح نحو 0% منذ عامين حيث استفادت كل الدول ذات الاقتصادات الناشئة ومن بينها الصين حيث باتت تتربع في ثاني أكبر اقتصاد على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة ويعد معدل النمو الصيني المرتفع من أهم أسباب تماسك الاقتصاد العالمي بعد الأزمة المالية
لذا فإن رفع الفائدة المتتالى من قبل الفيدرالى سيسبب صداع على الصين ويجعلها في سباق لمجاراة الدولار, وإلا فإن هناك مخاوف حقيقية من حدوث كارثة اقتصادية قد تحل بسوق المال كما حدث بعد رفع الفائدة الأمريكية لأول مرة في ديسمبر عام 2015
سادسا: وأخيرا نتوقع حربا تجارية بين الولايات المتحدة وأوروبا , فحتما سنرى ارتفاع حاد في قيمة الدولار وخاصة مقابل اليورو, لذا سيحدث فجوة بين الولايات المتحدة ومنطقة اليورو بسبب السياسات المختلفة بينهم مما قد يدفع زوج اليورو دولار للوصول الى الواحد الصحيح وربما أقل من مستوى التعادل مع الدولار
فلماذا يريد شخص الحصول على الصفر فائددة على أمواله فى أوربا أو حتى معدلات فائدة بالسالب أيضا سلبية أيضا , في حين يمكنه كسب 4% في الولايات المتحدة؟
وبدأت الاسواق من الاسبوع الحالى بتسعير رفع الفائدة واعتقد ستستمر الاسبوع القادم وسوف تكون رحلة طويلة قبل أن تعود إلى هذه المستويات مرة أخرى
فى انتظار ارائكم اعضاء ارابيا الكرام