اوبك تتوقع ارتفاع الطلب على النفط لكن مع حاجة أقل إلي نفطها
لندن (رويترز) - قد يعود الطلب العالمي على النفط في العام القادم إلي مستويات لم يسجلها منذ 2007 اذ ينتعش استهلاك الوقود بفضل التعافي من أسوأ ركود في عقود لكن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لا تعتزم ضخ طاقة انتاجية اضافية اذ أن ارتفاع الانتاج خارج المنظمة يقيد الطلب على نفطها.
وضمت المنظمة في تقرير سنوي صدر يوم الخميس صوتها الي الاصوات المطالبة بالتنظيم وذلك بعد يوم من اعلان الولايات المتحدة جولة جديدة من التيسير الكمي مما أثار احتمالات لمزيد من التراجع للدولار وتدفق موجات من الاموال الرخيصة الي جميع فئات الاصول.
وقالت المنظمة في تقريرها "بينما تبددت بعض الشيء المخاوف من التقلبات الشديدة للاسعار ودور المضاربات في الاثني عشر شهرا المنصرمة أو نحو ذلك فمن الضروري ألا ننسى المستويات السعرية المفرطة التي شهدتها السوق في 2008."
وأضافت المنظمة في تقريرها لتوقعات الطلب العالمي على النفط أن نمو الطلب بواقع مليون برميل يوميا في 2010 كان اكثر من مثلي المتوقع في تقرير العام الماضي وانه سيرتفع 1.1 مليون برميل يوميا في العام القادم ليصبح مستوى الاستهلاك الاجمالي 86.6 مليون برميل يوميا.
وفي الاجل المتوسط حتى 2014 قالت أوبك ان الاستهلاك العالمي للنفط سيرتفع الى 89.9 مليون برميل يوميا بزيادة 5.4 مليون برميل يوميا عن 2009 ومعدلة بالارتفاع عن توقعاتها في تقرير العام الماضي البالغة 89.1 مليون برميل يوميا.
وفي الوقت نفسه تفترض أوبك أن تتحرك أسعار النفط في نطاق بين 75 و85 دولارا للبرميل حتى عام 2020 -وهو ما يقل عن أعلى مستوي في جلسة الخميس الذي سجل فوق 86 دولارا للبرميل- وقالت ان هناك الكثير من الغموض بما يبرر المزيد من التوسع في طاقتها الانتاجية.
وكتب عبد الله البدري الامين العام لاوبك في مقدمة التقرير الذي يقع في 281 صفحة "ينبغي أن تكون الاستثمارات الحالية كافية لتلبية كل من الطلب على نفط أوبك وتوفير حماية مريحة من الطاقة الاحتياطية التي تجاوزت بالفعل المستوى المرتفع للغاية عند ستة ملايين برميل يوميا."
وقال التقرير "تشكل مخاطر تراجع الطلب على نفط أوبك عاملا هاما مما يجعل ارتفاع مستويات الطاقة غير المستغلة يشكل قلقا حقيقيا."
وسترتفع الامدادات من خارج أوبك 2.2 مليون برميل يوميا في الفترة من 2009 الي 2014 بينما سيصل الطلب على نفط أوبك 30.6 مليون برميل يوميا فقط بحلول 2014 من 28.7 مليون برميل يوميا في 2009 وهو ما يقل عن توقعات العام الماضي.
وساهم الانتعاش الهش من الركود العالمي وضعف الطلب في الابقاء على أسعار الخام الامريكي الخفيف في نطاق بين 70-80 دولارا للبرميل معظم العام.
وصعد فوق هذا المستوى في الاسابيع التي سبقت الاعلان يوم الاربعاء عن المزيد من التيسير الكمي في السياسة النقدية في الولايات المتحدة مع تراجع الدولار.
ويؤدي ضعف الدولار الى جعل السلع الاولية المقومة بالدولار أرخص لكنه يخفض أيضا قيمة الايرادات النفطية لمنتجي النفط.
وفي هذا السياق قال علي النعيمي وزير النفط السعودي يوم الاثنين ان سعر النفط في نطاق 70-90 دولارا للبرميل مريح للمستهلكين في تحول من تصريح سابق للسعودية -أكبر مصدر للنفط في العالم- بأن نطاقا من 70 الي 80 دولارا للبرميل يعد مناسبا للمنتجين والمستهلكين.
ورغم ذلك قال مصدر خليجي رفيع يوم الخميس ان نطاقا 70-80 دولارا للبرميل لا يزال سعرا عادلا.
وتبدو السعودية وأوبك بشكل عام حريصتين على اظهار أنهما لا تضعان سعرا رسميا مستهدفا لكنهما توضحان أن الطاقة الانتاجية الاحتياطية يمكن أن تشكل مخاطرة مالية كبيرة.
وقالت أوبك "أظهر الانكماش في النشاط الاقتصادي مؤخرا وما صاحبه من انخفاض حاد في الطلب العالمي على النفط المخاوف بشان المخاطر المحيطة بزيادة أو نقص الاستثمارا