أسبوع أمريكي جديد يبدأ بصدور بيانات قطاع المنازل وينتهي بتقرير الوظائف ويتوسّطه بيانات وتصريحات هامّة
أسبوع جديد يهل على الاقتصاد الأكبر في العالم وبيانات جديدة ستطرح على الساحة الأمريكية والتي ستعكس النشاطات الاقتصادية في البلاد، تلك البيانات ستكون معظمها فيما يتعلق بآخر بيانات شهر نيسان/ ابريل وبيانات أخرى تتعلق بشهر أيار/ مايو، وستكون التقارير موزعة بين قطاعات المنازل والصناعة والعمل والناتج المحلي الإجمالي بالإضافة إلى تقرير الدخل الأمريكي.
الثلاثاء - التاسع والعشرين من أيار/ مايو 2012
ومن الجدير بالذكر أن الاقتصاد الأمريكي سيبدأ أسبوعه متأخراً، إذ أن يوم الاثنين ستكون الأسواق الأمريكية مُغلقة بسبب عيد الذكرى، ولذلك فإن البيانات ستبدأ بالصدور يوم الثلاثاء الموافق التاسع والعشرين من شهر أيار/ مايو للعام 2012، واضعين بعين الاعتبار أن التقارير الصادرة يوم الثلاثاء مناصفة بين مؤشر أسعار المنازل ومؤشر ثقة المستهلكين.
حيث سيُفصح قطاع المنازل عن مؤشر ستاندرد أند بورز المُركب 20 لشهر آذار/ مارس الذي من المتوقع أن يظهر ارتفاع أسعار المنازل بوتيرة ضعيفة مقارنة بالارتفاع السابق، في حين أن الأسعار قد تكون قد واصلت انخفاضها على الصعيد السنوي، مشيرين بأن قطاع المنازل لا يزال قيد البحث عن الاستقرار ولا تزال مؤشراته غير واضحة مقارنة بباقي القطاعات الأمريكية.
وسيصدر أيضاً في نفس اليوم مؤشر ثقة المستهلكين عن شهر أيار/ مايو الذي من المتوقع أن يرتفع مقارنة بالقراءة السابقة، وذلك مع الإشارة إلى أن منظمة النمو والتعاون الاقتصادية كانت قد أعلنت مؤخراً عن توقعات النمو لكبرى اقتصاديات العالم، وأشارت بأن الاقتصاد الأمريكي سيواصل نموه ضمن وتيرة معتدلة، ناهيك عن تلميحات الفدرالي الأمريكي أيضاً التي لم تستبعد تبنّي خطة تحفيزية ثالثة في حال استدعت الحاجة لذلك.
الأربعاء - الثلاثين من أيار/ مايو 2012
يُكمل قطاع المنازل الأمريكي إصدار بياناته، لتنتظر الأسواق صدور مؤشر مبيعات المنازل قيد الانتظار التي ستصدر عن شهر نيسان/ ابريل، إذ من المتوقع أن تنخفض المبيعات بشكل طفيف مقارنة بالارتفاع السابق، واضعين بعين الاعتبار أن قطاع المنازل بشكل خاص لا يزال تحت وطأة التحديات، سواءاً من ارتفاع قيم حبس الرهن العقاري أو معدلات النمو المتدنية أو حتى التأثرات الخارجية التي ساهمت في إضعاف مستويات الإنفاق في الولايات المتحدة الأمريكية.
مشيرين عزيزي القارئ إلى ان الأنظار ستكون موجهة في هذا اليوم على تصريحات كل من فيشر ودودلي أعضاء اللجنة الفدرالية المفتوحة، حيث سيتحدث فيشر عن الاقتصاد الأمريكي وتأثره بالاقتصاد العالمي في مؤتمر سيعقده في ولاية تكساس، أما دودلي فسيتطرّق إلى الاقتصاد المحلي في مؤتمر سيعقده في ولاية نيويورك الأمريكية.
بينما سيكون الاقتصاد الأكثر التصاقاً بالاقتصاد الأمريكي - الاقتصاد الكندي - حاضراً لإصدار البيانات يوم الأربعاء، حيث سيصدر مؤشر أسعار المنتجات الصناعية الذي من المتوقع أن يرتفع بشكل طفيف خلال شهر نيسان/ ابريل، هذا بالإضافة إلى توقعات انخفاض أسعار الواد الخام في كندا خلال الشهر نفسه.
الخميس - الحادي والثلاثين من أيار/ مايو 2012
في هذا اليوم ستكون التركيز على جوانب أخرى من الاقتصاد الأمريكي، حيث سيصدر بداية عن قطاع العمل الأمريكي مؤشر ADP للتغير في وظائف القطاع الخاص، الذي من المتوقع أن يُظهر إضافة وظائف خلال شهر أيار/ مايو بأعلى مما أضافه خلال نيسان/ ابريل، وتكمن أهمية هذا التقرير بأنه يصدر قبيل صدور تقرير الوظائف، لذلك فإنه يعطي نظرة عما قد يأتي في التقرير الأهم بالنسبة للولايات المتحدة على وجه الخصوص والعالم بشكل عام.
كما وسيكون يوم الخميس مسرحاً لبيان أمريكي هام، وهو تقرير الناتج المحلي الإجمالي والذي سيصدر قبيل افتتاح الجلسة الأمريكية بقليل مغطياً القراءة الثانية وقبل النهائية عن الربع الأول من هذا العام، إذ من المتوقع أن تشهد القراءة تعديلاً إلى تباطؤ النمو بنسبة 1.9% مقارنة بالقراءة الأولى عن الربع نفسه التي بلغت 2.2%، واضعين بعين الاعتبار أن الإنفاق الشخصي قد يكون قد ثبت خلال الربع نفسه دون أية تعديلات.
وسيصدر في نفس الوقت عن الاقتصاد الكندي مؤشر الحساب الجاري عن الربع الأول، حيث من المتوقع أن يظهر التقرير توسّع العجز في الحساب إلى 11.0 مليار دولار كندي مقارنة بالعجز السابق الذي بلغ 10.3 مليار دولار. وفي تمام الساعة 08:00 بتوقيت نيويورك سيأتي عضو اللجنة الفدرالية الأمريكية بيانالتو ليتحدث عن السياسة النقدية في كليفلاند.
وفي وقت لاحق سيصدر عن الاقتصاد الأمريكي مؤشر شيكاغو لمداء المشتريات عن شهر أيار/ مايو والذي من المتوقع أن يظهر توسّع الأنشطة الصناعية بأفضل من القراءة السابقة، وهذا ما أشرنا إليه مراراً وتكراراً، وهو أن الاقتصاد الأمريكي يواصل مسيرته نحو بر الأمان ولكن ضمن وتيرة تدريجية ومعتدلة.
الجُمعة - الأول من حزيران/ يونيو 2012
أخيراً سيصدر مع نهاية الأسبوع تقارير هامة تُغطي جوانب حساسة في الاقتصاد الأمريكي، إذ نجد بأن الساحة الأمريكية ستكون مسرحاً للمفاجآت، حيث سيصدر تقرير الوظائف المرتقب من العالم أجمع، ومن المتوقع أن يواصل الاقتصاد الأمريكي عملية إضافة الوظائف خلال أيار/ مايو وبأعلى مما أضافه خلال الشهر الذي يسبقه، حيث من المحتمل أن يضيف الاقتصاد 150 ألف وظيفة مقابل 115 ألف وظيفة، مع العلم أن معدل البطالة قد يثبت عند الانخفاض السابق 8.1%.
وفي نفس الوقت سيصدر تقرير الدخل الأمريكي الذي من المحتمل أن يظهر ارتفاعاً في مستويات الدخل والإنفاق الشخصي خلال شهر نيسان/ ابريل بثبات نسبي عمّا سجله الاقتصاد خلال شهر آذار/ مارس، واضعين بعين الاعتبار أن الأحداث الخارجة أثرت على مستويات الثقة عالمياً وبالتالي حدّت من إنفاق المستهلكين، وذلك مع العلم أن إنفاق المستهلكين في الولايات المتحدة يشكّل ما نسبته 70% من الناتج المحلي الإجمالي.
سيصدر في تلك الأثناء تقرير الناتج المحلي الإجمالي الكندي عن الربع الأول والذي من المتوقع أن يظهر الاقتصاد تسارع وتيرة النمو بشكل طفيف، إذ قد يكون الاقتصاد قد نما بنسبة 2.0% مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 1.8%، كما من المتوقع أن يكون الاقتصاد الكندي قد نما خلال شهر آذار/ مارس بنسبة 0.3% مقارنة بالانكماش السابق الذي بلغ -0.2%.
وقبيل إغلاق الجلسة الأمريكية لختام تداولات الأسبوع بساعات، يأتي قطاع الصناعة الأمريكي مُصدراً مؤشر معهد التزويد الصناعي عن شهر أيار/ مايو والذي من المتوقع أن يُظهر تباطؤ الأنشطة الصناعية في الولايات المتحدة إلى 54.0 مقارنة بالقراءة السابقة التي بلغت 54.8.
وفي النهاية عزيزي القارئ لا بد لنا من الإشارة إلى أن العيون ستبقى على البيانات الصادرة في الساحة الأمريكية ولكن سيكون التركيز موجّه أيضاً على أوروبا وتطورات الأوضاع الاقتصادية التي تعاني من ضعف في أنشطتها، مع العلم أن الدولار الأمريكي سيكون محطّ اهتمام المُستثمرين في تلك الأثناء وذلك في حالات التشاؤم التي تنتابهم في خضم حالة عدم التيقّن بما ستؤول إليه الأوضاع في القارة العجوز...
نقل من احد الموقع الاخبارية