FX-Arabia

جديد المواضيع











الملاحظات

ارشيف مقالات الفوركس ارشيف يضم افضل مقالات تعليمية فى عالم الفوركس من اف اكس ارابيا



إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 02-02-2015, 12:41 PM   المشاركة رقم: 1
الكاتب
seragsamy
مشرف
الصورة الرمزية seragsamy

البيانات
تاريخ التسجيل: Jun 2010
رقم العضوية: 594
المشاركات: 12,657
بمعدل : 2.39 يوميا

الإتصالات
الحالة:
seragsamy غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : ارشيف مقالات الفوركس
افتراضي اليونان ... قصة الأزمة ...الجزء الثانى

اليونان ... قصة الأزمة ...الجزء الثانى

أزمة اليونان .. الشق السياسي
اليونان...ومستقبله في الاتحاد الاوروبي بعد فوز الحزب اليساري:
سادت أجواء التوتر بعد فوز الحزب اليساري سيريزا (Syriza) بقيادة أليكسيس تسيبراس Alexis Tsipras المعارض لسياسة التقشف، والذي وعد بعد فوزه بالانتخابات العامة بإنهاء خمس سنوات من الإهانة والألم التي مرت بها اليونان، إضافة إلى تعهده بإعادة التفاوض على خطة دولية واسعة النطاق، وانخفض هبوط سعر صرف اليورو إلى 1.11$ مقابل الدولار الأميركي وهو أقل مستوى في السنوات الاحدى عشر الماضية.
تجدر الإشارة إلى أنه ومنذ العام 2010، قد تقلص الناتج المحلي الإجمالي لليونان بحوالي الربع نتيجة لسياسة التقشف الصارمة في الميزانية تبعاً للمفاوضات مع ترويكا لبرنامج الإنقاذ الدولي في عام 2010 ، مقابل حصول اليونان على 240 مليار يورو (268 مليار دولار). ونتيجة لسياسة التقشف الصارمة تقلص الاقتصاد اليوناني بشكل كبير منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، وارتفعت معدلات البطالة وعانى العديد من اليونانيين من الفقر. وفي حين أن أغلبية الناخبين في اليونان رفضوا السياسة الأساسية للتعامل مع أزمة منطقة اليورو كما وضعتها بروكسل وألمانيا. هذا وتمثل ترويكا الجهات الآتية: الاتحاد الاوروبي، صندوق النقد الدولي (IMF)، والبنك المركزي الاوروبي (ECB).

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سعر صرف اليورو دولار –المصدر: Trading economics

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هيكلية دائني اليونان – المصدر: بي بي سي نقلا عن open Europe


احتمالات لقائات بروكسل وبرلين:
يهدف سيريزا من اللقاءات القادمة إلى إعادة التفاوض حول شطب أو إعادة جدولة ٢٤٠ مليار يورو من الديون المستحقة للدائنين الدوليين، وهنا نكون أمام خيارين:
أولهما هو فوز سيريزا بالمفاوضات القادمة مع دول الاتحاد، مما سيؤدي إلى الاتفاق على شطب أو إعادة جدولة قسم كبير من الدين العام والتقليل من سياسات التقشف، بالتالي تحقق أهم وعود الحزب. الجدير بالذكر أن فوز سيريزا بالمفاوضات سيعطي فرصة أكبر لكافة الأحزاب المناهضة لسياسة التقشف في أوروبا للفوز في الانتخابات القادمة. ثاني الاحتمالات هو خسارة سيريزا في مفاوضاته القادمة، وفي هذا الحالة سوف يصبح خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي مطروحاً على الطاولة، لكن الاحتمال الأسوء الذي قد يحصل هو سحب المستثمرين لأموالهم من كل منطقة اليورو بسبب صعود الاحزاب القومية إلى الحكم.
رفض قادة منطقة اليورو مطالب تخفيف عبء الديون اليونانية:
اهتم قادة منطقة اليورو بمطالب سيريزا لتخفيف عبء الديون الحكومة، كما ألمحوا لإمكانية عمل تسوية وإعطاء أثينا المزيد من الوقت لتسديد ديونها، لكنهم في المقابل أشاروا إلى عدم إمكانية شطب ديون اليونان. على الرغم من أن إعادة هيكلة ديون اليونان سوف ينظر إليه على أنه انتصار لحكومة أليكسيس تسيبراس الجديدة، لكن فكرة تمديد آجال الاستحقاق على قروض الإنقاذ الاستثنائية التي ساهم بها شركاء اليونان في منطقة اليورو مقترحة منذ أكثر من عامين.
ففي نوفمبر من العام 2012، وعد الدائنون بالتخفيف من عبء الديون عندما حققت أثينا فائض أولي في الميزانية، مما يعني أنها حققت ايراد أكثر من انفاقها لمدة أكثر من عام.
هل ستغادر اليونان منطقة اليورو؟
ما احتمال أن يكون فوز زعيم الحزب أليكسيس تسيبراس، البالغ من العمر 41 عاماً، أحد أسباب انهيار منطقة اليورو؟
على الرغم من الذعر الظاهر في وسائل الاعلام، ولكن من الواضح أن غالبية ممثلي سيريزا يريدون تجنب خروج اليونان من منطقة العملة الموحدة اليورو، وذلك على الرغم من وجود بعض الأصوات المشككة بالاتحاد الاوروبي، إلا أنه لا يمكن أن تتسم القيادة بمعاداتها. جادلت فصائل مختلفة في نقاشات داخلية على تقديم العملة الوطنية الدراخما، ولكنها بقيت حتى الآن أقلية في الحزب. بدلاً من ذلك فقد أدلت القيادة بالعديد من التصريحات التي تفيد بأنه لا نية للخروج من منطقة اليورو. ولكنهم صرحوا أيضا أنهم ليسوا مستعدين على ابقاء اليونان تحت السياسة التقشفية الحالية، وبحال خروج اليونان من منطقة اليورو تحت قيادة سيريزا لن يكون بسبب رغبتهم ولكن لأنهم أُجبروا على ذلك.
وقد قدمت هذه التصريحات رسائل متناقضة لصالح سيريزا محلياً ودولياً. محلياً، ساهمت على تخفيف مخاوف الناخبين الساخطين من الطبقة الوسطى الذين يشككون بعودة الدراخما. بينما خارجياً، فإنه يشير إلى استعداد سيريزا على التفاوض مع الترويكا، حيث لا يتفق سيريزا مع مقرضين اليونان في جدول السياسات الاقتصادية التحررية الجديدة، ويكمن التحدي في إصرار ألمانيا على سياسة التقشف، لكنها أيضاُ على استعداد بتقديم تنازلات بشأن صفقة متبادلة المنفعة.
ماذا سيعني هذا بالنسبة إلى اوروبا؟
صرح سيريزا في خطابه السياسي عن الطموح لتغيير اوروبا وكذلك اليونان. قُدم لليونان دماً مالياً كبيراً من الحكومات وصرحت على أن اليونان حالة استثائية وبشروط محددة، رفض سيريزا قبول الاستثنائية اليونانية من الديون السيادية ويعد رفضه حركة سياسية ذكية. وبينما تتم مهاجمة عدم الكفاءة والفساد في الحزبين اللذان يديران اليونان منذ السبعينات، صاغ سيريزا مسألة الديون السيادية اليونانية كجزء من الادارة الاقتصادية الاوروبية، ومع ترويج عقد قمة بشأن مناقشة الديون. بهذه الطريقة فتح المجال السياسي ولقوى اوروبية سياسية أخرى لتغيير القوى الاقتصادية المهيمنة في الاتحاد الاوروبي.
هل سيستجيب الاتحاد الاوروبي؟ يمثل الإعلان عن تدابير التيسير الكمي الجديدة من البنك المركزي الأوروبي تغييراً في السياسة الاقتصادية، ووفقا للرئيس ماريو دراجي Mario Draghi ستعامل اليونان بشكل مختلف، كما أن أي مساعدة ستصاحبها شروط. سوف تكون الأمور في الأشهر المقبلة متوترة وغير مؤكدة، ولكن من المؤكد أن الأمور لن تبقى على حالها في السياسة اليونانية والاوروبية.
لماذا قد يشكل خروج اليونان كارثة بالنسبة لمنطقة اليورو؟
"أسوء كابوس يمكن أن يحصل لنا هو أن يسقط الاتحاد الأوروبي بسبب سقوط اليونان"
"إذا سقطت اليونان وخرجت من الاتحاد الأوروبي، فإن الاتحاد بأكلمه سوف ينهار، قلنا من البداية أن منطقة اليورو في خطر، ولكن الخطر ليس من سيريزا، وإنما من سياسات التقشف الشديدة"
اقليدس تساكالوتس – المتحدث الاقتصادي باسم الحكومة اليونانية
الديون:
السيناريو المتوقع في حال انفصال اليونان يقوم على إحياء عملتها التقليدية "الدراخما" مما يعني تحويل الرواتب والاسعار في اليونان من اليورو إلى الدراخما، مما يؤدي إلى خفض الأسعار وجعل الاقتصاد اليوناني أكثر منافسة. لكن المشكلة تظهر في الديون المقيمة باليورو، وبشكل خاص للمقرضين خارج اليونان. إذ أنه من الطبيعي أن يرفض المقرضين استرداد ديونهم بالدراخما الأقل قيمة، مما يعني أن تكلفة سداد تلك الديون ستصبح أكبر للمقترضين اليونانيين الذي عليهم سداد ديونهم باليورو بدلا من الدراخما ذات القيمة المنخفضة.
يتوقع أن يظهر تأثير الدومينو على الأرجح، من خلال إعادة تسوية ديون المقرضين غير اليونانين بعد تحول اليونان إلى الدراخما، إضافة إلى قيام العديد من الدعاوى القضائية بسبب الخلاف حول أي من العملتين يجب أن تستخدم في السداد، أو بسبب حالات تعثر المقترضين في سداد قروضهم. قد يجبر المقرضين على قبول تخفيض قيمة القروض المستحقة لهم والتي يجب على المقترضين سدادها. لكن في النهاية الأمر بغض النظر عما سيحدث فإن المتوقع أن يخسرالمقرضون الكثير من أموالهم، تماماً مثل ما حدث في أزمة الرهن العقاري الأميركي. ففي تلك الفترة خسرت بعض البنوك ما يكفي من الأموال لجعلها مضطربة، الأمر الذي أدى بتمدد هذا الاضطراب إلى بنوك أخرى، لأنهم جميعاً يدينون لبعضهم البعض.
هذا ليس بالسيناريو الجيد، ولكن على الأقل سيكون من الواضح كيف ستدار تلك الأزمة، اليونان ستترك منطقة اليورو، سيعاني اقتصادها لبضعة سنوات ثم يستقر مجدداً. ومع انفصال اليونان، ستعاني الكثير من البنوك من خسارات كبيرة بسبب الديون اليونانية، سيتعثر بعضها ، بينما يتم تبني البعض الآخر من قبل بنوك أخرى أقوى. وسيتعين على الحكومات إنقاذ أكبر الخاسرين، وسيعاد تشكيل النظام المصرفي من جديد.
إذا تعافى الاقتصاد اليوناني بسرعة، جميع دول اليورو المضطربة ستطلب الخروج من منطقة اليورو ايضاً.
من جانب آخر، فإن احتمالية خروج اليونان من منطقة اليورو واسترداد اقتصادها عافيته بسرعة غير متوقعة سيكون سببا لكارثة من نوع آخر.
تاريخياً، عانت كل من الأرجنتين وأيسلندا من انهيار عملتيهما، ولكن بعد عام أو عامين من المعاناة، استعادت كل منهما عافيتها، حتى صارتا بحال أفضل مما كانوا عليه قبل الأزمة. يشير المحللون إلى أن الأرجنتين وأيسلندا كانتا من كبار المصدرين للحبوب واللحم والأسماك. ونتيجة لانخفاض قيمة عملتهما ارتفعت صادراتهما بشكل كبير. في المقابل فإن اليونان، يمكنها الاستفادة من انتعاش مماثل في قطاع السياحة، إذ أن انخفاض 30% في سعر الصرف (على سبيل المثال)، سيجعل من قضاء عطلة في اليونان أفضل صفقة من سنوات.
ولكن السيء في ذلك هو ما قد يعنيه هذا للدول الأخرى في منطقة اليورو، إذ كيف يمكن للحكومة الإيطالية أن تقنع شعبها بحاجتها للضرائب المرتفعة جداً؟ وكيف يمكن للحكومة الاسبانية أن تفسر ارتفاع معدلات البطالة فيما إذا كانت اليونان بحال أفضل خارج منطقة اليورو؟ نتيجة لذلك فإن الاتحاد الأوروبي قد يتعرض لعواقب مالية أكبر عدة مرات من تلك الناتجة عن عن انفصال اليونان وحدها.
ختاما ياترى ما مدى أهمية هذا الفوز وتأثيره على أوروبا وبقية دول العالم؟ حيث أن التصريحات حول هذا الموضوع تترواح بين مخاوف كبيرة إزاء الآثار المترتبة على منطقة اليورو والاقتصاد العالمي، وبين دعم مبتهج لتجديد اليسار الاوروبي. لكن الأكيد هو أن سيريزا اليوم هي مركز الاهتمام السياسي في اوروبا.

للإطلاع على الجزء الأول

هنا



التوقيع

يمكنك الحصول علي أعلي ربح من الكاش باك الخاص بك أنت وأصدقائك عبر التسجيل في الرابط التالي


نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

عرض البوم صور seragsamy  
رد مع اقتباس


  #1  
قديم 02-02-2015, 12:41 PM
seragsamy seragsamy غير متواجد حالياً
مشرف
افتراضي اليونان ... قصة الأزمة ...الجزء الثانى

اليونان ... قصة الأزمة ...الجزء الثانى

أزمة اليونان .. الشق السياسي
اليونان...ومستقبله في الاتحاد الاوروبي بعد فوز الحزب اليساري:
سادت أجواء التوتر بعد فوز الحزب اليساري سيريزا (Syriza) بقيادة أليكسيس تسيبراس Alexis Tsipras المعارض لسياسة التقشف، والذي وعد بعد فوزه بالانتخابات العامة بإنهاء خمس سنوات من الإهانة والألم التي مرت بها اليونان، إضافة إلى تعهده بإعادة التفاوض على خطة دولية واسعة النطاق، وانخفض هبوط سعر صرف اليورو إلى 1.11$ مقابل الدولار الأميركي وهو أقل مستوى في السنوات الاحدى عشر الماضية.
تجدر الإشارة إلى أنه ومنذ العام 2010، قد تقلص الناتج المحلي الإجمالي لليونان بحوالي الربع نتيجة لسياسة التقشف الصارمة في الميزانية تبعاً للمفاوضات مع ترويكا لبرنامج الإنقاذ الدولي في عام 2010 ، مقابل حصول اليونان على 240 مليار يورو (268 مليار دولار). ونتيجة لسياسة التقشف الصارمة تقلص الاقتصاد اليوناني بشكل كبير منذ الأزمة المالية العالمية عام 2008، وارتفعت معدلات البطالة وعانى العديد من اليونانيين من الفقر. وفي حين أن أغلبية الناخبين في اليونان رفضوا السياسة الأساسية للتعامل مع أزمة منطقة اليورو كما وضعتها بروكسل وألمانيا. هذا وتمثل ترويكا الجهات الآتية: الاتحاد الاوروبي، صندوق النقد الدولي (IMF)، والبنك المركزي الاوروبي (ECB).

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
سعر صرف اليورو دولار –المصدر: Trading economics

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
هيكلية دائني اليونان – المصدر: بي بي سي نقلا عن open Europe


احتمالات لقائات بروكسل وبرلين:
يهدف سيريزا من اللقاءات القادمة إلى إعادة التفاوض حول شطب أو إعادة جدولة ٢٤٠ مليار يورو من الديون المستحقة للدائنين الدوليين، وهنا نكون أمام خيارين:
أولهما هو فوز سيريزا بالمفاوضات القادمة مع دول الاتحاد، مما سيؤدي إلى الاتفاق على شطب أو إعادة جدولة قسم كبير من الدين العام والتقليل من سياسات التقشف، بالتالي تحقق أهم وعود الحزب. الجدير بالذكر أن فوز سيريزا بالمفاوضات سيعطي فرصة أكبر لكافة الأحزاب المناهضة لسياسة التقشف في أوروبا للفوز في الانتخابات القادمة. ثاني الاحتمالات هو خسارة سيريزا في مفاوضاته القادمة، وفي هذا الحالة سوف يصبح خروج اليونان من الاتحاد الاوروبي مطروحاً على الطاولة، لكن الاحتمال الأسوء الذي قد يحصل هو سحب المستثمرين لأموالهم من كل منطقة اليورو بسبب صعود الاحزاب القومية إلى الحكم.
رفض قادة منطقة اليورو مطالب تخفيف عبء الديون اليونانية:
اهتم قادة منطقة اليورو بمطالب سيريزا لتخفيف عبء الديون الحكومة، كما ألمحوا لإمكانية عمل تسوية وإعطاء أثينا المزيد من الوقت لتسديد ديونها، لكنهم في المقابل أشاروا إلى عدم إمكانية شطب ديون اليونان. على الرغم من أن إعادة هيكلة ديون اليونان سوف ينظر إليه على أنه انتصار لحكومة أليكسيس تسيبراس الجديدة، لكن فكرة تمديد آجال الاستحقاق على قروض الإنقاذ الاستثنائية التي ساهم بها شركاء اليونان في منطقة اليورو مقترحة منذ أكثر من عامين.
ففي نوفمبر من العام 2012، وعد الدائنون بالتخفيف من عبء الديون عندما حققت أثينا فائض أولي في الميزانية، مما يعني أنها حققت ايراد أكثر من انفاقها لمدة أكثر من عام.
هل ستغادر اليونان منطقة اليورو؟
ما احتمال أن يكون فوز زعيم الحزب أليكسيس تسيبراس، البالغ من العمر 41 عاماً، أحد أسباب انهيار منطقة اليورو؟
على الرغم من الذعر الظاهر في وسائل الاعلام، ولكن من الواضح أن غالبية ممثلي سيريزا يريدون تجنب خروج اليونان من منطقة العملة الموحدة اليورو، وذلك على الرغم من وجود بعض الأصوات المشككة بالاتحاد الاوروبي، إلا أنه لا يمكن أن تتسم القيادة بمعاداتها. جادلت فصائل مختلفة في نقاشات داخلية على تقديم العملة الوطنية الدراخما، ولكنها بقيت حتى الآن أقلية في الحزب. بدلاً من ذلك فقد أدلت القيادة بالعديد من التصريحات التي تفيد بأنه لا نية للخروج من منطقة اليورو. ولكنهم صرحوا أيضا أنهم ليسوا مستعدين على ابقاء اليونان تحت السياسة التقشفية الحالية، وبحال خروج اليونان من منطقة اليورو تحت قيادة سيريزا لن يكون بسبب رغبتهم ولكن لأنهم أُجبروا على ذلك.
وقد قدمت هذه التصريحات رسائل متناقضة لصالح سيريزا محلياً ودولياً. محلياً، ساهمت على تخفيف مخاوف الناخبين الساخطين من الطبقة الوسطى الذين يشككون بعودة الدراخما. بينما خارجياً، فإنه يشير إلى استعداد سيريزا على التفاوض مع الترويكا، حيث لا يتفق سيريزا مع مقرضين اليونان في جدول السياسات الاقتصادية التحررية الجديدة، ويكمن التحدي في إصرار ألمانيا على سياسة التقشف، لكنها أيضاُ على استعداد بتقديم تنازلات بشأن صفقة متبادلة المنفعة.
ماذا سيعني هذا بالنسبة إلى اوروبا؟
صرح سيريزا في خطابه السياسي عن الطموح لتغيير اوروبا وكذلك اليونان. قُدم لليونان دماً مالياً كبيراً من الحكومات وصرحت على أن اليونان حالة استثائية وبشروط محددة، رفض سيريزا قبول الاستثنائية اليونانية من الديون السيادية ويعد رفضه حركة سياسية ذكية. وبينما تتم مهاجمة عدم الكفاءة والفساد في الحزبين اللذان يديران اليونان منذ السبعينات، صاغ سيريزا مسألة الديون السيادية اليونانية كجزء من الادارة الاقتصادية الاوروبية، ومع ترويج عقد قمة بشأن مناقشة الديون. بهذه الطريقة فتح المجال السياسي ولقوى اوروبية سياسية أخرى لتغيير القوى الاقتصادية المهيمنة في الاتحاد الاوروبي.
هل سيستجيب الاتحاد الاوروبي؟ يمثل الإعلان عن تدابير التيسير الكمي الجديدة من البنك المركزي الأوروبي تغييراً في السياسة الاقتصادية، ووفقا للرئيس ماريو دراجي Mario Draghi ستعامل اليونان بشكل مختلف، كما أن أي مساعدة ستصاحبها شروط. سوف تكون الأمور في الأشهر المقبلة متوترة وغير مؤكدة، ولكن من المؤكد أن الأمور لن تبقى على حالها في السياسة اليونانية والاوروبية.
لماذا قد يشكل خروج اليونان كارثة بالنسبة لمنطقة اليورو؟
"أسوء كابوس يمكن أن يحصل لنا هو أن يسقط الاتحاد الأوروبي بسبب سقوط اليونان"
"إذا سقطت اليونان وخرجت من الاتحاد الأوروبي، فإن الاتحاد بأكلمه سوف ينهار، قلنا من البداية أن منطقة اليورو في خطر، ولكن الخطر ليس من سيريزا، وإنما من سياسات التقشف الشديدة"
اقليدس تساكالوتس – المتحدث الاقتصادي باسم الحكومة اليونانية
الديون:
السيناريو المتوقع في حال انفصال اليونان يقوم على إحياء عملتها التقليدية "الدراخما" مما يعني تحويل الرواتب والاسعار في اليونان من اليورو إلى الدراخما، مما يؤدي إلى خفض الأسعار وجعل الاقتصاد اليوناني أكثر منافسة. لكن المشكلة تظهر في الديون المقيمة باليورو، وبشكل خاص للمقرضين خارج اليونان. إذ أنه من الطبيعي أن يرفض المقرضين استرداد ديونهم بالدراخما الأقل قيمة، مما يعني أن تكلفة سداد تلك الديون ستصبح أكبر للمقترضين اليونانيين الذي عليهم سداد ديونهم باليورو بدلا من الدراخما ذات القيمة المنخفضة.
يتوقع أن يظهر تأثير الدومينو على الأرجح، من خلال إعادة تسوية ديون المقرضين غير اليونانين بعد تحول اليونان إلى الدراخما، إضافة إلى قيام العديد من الدعاوى القضائية بسبب الخلاف حول أي من العملتين يجب أن تستخدم في السداد، أو بسبب حالات تعثر المقترضين في سداد قروضهم. قد يجبر المقرضين على قبول تخفيض قيمة القروض المستحقة لهم والتي يجب على المقترضين سدادها. لكن في النهاية الأمر بغض النظر عما سيحدث فإن المتوقع أن يخسرالمقرضون الكثير من أموالهم، تماماً مثل ما حدث في أزمة الرهن العقاري الأميركي. ففي تلك الفترة خسرت بعض البنوك ما يكفي من الأموال لجعلها مضطربة، الأمر الذي أدى بتمدد هذا الاضطراب إلى بنوك أخرى، لأنهم جميعاً يدينون لبعضهم البعض.
هذا ليس بالسيناريو الجيد، ولكن على الأقل سيكون من الواضح كيف ستدار تلك الأزمة، اليونان ستترك منطقة اليورو، سيعاني اقتصادها لبضعة سنوات ثم يستقر مجدداً. ومع انفصال اليونان، ستعاني الكثير من البنوك من خسارات كبيرة بسبب الديون اليونانية، سيتعثر بعضها ، بينما يتم تبني البعض الآخر من قبل بنوك أخرى أقوى. وسيتعين على الحكومات إنقاذ أكبر الخاسرين، وسيعاد تشكيل النظام المصرفي من جديد.
إذا تعافى الاقتصاد اليوناني بسرعة، جميع دول اليورو المضطربة ستطلب الخروج من منطقة اليورو ايضاً.
من جانب آخر، فإن احتمالية خروج اليونان من منطقة اليورو واسترداد اقتصادها عافيته بسرعة غير متوقعة سيكون سببا لكارثة من نوع آخر.
تاريخياً، عانت كل من الأرجنتين وأيسلندا من انهيار عملتيهما، ولكن بعد عام أو عامين من المعاناة، استعادت كل منهما عافيتها، حتى صارتا بحال أفضل مما كانوا عليه قبل الأزمة. يشير المحللون إلى أن الأرجنتين وأيسلندا كانتا من كبار المصدرين للحبوب واللحم والأسماك. ونتيجة لانخفاض قيمة عملتهما ارتفعت صادراتهما بشكل كبير. في المقابل فإن اليونان، يمكنها الاستفادة من انتعاش مماثل في قطاع السياحة، إذ أن انخفاض 30% في سعر الصرف (على سبيل المثال)، سيجعل من قضاء عطلة في اليونان أفضل صفقة من سنوات.
ولكن السيء في ذلك هو ما قد يعنيه هذا للدول الأخرى في منطقة اليورو، إذ كيف يمكن للحكومة الإيطالية أن تقنع شعبها بحاجتها للضرائب المرتفعة جداً؟ وكيف يمكن للحكومة الاسبانية أن تفسر ارتفاع معدلات البطالة فيما إذا كانت اليونان بحال أفضل خارج منطقة اليورو؟ نتيجة لذلك فإن الاتحاد الأوروبي قد يتعرض لعواقب مالية أكبر عدة مرات من تلك الناتجة عن عن انفصال اليونان وحدها.
ختاما ياترى ما مدى أهمية هذا الفوز وتأثيره على أوروبا وبقية دول العالم؟ حيث أن التصريحات حول هذا الموضوع تترواح بين مخاوف كبيرة إزاء الآثار المترتبة على منطقة اليورو والاقتصاد العالمي، وبين دعم مبتهج لتجديد اليسار الاوروبي. لكن الأكيد هو أن سيريزا اليوم هي مركز الاهتمام السياسي في اوروبا.

للإطلاع على الجزء الأول

هنا





رد مع اقتباس

قديم 07-02-2015, 02:58 PM   المشاركة رقم: 2
الكاتب
اسامة الجندي
عضو جديد

البيانات
تاريخ التسجيل: Dec 2013
رقم العضوية: 17731
المشاركات: 17
بمعدل : 0.00 يوميا

الإتصالات
الحالة:
اسامة الجندي غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : seragsamy المنتدى : ارشيف مقالات الفوركس
افتراضي رد: اليونان ... قصة الأزمة ...الجزء الثانى

أ/ سراج ... افضل مقال قرئتة عن الازمة حتي الان .. سواء من المواقع الاجنبية التي اتابعها باستمرار علي مدار الساعة .. او حتي المواقع العربية .. بالتوفيق والي الامام



عرض البوم صور اسامة الجندي  
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 07-02-2015, 02:58 PM
اسامة الجندي اسامة الجندي غير متواجد حالياً
عضو جديد
افتراضي رد: اليونان ... قصة الأزمة ...الجزء الثانى

أ/ سراج ... افضل مقال قرئتة عن الازمة حتي الان .. سواء من المواقع الاجنبية التي اتابعها باستمرار علي مدار الساعة .. او حتي المواقع العربية .. بالتوفيق والي الامام




رد مع اقتباس
قديم 03-03-2015, 01:53 AM   المشاركة رقم: 3
الكاتب
عزيز
عضو جديد
الصورة الرمزية عزيز

البيانات
تاريخ التسجيل: Dec 2011
رقم العضوية: 7237
العمر: 39
المشاركات: 124
بمعدل : 0.03 يوميا

الإتصالات
الحالة:
عزيز غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : seragsamy المنتدى : ارشيف مقالات الفوركس
افتراضي رد: اليونان ... قصة الأزمة ...الجزء الثانى

احلا لايك بلتوفيق



عرض البوم صور عزيز  
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03-03-2015, 01:53 AM
عزيز عزيز غير متواجد حالياً
عضو جديد
افتراضي رد: اليونان ... قصة الأزمة ...الجزء الثانى

احلا لايك بلتوفيق




رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...الجزء, الأزمة, التاني, اليونان


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة



الساعة الآن 05:13 AM



جميع الحقوق محفوظة الى اف اكس ارابيا www.fx-arabia.com

تحذير المخاطرة

التجارة بالعملات الأجنبية تتضمن علي قدر كبير من المخاطر ومن الممكن ألا تكون مناسبة لجميع المضاربين, إستعمال الرافعة المالية في التجاره يزيد من إحتمالات الخطورة و التعرض للخساره, عليك التأكد من قدرتك العلمية و الشخصية على التداول.

تنبيه هام

موقع اف اكس ارابيا هو موقع تعليمي خالص يهدف الي توعية المستثمر العربي مبادئ الاستثمار و التداول الناجح ولا يتحصل علي اي اموال مقابل ذلك ولا يقوم بادارة محافظ مالية وان ادارة الموقع غير مسؤولة عن اي استغلال من قبل اي شخص لاسمها وتحذر من ذلك.

اتصل بنا

البريد الإلكتروني للدعم الفنى : support@fx-arabia.com
جميع الحقوق محفوظة اف اكس ارابيا – احدى مواقع Inwestopedia Sp. Z O.O. للاستشارات و التدريب – جمهورية بولندا الإتحادية.
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024 , Designed by Fx-Arabia Team