رئيس مصر يقيل مدير المخابرات على خلفية ما حدث في سيناء .. هذا الخبر يعد أهم خبر في مصر الحديثة.. ربما يكون أهم حتى من قيام الثورة في مصر وأهم من انتخاب مرسي الاخواني نفسه على رأس مصر.!
في العادة أن الأمور في البلدان العربية تسير على نحو آخر غير هذا الذي حدث في مصر.. فالمتعارف عليه في البلدان العربية أنه عندما تحدث أزمة سياسية أو أمنية أو أية أزمة أخرى، فإن رئيس المخابرات هو الذي يقيل الرئيس وليس العكس.!
وعندما يحدث هذا في بلد عربي مثل مصر فذاك يعني أن هذا البلد دخل مرحلة جديدة أو عصرا جديدا لم يألفه العرب، وخاصة عرب الجمهوريات الملكية التي تسيّرها المخابرات وأجهزة الأمن المختلفة كما كانت الكنيسة تسيّر أقنان مزارع أروبا في القرون الوسطى؟!
عندنا مثلا البلاد تلتهب بفعل أزمة الكهرباء.. ولا يوجد مسؤول أمني أو غير أمني يمكن أن يصلح لأن يكون ''كبشا'' للأزمة!
حدودنا الغربية تمر بشتى أنواع المشاكل ولا أحد يقدم كمسؤول عما يحدث هناك.!
وحدودنا الجنوبية تعيش كارثة أمنية ولا يوجد من يتحمل المسؤولية أو يحمل المسؤولية.. فما بالك بأن يعاقب بالعزل كما حدث في مصر؟!
الخارجية على ما يرام والدبلوماسيون مختطفون منذ شهور.! ولا خبر عنهم أو عليهم! ومصالح الأمن تقول في الصحف بكل ''بجاحة'' ولا مسؤولية بأن خطفهم أضر بالمعلومات الأمنية للجزائر في المنطقة ولكن لا أحد حاسب أو حتى أنّب هؤلاء الذين تسببوا بالتقصير الأمني في هذه الكارثة؟!
سياسة اللاعقاب واللاحساب التي تعيشها الجزائر منذ سنوات هي التي أدت إلى هذا التدهور الخطير في الوضع العام للبلاد.. حتى بتنا لا نملك حتى وزراء أو حكومة أو رئيس يصلح لأن يكون كبش فداء للأزمة كما كان حال الشاذلي قبل سنوات؟ أو حال مساعدية أو حمروش أو عبد الحميد ابراهيمي عندما كانت البلاد تشبه الدولة! والنظام يشبه النظام!
مشكلة بلادنا هي وجود عقلية اللاحساب، وعقلية اللامسؤولية للمسؤولين ووجود المسؤول غير المسؤول أمام أي مسؤول؟!
بقلم : الكاتب و الناقد الساخر الصحفي سعد بوعقبة
من موقع جريدة الخبر
ط§ظ„ط®ط¨ط± - ظٹط§ ظ…طµط± .. ط§ظ„ط°ظٹ .!